أخيراً سنكتشف مرض السرطان قبل انتشاره في أجسادنا
أعلن باحثون أن اختبار دم رائد جديد اسمه “الخزعة السائلة”، يمكنه اكتشاف 8 أنواع من السرطانات الشائعة قبل انتشارها بالجسم، ما سيسهم في إنقاذ عددٍ لا يُحصى من البشر.
وقالوا إن اختبار “الخزعة السائلة”، الذي جرى تطويره في الولايات المتحدة، سيغير مسار مكافحة مرض السرطان، وعبَّروا عن أملهم في أن يُصبِح الاختبار متاحاً على نطاقٍ أوسع في غضون بضع سنوات، وفق ما ذكرته صحيفة الغارديان البريطانية.
ونجح الاختبار في الكشف عن وجود أورام في 70% من الحالات بالمتوسط من بين 1000 مريض بالسرطان في المراحل المبكرة من الإصابة. ولكن الأمر الأكثر أهمية هو اكتشاف المرض قبل انتشاره في الجسم، ما يمنح المرضى فرصة أفضل للقضاء عليه.
ما هو هذا الاختبار؟
يجري هذا الاختبار عن طريق البحث عن الحمض النووي المتحول الذي تُسقِطه الخلايا الميتة في الدم، ومؤشرات البروتين الحيوية المتصلة بالأمعاء والصدر والكبد والرئة وسرطان المعدة والبنكرياس والمبايض والمريء.
وقال بيتر غيبس، الأستاذ بمعهد والتر وإليزا للأبحاث الطبية بمدينة ملبورن الأسترالية، والذي عمل على هذا الاختبار، المُسمى “CancerSEEK”، إنَّه يعتقد أنَّ هذا الاختبار من شأنه إنقاذ حياة الآف الأشخاص، ويأمل انتشاره سريعاً بصورةٍ أكبر وتكلفةٍ معقولة.
وصرَّح غيبس لهيئة الإذاعة الأسترالية (ABC)، قائلاً: “لأول مرة نرى إمكانيةً للتوصُّل إلى اختبار دم بإمكانه الكشف عن الكثير من أنواع السرطانات الخبيثة التي يتوجَّب علينا -حتى الآن- انتظار ظهور أعراضها أولاً؛ ومن ثم اكتشافها متأخراً جداً”.
ما هي الأنواع الثمانية التي يكشفها ؟
وقد أثبت الاختبار فاعليته في الكشف عن أنواع من السرطانات، مثل سرطان البنكرياس، والتي عادةً لا تُظهِر سوى القليل من الأعراض، إن ظهرت أصلاً، قبل أن يتطور المرض بصورةٍ كبيرة، بما يعني في الغالب موت المريض.
وقال غيبس إنَّ المزيد من الأشخاص سيرغبون في إجراء اختبار دمٍ بسيط بدلاً من الخضوع لفحوصاتٍ مؤلمة ومُزعجة مثل فحص القولون بالمنظار.
ووفق ما ذكر موقع Nature العلمي، فإن الاختبار سيتمكن من كشف 8 أنواع من السرطان قبل انتشارها في الجسد وهي: المبيض، الكبد، المعدة، البنكرياس، المريء، القولون،الرئة والثدي.
تجربة الاختبار على 10 آلاف شخص
وأضاف أنَّه مع تزايد نسبة الإصابة بالسرطان بعد سن الخمسين، يُصبح إجراء الاختبار أكثر أهمية للكبار، وأيضاً للشباب الذين ينتمون إلى الفئات المعرَّضة لخطر الإصابة؛ نظراً إلى تاريخ عائلاتهم مع المرض.
وتجري الآن تجربة الاختبار، الذي توصَّل إليه باحثون في جامعة جونز هوبكينز، على 10 آلاف شخص آخرين.
وأوضح غيبس: “ستكون التكلفة هي أكبر مشكلة. أظن أنّنا نتحدث الآن في تكلفة تساوي 1000 دولار أو شيئاً من هذا القبيل.. لكن كما هو الحال مع التقنيات المتطورة وحجم الطلب عليها، تقل التكلفة كثيراً مع مرور الوقت.. آمل أن تنخفض التكلفة إلى بضع مئات من الدولارات”. وقد نُشِر هذا البحث في مجلة Science.