
شتاء حمص البارد : الألبسة الشتوية “نــــار” تلهب جيوب السوريين
حمص – خاص
تستقبل مدينة حمص شتاءها الجديد وسط حالة من القلق الاقتصادي المتصاعد، حيث تحولت الألبسة الشتوية إلى رفاهية بعيدة المنال عن غالبية السكان.
ويأتي هذا الشتاء ليؤكد المعادلة الصعبة بين رواتب تُدفع بالليرة السورية وأسعار تُسعّر فعلياً بالدولار، ما يضع الأسر أمام خيارات مؤلمة لتأمين الدفء.
على الرغم من الانخفاض النسبي الذي شهده سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية بنحو 3000 ليرة مقارنة بموسم الشتاء الماضي، إلا أن أسواق الألبسة والأحذية في حمص سجلت ارتفاعاً لافتاً تجاوز 20 بالمئة هذا العام.

هذا التناقض يثير تساؤلات حول آليات التسعير وغياب الرقابة الفعالة على الأسواق.
وفي شهادات ميدانية، أكد السكان أن سعر حذاء شتوي وصل إلى 275 ألف ليرة سورية، بزيادة قدرها 50 ألف ليرة عن سعر العام الفائت.
ونقلت “مصدر” عن صاحب المحل تبريره للزيادة بـ “قلة الإنتاج هذا العام”، وهو تبرير يختلف عن ذرائع العام الماضي التي كانت ترتبط بسعر الصرف وأتاوات الحواجز.
كما أشارالبعض إلى أن سعر حذاء شتوي ارتفع من 125 ألف ليرة العام الماضي إلى 175 ألف ليرة هذا العام.
وأعربوا عن استغرابها من وصول سعر الجاكيت الشتوي المستعمل (البالة) إلى 300 ألف ليرة، بينما تتراوح أسعار الأحذية المستعملة بين 250 و 600 ألف ليرة، مرجحة أن يكون السبب الرئيسي هو غياب الرقابة الحكومية.

“مستوردة” أم صناعة محلية؟
يواجه المستهلكون في حمص ظاهرة تبرير ارتفاع الأسعار بالاستيراد، حتى للمنتجات التي تحمل علامة “صنع في سوريا”. فـ سعر بيجاما شتوية معروضة على إحدى صفحات المتاجر الإلكترونية وصل إلى 425 ألف ليرة سورية، وهو سعر يتجاوز ضعف السعر المعتاد لهذا النوع من الألبسة.
ويعمد العديد من أصحاب المحال إلى تسعير بضائعهم بالدولار بشكل غير مباشر، حيث بات من الشائع أن تصل رسائل للمشترين تحدد سعر قطعة الألبسة بـ “35 دولاراً”، حتى للمنتجات التي يُفترض أنها منخفضة التكلفة، مثل تلك التي يتم الإعلان عن استيرادها من متاجر عالمية معروفة بأسعارها الاقتصادية.
تكمن الأزمة الحقيقية في الفجوة الهائلة بين مستويات الدخل والإنفاق. ففي ظل أن متوسط الرواتب في سوريا لا يتجاوز مليون ليرة سورية، فإن شراء قطعة ملابس شتوية واحدة، كجاكيت مستعمل من البالة، قد يستهلك نصف الراتب الشهري للموظف.



