أوروبا تسعى لـ”إعدام” الشاورما التركية
تُعتبر وجبات الشاورما التركية والمعروفة أيضاً بـ”دونر كباب”، من بين أكثر المأكولات التي تفضلها كثير من الشعوب لا سيما في أوروبا، لكنها الآن تواجه تهديداً حقيقياً.
وبحسب ما ذكرته صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، الجمعة 1 ديسمبر/كانون الأول 2017، فإن سياسيين بالاتحاد الأوروبي يتحركون لحظر مادة الفوسفات اللازمة للإبقاء على لحم الشاورما رطباً ومتبّلاً، ويستشهدون في ذلك بمخاوف صحيّة استناداً إلى دراسات تربط بين المادة المضافة وأمراض القلب.
وبدأت القضية عندما اقترحت اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي السماح رسمياً باستخدام مادة الفوسفات في لحم الضأن، أو لحم الأبقار، أو لحم العجول. وصوّتت لجنة الصحة بأغلبية 22 صوتاً من أصل 32 لمعارضة الاقتراح، في أعقاب دراسات حديثة تشير إلى أن المادة المضافة تعرّض الناس لخطر الإصابة بأمراض القلب على نحو أكبر.
وتشير الصحيفة البريطانية إلى أنه قد ينتهي تصويت البرلمان بالكامل، والمقرر انعقاده في غضون أسوعبن، بحظر المكوِّن، وهو ما يُحتمل أن يحذف بدوره وجبة الشاورما من قوائم الطعام الأوروبية.
وأصحاب مطاعم الشاورما ليسوا سعداء بذلك؛ إذ يقول باريو دونميز، وهو صاحب أحد المطاعم التي تقدّم وجبات الشاورما وتعمل على مدار 24 ساعة في مقاطعة ميت بالعاصمة الألمانية برلين: “إنهم يبحثون عن طرق للإضرار بالأعمال التركية هنا”، وأضاف في حديثه لوكالة أسوشييتد برس: “مثل هذا الحظر سيكون أسوأ ما يمكن تخيّله”.
وقال مينان كويونكو، من الاتحاد الألماني لمنتجي الشاورما التركية، في حديث لصحيفة بيلد اليومية الألمانية “إذا نجح البرلمان الأوروبي في ذلك، سيكون هذا بمثابة حكم الإعدام على صناعة إعداد الشاورما التركية بأكملها في الاتحاد الأوروبي”.
وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن بعض الأطعمة السريعة الأخرى حصلت على موافقة البرلمان الأوروبي على رغم احتواء مكوناتها الفوسفات، كما الحال في استخدامه في قطع لحم الخنزير عام 2014. ورأت أن هذه حالة واضحة من “التمييز ضد الدونر التركي”، بحسب ما ذكره موقع “يورو نيوز“.
وأضاف الموقع أن كمية الفوسفات التي يستهلكها المواطن في الاتحاد الأوروبي، خلال عام كامل من تناول الدونر، تعادل ما يستهلكه إذا ما شرب لتراً ونصف اللتر من الكوكا.
وبقدر ما قد تبدو القضية غير مهمة، تفيد بيلد بأن أكثر من مئة ألف وظيفة في ألمانيا تعتمد على دونر الكباب، ومن بين 500 طن من الدونر المنتجة في الاتحاد الأوروبي كل يوم تنتج ألمانيا 80 في المئة منها.
وكتبت رينات سومر، عضوة حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الاتحاد الديمقراطي المسيحي، على موقع فيسبوك أن “حظر إضافة الفوسفات سيكون نهاية لإنتاج الكباب التركي وسيؤدي إلى خسارة الآلاف من الوظائف”.
ورفضت سوزان مليور وهي عضو فى البرلمان الأوروبي عن الحزب الاشتراكي، فكرة أن الدونر معرض للخطر، بحسب ما ذكره موقع “يورونيوز”.
ويتفاخر الأتراك بمطبخهم الغني بالوجبات التي باتت تستقطب السياح من كل مكان في العالم خصوصاً العرب والمسلمين، الذين يبحثون عن مطاعم تقدم لحماً حلال، وتشير صحيفة “يني شفق” التركية أن بعض السياح أصبحوا يفكرون في أطباق الطعام قبل البرامج السياحية لأوروبا التي تقدمها وكالات السياحة.
وتشير التقارير التي تصدرها رابطة منتجي الشاورما التركية في أوروبا، وفقاً لتقرير نشره موقع بي بي سي بنسخته التركية، إلى أن صناع الشاورما التركية في ألمانيا يبيعون حوالي 2 مليون ساندويتش يومياً في المدن التي ينشطون فيها، مستخدمين أكثر من 400 طن من اللحوم ليتمكنوا من سد حاجة السوق.
صحف