غوغل يكرّم الراحلة زها حديد .. “امرأة تمردت على القوالب”

 

فرد محرك البحث غوغل، أمس الأربعاء 31 أيار/ مايو صفحته الرئيسية للاحتفال بالمهندسة العراقية الراحلة زها حديد، والتي كانت أول امرأة في العالم تحصل على جائزة بريتزكر للهندسة المعمارية منذ 13 عاما.
ويظهر الرسم التوضيحي على واجهة المتصفح في أكثر من 20 بلداً، مصوراً المعمارية الحاصلة على الجنسية البريطانية وهي تقف أمام تصميمها لمركز حيدر علييف في العاصمة الأذربيجانية باكو، والذي تمت تسميته بتصميم العام من قبل متحف التصميم في لندن عام 2014.
وتميز التصميم بالطابع الإسلامي التاريخي الذي ظهر بشكلٍ واضح سواءً في الخطوط أو النماذج الهندسية، كما تميز المبنى بشكل السقف المنقسم حيث تملأ اللوحات الزجاجية المساحة معززةً الخرسانة.
وكانت الراحلة قد صرحت سابقاً في عام 2014 أُثناء حفل توزيع جوائز التصميم للسنة، بأن مشروع مركز حيدر علييف كان «طموحاً لا يصدق». وأضافت: «كان لدي دائماً هذا الحلم لتصميم وبناء المشروع النظري، حتى غدا هذا المركز كخزانةٍ لتحقيق كل ذلك».


ووصف غوغل حديد في تغريدة حول تكريمها بأنها: «امرأة تمردت على القوالب»، معتبراً أن تكريمها من غوغل هو احتفاء بإرثها الهندسي من خلال ثلاث رسومات تعبر عن تميزها. ويشير المتصفح في موقعه الرسمي إلى أهمية استديو حديد، ويقول: «قبل أن تجعل أجهزة الكومبيوتر عملية التصميم أكثر سهولةً على الورق، استطاع استديو حديد استخدام آلة التصوير بطرق مبتكرة لثني الخطوط وخلق أشكال جديدة». ويضيف: «يكشف هذا النوع من الرسومات (التي يستعرضها غوغل) نشاط حديد وعملها من الناحية الشكلية والوظيفية على حدٍ سواء». وتظهر حديد في الرسومات بهيئتها الشهيرة، وهي ترتدي معطفها الأسود الضخم، حيث تميزت المعمارية العراقية بأناقتها وحبها للملابس الراقية للمصممين الكبار، وهذا ما حاول شعار غوغل ترسيخه في الصورة التي قدمها لتكريمها.
وتعتبر حديد واحدةً من أنجح المعماريين والمعماريات في التاريخ المعاصر، حيث يعتقد البعض أن أعمالها قد قدمت أرضيةً جديدة للعمارة الحديثة من خلال تسخير إمكانية تنسيق المواقع المحيطة كعاملٍ رئيسيٍ في الإلهام، حيث كانت حديد أيضاً أول امرأة تحصل على الميدالية الذهبية الملكية من قبل المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين، لتبقى دوماً واحدةً من أكثر الشخصيات البارزة في عالم التصميم. وقد تم تصنيفها وتصنيف استديو زها حديد في المرتبة الأولى على القائمة الساخنة لمجلة «ديزاين»، لتشكل وفاتها في 31 آذار/ مارس 2016 مفاجأة كبيرةً لمحبي العمارة حول العالم.
الجدير ذكره أن زها حديد هي ابنة محمد حديد الذي كان وزيراً للمالية في العراق قبيل حكم حزب البعث. وقد درست في مدارس بغداد، وحصلت على إجازة في الرياضيات من الجامعة الأمريكية في بيروت، وتخرجت عام 1977 من الجمعية المعمارية في لندن، وعملت معيدة في كلية العمارة، وأستاذة زائرة في عدد من الجامعات مثل هارفرد وشيكاغو وهامبورغ.
لكن حديد التي قامت بتصميم 950 مشروعاً في 44 دولة حول العالم، لم تستطع أن تحصل على قبول لأي من تصاميمها في العراق، والتي تم رفضها جميعاً في حين كرمها العالم بأسره.

 

 

 

رند صباغ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى