فرنسا: تفكيك ومحاكمة شبكة “عائلية” لتهريب المهاجرين
أدانت محكمة فرنسية الثلاثاء، شبكة من المهربين الذين عملوا كـ”عائلة” بين إيطاليا وفرنسا على الحدود. وساهمت هذه الشبكة في عبور المهاجرين من إيطاليا عبر الجبال، وصولا إلى قبو في “مينتون” الفرنسية.
كشفت صحيفة “نيس ماتان” الفرنسية، أن أحكاماً بالسجن صدرت، الثلاثاء 7 تشرين الثاني، بحق شبكة تهريب مهاجرين، موضحة أن المهربين كانوا من العائلة نفسها، وأنشأوا شبكة تمتد من فينتيميليا في إيطاليا، إلى مينتون على الجانب الفرنسي.
وشرحت الصحيفة طريقة عمل الشبكة، ففي البداية، كان على المهاجرين عبور جبال الألب سيرا على الأقدام عبر مسارات جبلية خطيرة جدا، قبل اصطحابهم إلى “مينتون”، والانتظار داخل قبو يقع في طريق مسدود بالمدينة. جذب الزقاق المسدود اهتمام السلطات، إذ أوضحت الصحيفة “استغرب أحد السكان المحليين، وهو ضابط شرطة، من تردد سيارة أوبل فرونتيرا (إلى الزقاق)، خاصة وأنها حملت في بعض الأحيان حوالي 10 أجانب”.
أحكام بالسجن
وفتح التحقيق في آذار/مارس 2022، عندما تم رصد عدد من المهربين أبرزهم “خوسيه باراتا (53 عاما)، وصهره فريد بن إبراهيم (47 عاما)، وشقيق الأخير شكري بن إبراهيم (52 عاما)، ووسام الخلفي (27 عاما) “، بالإضافة إلى متهمين اثنين لا يزالان فارّين.
وصدر حكم بالسجن ست سنوات مع منع من التواجد على الأراضي الفرنسية، بحق شكري بن إبراهيم، الذي وُجد مذنباً بتهمة مساعدة أشخاص أجانب على الدخول والتنقل والإقامة غير المشروعة في فرنسا، وكل ذلك في إطار عصابة منظمة. وجاءت العقوبة وفق طلب المدعية العامة لورا جود.
كما حُكم على وسام الخلفي بالسجن لثلاث سنوات. ومن المقرر أن تتم محاكمة خوسيه باراتا في نيسان/أبريل المقبل. أما فريد بن إبراهيم، وهو رهن الحبس الاحتياطي منذ 18 شهرا، فحُكم عليه بالسجن مدة أربع سنوات. وهو جزائري الجنسية، ويخضع مثل المتهمين معه، إلى منع دائم من دخول الأراضي الفرنسية.
وفي بداية تشرين الثاني/نوفمبر، اعتُقل مهرب آخر يُدعى مصطفى ت. وتمت محاكمته وإدانته، وفقاً لصحيفة “نيس ماتان”، التي أشارت إلى أنه كان يعمل سائق شاحنة، واستخدمها لنقل مهاجرين بين فينتيميليا ومينتون مقابل مبالغ مالية.
مهاجرون عالقون على الحدود الفرنسية الإيطالية
يعيش المئات من المهاجرين في فينتيميليا حاليا، وهي بلدة حدودية إيطالية يحاول المهاجرون الانطلاق منها إلى فرنسا منذ سنوات. ومنذ بداية العام الجاري، يتجمع نحو 400 مهاجر بشكل دائم على الحدود لمحاولة العبور، بينما وصلت أعدادهم إلى 700 في عام 2017. ولمواجهة ذلك، أعلنت باريس في أيلول/سبتمبر عن إرسال تعزيزات أمنية على حدودها مع إيطاليا.
وشرح كريستيان بابيني، مدير مركز “كاريتاس” في فينتيميليا، أسباب ازدياد أعداد المهاجرين العالقين على الحدود، قائلاً “من الطبيعي أن يمر المهاجرون بسرعة أقل عندما تزداد الضوابط. فبدلاً من يومين، سيستغرقهم الأمر أربعة، على سبيل المثال. وهذا يزيد من عدد الأشخاص هناك (على الحدود)، لأن غيرهم لا يزالون يتوافدون إلى المنطقة آملين بعبور الحدود”.
وفي أيار/مايو، تم نشر طائرات بدون طيار لمراقبة الحدود. وقبل ذلك بشهر، أعلنت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن، عن إرسال تعزيزات قوامها 150 من ضباط الشرطة والدرك على الحدود الفرنسية الإيطالية، وتم حشد هذه “القوة الحدودية” المكونة من عناصر من الشرطة والجيش والجمارك، على الطرق وفي القطارات والمحطات.