السماح بزيارة سوريا … السوريون يواجهون عقبات قانونية وادارية

انتشر في الأيام الأخيرة خبر سماح السلطات الفرنسية للاجئين السوريين الحاصلين على حق اللجوء بالسفر إلى سوريا لمرة واحدة ولمدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر.

ورغم أن هذا القرار قد يبدو إيجابيًا للبعض، إلا أنه يواجه عقبات قانونية وعملية قد تجعل تطبيقه صعبًا، إن لم يكن مستحيلًا ، في ظل غياب آليات واضحة لتنفيذه.

من أبرز التحديات التي تواجه اللاجئين السوريين الراغبين في الاستفادة من القرار هو عدم امتلاكهم لأوراقهم الثبوتية السورية، إذ قام العديد منهم بتسليم جوازات سفرهم وهوياتهم للسلطات الفرنسية عند تقديم طلب اللجوء، وحتى الآن لم تُحدد أي آلية تتيح لهم استعادة هذه الوثائق مؤقتًا لاستخدامها في السفر.

كما أن العقوبات الدولية المفروضة على النظام السوري أدت إلى انقطاع الرحلات الجوية المباشرة بين فرنسا وسوريا، مما يجبر الراغبين في السفر على المرور عبر دول مجاورة مثل لبنان أو الأردن، وهو ما يشكل عقبة أخرى نظرًا لصعوبة الحصول على تأشيرة دخول لهذه الدول باستخدام وثيقة سفر اللاجئين الفرنسية، مما قد يمنعهم من مغادرة المطار أو الوصول إلى الحدود البرية مع سوريا.

في ظل هذه التحديات، يشدد العديد من الناشطين والحقوقيين على ضرورة توفير حلول واضحة ترافق تنفيذ القرار لضمان إمكانية تطبيقه على أرض الواقع، ومن بين هذه الحلول السماح للاجئين السوريين باستعادة وثائقهم الأصلية مؤقتًا لتسهيل عملية السفر، على أن يتم إعادتها عند العودة إلى فرنسا، إضافة إلى تأمين رحلات جوية مباشرة من فرنسا إلى سوريا لتجنب مشاكل العبور عبر دول ثالثة، والتنسيق مع السلطات اللبنانية والأردنية لمنح السوريين القادمين من فرنسا حق العبور المؤقت لمدة محددة للوصول إلى سوريا.

يحذر الخبراء القانونيون من المخاطر المحتملة التي قد تواجه اللاجئين السوريين عند اتخاذ قرار السفر إلى سوريا، إذ قد يؤدي ذلك إلى تعقيد وضعهم القانوني في فرنسا، خصوصًا في حال حدوث أي تغيير في قوانين اللجوء مستقبلاً. وينصح المختصون بعدم اتخاذ أي خطوة قبل التأكد من وجود آليات واضحة تضمن تنفيذ القرار بشكل عملي دون تعريض اللاجئين لمخاطر قانونية أو إدارية غير محسوبة. وبينما ينتظر اللاجئون السوريون في فرنسا توضيحات رسمية من السلطات حول كيفية تنفيذ القرار، تبقى التساؤلات قائمة حول مدى واقعيته في ظل التحديات الراهنة.

 

 

علي فجر المحمد – مصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى