روسيا تدخل الإنتاج الفني السوري .. وفواخرجي تكرس كذبة “جهاد النكاح”

 

منذ أيام، نشرت سلاف فواخرجي الفنانة الموالية لنظام بشار الكيماوي , فيديو على صفحتها الرسمية في “فيسبوك”، توثق فيه لحظة توقيعها عقد إنتاج فيلمها الجديد، والذي حمل اسم “تدمر”؛ وفي الفيديو تقوم بتوقيع عقد إنتاج مشترك للفيلم، بين شركة “شغف” للإنتاج الفني، التي تمتلكها فواخرجي، مع المنتج آندريه سيغليه، صاحب شركة الإنتاج الروسية “برولاين”؛ وتم ذلك بحضور المخرج الروسي إيفان بولوتينكوف، الذي اختير للإشراف على العمل، وبحضور مكثف لممثلي وسائل الإعلام الروسية؛ تم توقيع عقد الإنتاج المشترك، في مقر وزارة الثقافة، في العاصمة الروسية موسكو، وبحضور وزير الثقافة الروسي فلاديمير ميدينسكي، فوزارة الثقافة الروسية أولت اهتماماً بالغاً بالتجارب الفنية المشتركة التي تجمع الفنانين الروس بالسوريين في الآونة الأخيرة، في ظل التعاون العسكري الروسي السوري ضد الشعب السوري. وبهذه التجربة تكون فواخرجي قد دخلت إلى عالم الإنتاج السينمائي، بعد أن خاضت تجربة الإخراج أيضاً في الآونة الأخيرة، من خلال فيلم “رسائل الكرز”.

وبحسب التصريحات، فإن الفيلم يسرد قصة طبيب أفغاني، يعاني عندما يعلم بأن زوجته وبناته هربن إلى سورية، ليمارسن جهاد النكاح، فيسارع باللحاق بهن لإنقاذهن دون أن يفكر بالعواقب؛ وبحسب ما ذكرت وكالة “إنترفاكس” الروسية، فإن الفيلم سيسلط الضوء على الدمار الذي حلّ بالمدينة الأثرية، تدمر، بعد دخول ما يعرف بتنظيم “الدولة الإسلامية” إليها. ومن خلال ما ذكر يبدو توجه الفيلم السياسي واضحاً، فالفيلم المرتقب ليس أكثر من انعكاس للتحالف بين قوات النظام السوري والجيش الروسي بصورة فنية، انعكاساً يتجلى بمهاجمة أعداء النظام السوري بقصة فانتازية.

ولا يقتصر التعاون الفني بين روسيا وسورية على هذا الفيلم، فالمهرجانات الروسية باتت الوجهة الأفضل للفنانين السوريين التابعين للنظام، وأصبحوا يوجدون فيها كمشاركين وضيوف وكأعضاء في لجان التحكيم، وتحولت منصات التتويج في المهرجانات الروسية إلى منصة للفنانين السوريين ليعبروا عن ولائهم للتحالف الروسي/ السوري؛ وبهذا السياق، يمكن أن نقرأ أيضاً مشاركة سلاف فواخرجي في النسخة الخامسة عشرة من مهرجان “كراسناغورك” الروسي قبل أيام، والتي تزامنت مع توقيع عقد إنتاج فيلم تدمر؛ حيث حضرت فواخرجي في المهرجان كعضو في لجنة التحكيم، وقامت بتسليم الجائزة لأفضل مخرج في المهرجان، واستثمرت لحظة اعتلائها المنصة، لتعبر عن امتنانها وتقديرها لروسيا، التي تواصل دعمها النظام السوري، والشعب الذي يتعرض لأبشع حرب عرفها التاريخ، بحسب ما قالت؛ واستعارت على منصة التتويج كلمات من خطابات حافظ الأسد، لتصوغ خطابها الخاص، فقالت: “إن الرياضة حياة والسينما جمال، وهذا المهرجان هو خليط بين الحياة والجمال”.

ومن خلال ما تقدم من أحداث فنية في الآونة الأخيرة، يبدو واضحاً أن النظام السوري بات تابعاً لروسيا في كافة القطاعات بما في ذلك القطاع الفني، وليس من المستغرب أن تتحول تجربة الإنتاج الروسي/ السوري المشترك لظاهرة في المستقبل القريب، في وقت تعاني الدراما السورية من أزمات، خصوصاً قرارات النقابة الجائرة بحق الفنانين السوريين المعارضين لنظام الأسد.

 

 

 

 

 

العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى