
من رهان الانفصال إلى الاستغاثة : السويداء تواجه أزمتها الاقتصادية وتعود إلى حضن الدولة بعد زيف الشعارات الخارجية
دمشق – خاص
في تحول لافت يكشف زيف الشعارات الانفصالية والرهان على الخارج، تواجه محافظة السويداء أزمة اقتصادية خانقة، تتجلى في تأخر صرف رواتب آلاف الموظفين لأشهر طويلة، مما جمد حركة الأسواق وأثقل كاهل الأهالي.
هذه الأزمة، التي فاقمتها حالة الفوضى الأمنية التي خلقتها مجموعات مسلحة، تدفع بأصوات العقل والحكمة داخل المحافظة إلى العودة لطلب العون من الدولة السورية، بعد أن أثبتت التجارب فشل الرهانات الأخرى.
خمسة أشهر بلا رواتب : الأزمة تضرب عمق المجتمع
تؤكد القصص اليومية من السويداء عمق الأزمة، حيث لم يتقاضَ موظفون ومتقاعدون رواتبهم بانتظام منذ خمسة أشهر أو أكثر، مما اضطر العائلات إلى “تدبّر أمرها” بالاعتماد على الحد الأدنى من الموارد. ويصف الباعة في السوق، حركة البيع بأنها لا تحتاج إلى نشرة إخبارية، فـ”إذا أقبل الزبائن، يعني أن بعض الموظفين قبضوا”، في إشارة إلى أن الصرف أصبح يحدث مرة كل عدة أشهر. هذه الأزمة المعيشية، التي تنعكس على كل الشرائح من سائقي التاكسي إلى بائعي الخضار، تأتي في وقت حساس كانت فيه المحافظة مسرحاً لحراك استغلته عصابات الهجري.
زيف الرهان على الخارج: من أعلام إسرائيل إلى طلب مساعدة دمشق
يأتي هذا الواقع الاقتصادي الصعب ليضع حداً فاصلاً أمام الأجندات التي حاولت استغلال الظروف المعيشية لشق الصف الوطني. ففي وقت سابق، شهدت السويداء تجمعات رفع فيها البعض شعارات “حق تقرير المصير” والمطالبة بالانفصال، بل ووصل الأمر إلى رفع أعلام كيانات معادية كإسرائيل، في محاولة لترويج أجندات خارجية وطلب التدخل الأجنبي.
ومع تفاقم الفوضى الأمنية التي خلقتها “عصابات الهجري” والمجموعات المماثلة، أصبح الأهالي يدركون أن الرهان على هذه الأطراف هو رهان خاسر لا يجلب سوى الدمار.
الدولة السورية تؤكد التزامها بحفظ الكرامة وصون الحقوق
في المقابل، تؤكد الدولة السورية التزامها تجاه أبنائها، حيث أعلن محافظ السويداء في وقت سابق عن البدء بصرف رواتب العاملين في مديرية التربية والمتقاعدين، مؤكداً أن “الحق لا يسقط بالتقادم” وأن الدولة تقف إلى جانب مواطنيها “كواجب وطني وأخلاقي”.
إن هذا التحول في المشهد، من محاولات الانفصال والعمالة إلى الحاجة الماسة لتدخل الدولة لإنهاء الأزمة الاقتصادية والأمنية، يؤكد أن الدولة السورية هي الضامن الوحيد لوحدة البلاد وأمن مواطنيها، وأن كل محاولات شق الصف الوطني مصيرها الفشل أمام إرادة الشعب السوري في الحفاظ على وحدة أراضيه وسيادته.



