في تصريح لـ”ايلاف” أكد الدكتور رياض نعسان آغا المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات أن”التسريبات التي نشرتها ايلاف لأسماء الوفد المعارض الذي سيفاوض النظام السوري لا تشمل وفد التفاوض المعارض مع النظام تحديداً”.
كلام نعسان آغا جاء ردا على سؤال حول تشاؤم بعض الناس بعد تسريبات أسماء الوفد المفاوض الذي سيجلس مع النظام السوري ـ وتشاؤم بعض المعارضين من جدوى التفاوض أصلا اضافة الى ان البعض يحاول اليوم ترتيب البيت الداخلي للائتلاف الوطني السوري كمؤسسة بعد ما قيل أنه صدم من طريقة عمل الهيئة العليا للمفاوضات باتجاه جنيف.
وقال المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات “أنه خبر جيد أن يرتب الائتلاف بيته الداخلي وأن يجدد حضوره ، وأما التسريبات فهي لاتخص وفد التفاوض بالتحديد ، وإنما هي مجموعة المعارضين المقترحة أسماءهم الذين سيكون منهم ومن آخرين وفد التفاوض ، وقد عممنا اليوم ستين أسماً .. هم الذين تداولت الهيئة العليا أسماءهم ومنهم خبراء ومستشارون”.
وردا على سؤال أين عممتم الأسماء الستين أجاب “عممناها على زملائنا أعضاء مؤتمر الرياض”.
و حول آليات ومعايير اختيار الوفد المفاوض لفت الى “أن هناك ترشيحات من أعضاء الهيئة ومنتخبون من المؤتمر أيضا ، وهناك معيار الكفاءة الذي اعتدته اللجنة القانونية ، وستكون الخيارات حسب الكفاءة”.
وردا على سؤال حول رضاه عن النتائج  حتى الآن أشار الى أنه” لم تظهر النتائج بعد كي نعلن الرضا أو النقد ، ولن يتفق جميع السوريون على كل الأسماء بالطبع، لكن الخيارات المتاحة جيدة”.
وأضاف “قد تم ما سمي تسريبا منذ بدأت اللجنة تطلب جوازات السفر من المدعوين للحصول على تأشيرات دخول ..ولم يعد الكتمان ممكنا طبعا”.
وقال “أسماء الوفد المباشر لم تعلن وكذلك النظام لم يعلن أسماء وفده”.
انغماس الهيئة
لكن المعارض السوري الكردي صلاح بدر الدين قال “أن مايجري تداوله في وسائل الاعلام بشأن انغماس ” الهيئة العليا للمفاوضات ” المنبثقة من مؤتمر الرياض في عمليات تعيين وتبديل الأسماء المرشحة للتفاوض مع السلطة الحاكمة والنية في افتتاح دورة تدريبية في مهارات التفاوض تبدأ في الأيام القادمة يوحي بأن الهيئة المعنية بدأت تتورط في انتهاج السلوك المطلوب من جانب النظام باطالة الأمد لكسب الوقت الذي يمر لصالحه على الصعيد العسكري الميداني”.
واعتبر أنه “من المؤكد أن “الهيئة العليا” والمشاركون في مؤتمر الرياض ليسوا بغافلين عما يحاك من مؤامرات وما يخطط من جانب محور ( دمشق – موسكو – طهران ) من أجل تحقيق هدف الحفاظ على النظام عبر اجراء تعديل في موازين القوى العسكرية واختراق الجبهات الساخنة من خلال المفاوضات المباشرة بصورة انفرادية هنا وهناك واذا كان الأمر كذلك فانه يعني أن هناك نوع من التفاهم المتبادل بشأن القبول بشروط النظام وحلفائه المرضية عنها من جانب الادارة الأميركية”.
تدريب المفاوضين
من جانب آخر تساءل بدر الدين” لماذا الدورة التدريبية في مهارات التفاوض ؟ هل لعدم فهم المشاركين في مؤتمر الرياض ماذا يريده الشعب السوري ؟ هل لعدم ادراك هؤلاء لأهداف الثورة وشعاراتها ؟ وهل يحتاج الأمر الى دورات ومهارات ؟ ان أي فرد ثائر وأي وطني صادق من الحراك الوطني الثوري وتنسيقيات الشباب وأي عسكري حر وأي سوري ينتمي الى الوطن والشعب وذاق مرارة الاستبداد يمكنه تمثيل الثورة في طرح أهدافها من دون عناء وهل يحتاج الأمر الى خبراء في العلوم والرياضيات والفيزياء ؟ نحن لدينا مناضلون قضوا جل عمرهم في مقارعة النظام وخبروا سجونه ومعتقلاته ولم يتراجعوا أو يضعفوا أو يندموا فمثل هؤلاء من بامكانه تمثيل ارادة الشعب من دون دورات أو تدريب”.
ولكن رياض نعسان آغا قال حول دورة تدريب المعارضين المزمع عقدها مطلع الشهر القادم أنه” لقاء تشاوري مع خبراء في القانون الدولي لمناقشة ما قد يطرح من أسئلة”.
تشكيك
من ناحية أخرى رأى صلاح الدين أن “من حق السوريين أن يشككوا في مدى صدقية ” الهيئة التفاوضية العليا ” ونيات المشاركين في مؤتمر الرياض فمنذ البداية لم يكن المدخل سليما عندما تم غض الطرف عن التحضير قبل انعقاد مؤتمر الرياض بالدعوة لعقد المؤتمر الوطني السوري من خلال لجنة تحضيرية سورية للاتفاق على البرنامج السياسي وانتخاب المجلس السياسي – العسكري للتصدي لتحديات الحرب والسلام وتفويض لجنة للقيام بالواجب وليس عبر التعيينات غير الشرعية وتبديل الأسماء وجلب أناس لايؤمنون بأهداف الثورة وكانوا حتى الأمس القريب في صفوف النظام ومؤسساته الحزبية والأمنية والدبلوماسية والادارية والاقتصادية فهل أن هؤلاء على قدر المسؤلية التاريخية لتقرير مصير شعبنا وثورتنا ؟ وهل يستطيع هؤلاء مواجهة رموز سلطة الاستبداد وحتى النظر في عيونهم ؟”.
وردا على سؤال هل يتوقع ان يكون الفشل مصير التفاوض القادم وما نتائج هذا الفشل وكيف نتداركه أجاب بدر الدين” الانتظار سيؤدي الى غلبة مخطط النظام وحلفائه وخسارة الثورة والحاق الأذى بالمديين في المناطق المحررة كمايحصل الآن في مضايا وغدا في أماكن أخرى وستكون نتائج اطالة ( اللعبة ) وخيمة على القضية السورية ، ويتحول الصراع الرئيسي التاريخي من أجل اسقاط النظام والتغيير الديموقراطي الى مشاحنات صغيرة ومناشدات انسانية لانقاذ هذه المدينة أو تلك البلدة ويبقى النظام الممسك بمبادرة الانقاذ والسماح بمرور قوافل الاغاثة ويتلقى الشكر من الأمم المتحدة وموسكو وحتى من واشنطن”.
ورأى بدر الدين أنه “يتم التدارك عبر اما وقف مهزلة التفاوض تحت ظل هذه الشروط السياسية والتراجع العسكري والتفكك الذي يعصف بقوى الثورة اضافة الى التصفيات المستمرة ومن ثم الانتقال الى موقع التحضير والتهيئة للجولة القادمة عبر – كما ذكرنا – الدعوة لعقد المؤتمر الوطني السوري والعودة الى الشعب لتقرير مايجب القيام به”.
الا ان رياض نعسان أغا تحدث ردا على سؤال لـ”ايلاف” حول جدوى التفاوض أنه ” من الواضح أن النظام يريد تحويل القضية إلى حكومة وطنية بمعنى أن يشارك بعض المعارضين في حكومة جديدة يرأسها بشار الأسد بينما القرار الدولي يتحدث عن حكومة انتقالية والفارق كبير لأن معنى الانتقال هو نهاية حقبة . كما أن المجموعة الدولية لم تقم إلى الآن بتنفيذ ما نص عليه القرار 2254 من استحقاقات ما قبل التفاوض”.
ورأى أن “هناك قضايا ما فوق التفاوض ونقصد بها وقف إطلاق النار بينما نرى تصعيدا جنونيا للقصف فضلاً عن استمرار الحصار ،” ولفت الى أنه بعد هذا كيف سنتفاءل بالنتائج الوقف الكلي لإطلاق النار؟.
وتساءل نعسان آغا “من سيتخذ القرار بوقف القصف الروسي اليومي”، وشدد على أنه من من الصعب أن تحقق المفاوضات نجاحا دون مرحلة حسن النوايا ودون توقف القصف.

ايلاف