“آلة القتل السورية”.. كنز جديد من الصور يوثق مقتل 10 آلاف شخص في سجون الأسد

ترجمة خاصة لـ "جريدة مصدر" عن "واشنطن بوست"

خاص :
في تحقيق استقصائي جديد، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” عن كنز جديد من الصور يوثق مقتل ما يقارب 10,000 شخص في نظام السجون الوحشي التابع لبشار الأسد خلال العقد الأخير من حكمه. وقد قامت “جريدة المصدر” بترجمة المادة الأصلية التي نشرت تحت عنوان “Syria’s killing machine” (آلة القتل السورية).
.

.

حجم الكشف الجديد

تُظهر المجموعة الجديدة أكثر من 30,000 صورة لمعتقلين قضوا تحت التعذيب، تم التقاط العديد منها من زوايا متعددة، وتم الحصول عليها من قبل هيئة الإذاعة العامة الألمانية (NDR) التي شاركتها مع الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين (ICIJ) و”واشنطن بوست”. هذا الكنز يفوق حجماً “ملفات قيصر” لعام 2014.


مصدر الصور وتأكيدها

سُرّبت الصور من ضابط عسكري سابق برتبة عقيد كان يرأس وحدة حفظ الأدلة في الشرطة العسكرية بدمشق، بشرط عدم كشف هويته. وتمكنت “واشنطن بوست” من تأكيد صحة عدد من الصور بعد مطابقتها مع أقارب الضحايا، ونشرت صورتين بموافقة العائلات.


استمرار الرعب الممنهج

الكشف الجديد يبرهن أن فضيحة 2014 لم توقف آلة الاعتقال والتعذيب والقتل لدى النظام السوري. الضحايا غالباً رجال، بينهم مسنون ومراهقون، إضافة إلى نساء وقلة من الأطفال، منهم رضيع توفي عام 2017 ويُعتقد أنه ابن معتقلة في “فرع فلسطين”.


حصانة النظام وغياب المساءلة

قال المحامي السوري أنور البني إن النظام استمر في قتل الناس دون خوف من المساءلة، مشيراً إلى أن القوانين السورية منحت “حصانة كاملة” من الرئيس إلى أصغر ضابط. وأكد أن الصور الجديدة تُظهر تعذيباً أشد مما ظهر سابقاً.


الذروة الزمنية للقتل

وصل عدد الضحايا الموثقين في الصور إلى 10,212 شخصاً بين 2015 و2024، وكانت الذروة بين 2015 و2017.

عدد الوفيات حسب السنة:

السنة الوفيات
2015 2,734
2016 3,166
2017 1,417
2018 568
2019 591
2020 867
2021 426
2022 205
2023 114
2024 104
المجموع 10,212

بحسب البيانات، انخفض العدد عام 2024 الذي انتهى بـ”الإطاحة بالأسد في ديسمبر” على يد جماعات متمردة بقيادة أحمد الشرع.


الاعتقال لأسباب تعسفية

أفاد العقيد المسرب بأن معظم الضحايا صُوِّروا في مستشفى حرستا العسكري. نحو نصف الأرشيف لا علاقة له بالمعتقلين بل بوفيات عسكرية وحوادث.
عديد من المعتقلين احتُجزوا لأسباب تعسفية: حملات أمنية، نقاط تفتيش، أو انتماء مناطقهم للمعارضة. وأكد البني أن السلطات لم تكن تبحث عن معلومات حقيقية.


قصة عبد الرحمن صفاف

عبد الرحمن صفاف (30 عاماً)، طالب ماجستير في تكنولوجيا المعلومات، اعتُقل في يونيو 2024 قبيل زفافه. بعد شهرين، تسلمت عائلته جثته من مستشفى حرستا العسكري مقابل دفع 300 دولار لسيارة الإسعاف، وإجبارهم على توقيع تعهد بعدم الاحتجاج.
قال والده: “أعلم أن ابني لم يفعل شيئاً… أعتقد أنهم كسروا رقبته.”
أظهرت صور الأرشيف جروحاً حول معصميه يُحتمل أنها ناتجة عن التعليق.


قصة مطلق مطلق

بعد اعتقاله عام 2015، قضت عائلته نحو عشر سنوات تبحث عنه. الصورة الملتقطة له في الأرشيف كشفت وفاته بعد أشهر من اعتقاله، وأظهرت آثار تعذيب واضحة واسمه مكتوباً على بطنه.


كنز الصور الجديد

يحتوي الأرشيف على أكثر من 70,000 صورة التقطها مصورو الشرطة العسكرية، تشمل وفيات المعتقلين بين 2015 و2024، إضافة إلى وفيات عسكرية لأسباب أخرى.
وتمت مشاركة 1,500 اسم من الضحايا مع منظمات سورية والدولية بينها مؤسسة الأمم المتحدة للمفقودين في سوريا، وتسليم نسخة للمدعي العام الفيدرالي الألماني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى