المنتخب الحر: نسعى إلى الاعتراف الرسمي ولا داعم لنا.. ومنتخب البراميل لا يمثل سوريا
برز مؤخراً اسم “المنتخب السوري الحر” لكرة القدم، عقب فوزه على أحد أندية كرة القدم الألمانية، في وقت انقسم فيه السوريون بين مشجع للمنتخب الرسمي الذي يرعاه النظام، وبين من أطلق عليه وصف “منتخب البراميل” واعتبره ممثلاً للأسد لا لسوريا، خاصة بعد إهداء ذلك المنتخب “إنجازاته” للأسد وجيشه.
ويتألف منتخب سوريا الحر في ألمانيا من 25 لاعباً، جميعهم كان لاعباً في الأندية السورية بمختلف الفئات، متوسط أعمارهم 24 عاماً، وهو سن فتيّ مقارنة بالفرق التي خاضوا معها مباريات في مناسبات مختلفة، يقوده الكابتن “نهاد سعد الدين”، وهو مدرب في وقت سابق للمنتخب السوري الحر في لبنان، ومنشق عن وزارة الرياضة والشباب في حكومة النظام السوري، وبعد وصوله إلى ألمانيا بدأ التواصل مع اللاعبين السوريين في مختلف الأندية الألمانية، إلى حين تشكيله للفريق الحالي.
ومن أبرز لاعبي المنتخب الحر “باسل حوا”، وهو كابتن الفريق، كان في صفوف نادي “الحرية” في وقت سابق، ويلعب ضمن نادي “fc Spandau” في العاصمة الألمانية برلين، وإلى جانبه “مهند الدايخ”، اللاعب السابق لنادي “الوثبة”، كما برز اللاعب “رمضون الرمضون” كهداف للمنتخب الحر، وكان نجماً في نادي “الكرامة” السوري الشهير، وحقق معه بطولة الدوري السوري، وكان قبلها لاعبا في منتخب ناشئي سوريا، ويلعب في الوقت الحالي لصالح نادي “fc Rostock” الألماني.
ويلعب في المنتخب الحر “براء حوا”، شقيق الكابتن باسل، وهو في الوقت ذاته يلعب في نادي “F.V.B . stadt” الألماني، والشاب “طارق سعودي”، كان سابقاً في صفوف أشبال نادي “الاتحاد” السوري، ومن ثم انضم إلى ناشئي نادي الكرامة، ومنتخب سوريا للناشئين، ثم مع نادي الاتحاد للشباب، ويتابع دراسته في جامعة ألمانية، ويلعب في نادي “s.v. Wilhelm haven” الألمانين وقد تلقى عرضاً من أحد الأندية الكويتية، ولاعب نادي “الحرية” سابقاً لفئة الرجال “عصام التيت”، إضافة إلى حارس المنتخب الحر “كتيبة”، ويلعب حارساً لأحد الأندية الألمانية.
واحتفى كثيرون بفوز المنتخب السوري الحر على أحد الأندية الألمانية، وأشادوا بأداءه رغم بساطة إمكانياته، واعتبروه ركيزة مستقبلية لانطلاق منتخب رسمي يشق طريقه نحو الاحتراف، في حين أن نشاطه كان بعيدا عن الأضواء الإعلامية، ما شكل غموضاً لدى كثير من المتابعين حول نشأته وتمويله، وقد أجرى “مراسل سوري” مقابلة مع أحد لاعبي المنتخب الحر؛ اللاعب “طارق سعودي”.
وقال “طارق سعودي” لمراسل سوري خلال المقابلة إن المنتخب السوري الحر لم يحصل على الدعم أبداً؛ لدرجة أن اللاعبين يتحملون تكاليف السفر والفنادق واللباس وعدة التدريب والمعسكرات وجميع المصاريف من مالهم الخاص، وخاضوا في ألمانيا 4 مباريات ودية، فازوا في اثنتين منها، وتعادلوا في واحدة، وخسروا واحدة.
وأضاف سعودي بأن المنتخب الحر يتواصل حالياً مع الحكومة السورية المؤقتة لأجل اعترافها به، وتمثيلها دولياً، إذ أن الخلفية السياسية ضرورية للحصول على اعتراف دولي بالفريق، وقد رحبت الحكومة الألمانية بهذا الأمر، وأبدت استعدادها لتقديم المساعدة، وفي حال حصل المنتخب الحر على الاعتراف به بشكل رسمي سيكون هنالك معسكران؛ الأول في ألمانيا، والثاني في تركيا.
وأوضح سعودي أن المنتخب ينتظر الاعتراف به لاستدعاء اللاعبين وتنظيمهم في عقود رسمية، وأن الانضمام إلى الفريق مفتوح لأي لاعب سوري، بغض النظر عن عرقه أو دينه، يجري التواصل بين عدد من اللاعبين السوريين في مختلف الدول الأوروبية لحضور معسكرات التدريب والانضمام إليه.
وبالنسبة للباس الذي يرتديه لاعبو المنتخب الحر قال سعودي إنه هدية من المنتخب السوري الحر في تركيا، ويجري التفاهم في الوقت الحالي على دمج الفريقين في ألمانيا وتركيا في متخب دولي واحد باسم “المنتخب السوري الحر”.
وعن دور ألمانيا في دعم المنتخب الحر قال سعودي إنها سمحت له باللعب بهذا الاسم، وأدرجته في لائحة فرق كرة القدم في ألمانيا، في حين أن إحداها رفض أن يشارك لاعبها سوري الأصل مع المنتخب السوري الحر “خوفا من ترك اللاعب للفريق”.
وتحدث سعودي عن دور مدرب المنتخب الحر، موضحاً أن دوره كبير في جمع وتنظيم الفريق، ورفع روحه المعنوية، لدرجة أن كل مباراة للمنتخب الحر كانت تعني إثبات وجود، حيث أوصل هذا الشعور للاعبي المنتخب، وكان أداؤهم بروح قتالية.
وكشف سعودي في حديثه أن كثيرا من المدربين السوريين عرضوا تدريب المنتخب الحر، كما أن عروضاً تجري دراستها من قبل المدرب الحالي للمنتخب الحر “نهاد سعدي الدين”، والذي قال للاعبين بأنه “لا يعمل لمجد شخصي؛ بل يريد الخير للمنختب، وأن يوصل الفرحة إلى الشعب السوري الحر”، وأضاف سعودي بأن إحدى الدول العربية تتواصل حاليا مع المنتخب لدعمه واستدعاءه ليخوض مباراة ودية دولية على أرضها، مع منتخبها، وتتولى هي تكاليف اللقاء.
وأوضح سعودي عن موقف المنتخب الحر في الأمر الأكثر حساسية، والذي أحدث صراعاً حتى بين المعارضين أنفسهم تجاه المنتخب الذي يرعاه النظام؛ قائلاً: “هذا المنتخب يمثل نظام بشار الأسد، ولا يمثل سوريا، وله دور سياسي أكبر من كونه رياضيا؛ حيث أن مهمته تلميع النظام بشكل مباشر أو غير مباشر”، مضيفاً أن “بعض لاعبي المنتخب الحر تلقوا دعوات من المنتخبين “السوري والأولمبي” من جهة النظام للانضمام إلى معسكراتهم والعودة إلى حضن الوطن، لكن الاعبين رفضوها”.
وأضاف: “إن اللاعبين الذين عادوا إلى حضن بشار الأسد قد خيبوا أمل الشعب السوري المكلوم، بعودتهم إلى منتخب البراميل، وللعلم فإن “عمر خريبين والسومة ومارديك مردكيان” ولاعبين آخرين كانوا زملاء وأصدقاء للاعبي المنتخي السوري الحر، لكنهم سكتوا عن الإجرام الذي يحصل، والتشببح الذي دار على لسانهم -في وصفه لإهدائهم ما حققه المنتخب إلى بشار الأسد وجيشه- غير مبرر، ونلومهم لإهداء الفوز لقاتل أهلهم وأهلنا، والمفارقة أن التواصل بين لاعبي الفريقين لا زال مستمراً، لكننا في المنتخب السوري الحر لا نحترم آرائهم”.
وفي السياق ذاته قال سعودي بأن المنتخب السوري الحر لم ولن يهدي فوزه للائتلاف أو الحكومة المؤقتة أو لأي جهة أو شخصية سياسية؛ الاهداء فقط للشعب في مخيمات النزوح، وللمعتقلين والشهداء وأهاليهم، وإلى الشعب السوري الحر في كل دول العالم، بغض النظر عن عرقهم أو دينهم، ونحن في النهاية ألم وأمل وشعب حر واحد”.
وخاطب سعودي في اللقاء منتخب النظام قائلاً: “ليتذكر لاعبوا منتخب البراميل أصدقائهم الشهداء والمعتقلين؛ اللاعب عامر حاج هاشم، هو لاعب منتخب سوريا للشباب والناشئين، ولاعب نادي الشرطة، وهو شخص محبوب بين اللاعبين،لا زال معتقلا منذ 3 سنوات بسبب رأيه، والذي اعتقله وسلمه للأمن هم إدارة النادي ذاته، واللاعب أغيد الحير شقيق المحترف الدولي السوري الحر أحمد الحير، وغيرهم كثيرون نتمنى لهم الحرية جميعاً”.
وأبدى سعودي رأيه في اللاعب “جهاد الحسين” الذي لا زال معتزلاً لكرة القدم دولياً ,ومعارضاً لنظام الأسد بأنه “إنسان سوري حر، كان صريحا في كلامه بأنه لن يلعب في منتخب يستغله الأسد لتلميع صورته دوليا، وأنه لن يتراجع عن اعتزاله؛ لأن مشاركته منفعة للنظام، ومضرة للشعب”، وأضاف: “جهاد الحسين قدوة للاعبين السوريين، على خلاف فراس الخطيب وعمر السومة الذَين خانا الشعب السوري عامة، ودماء أهلهم في حمص ودير الزور خاصة”.
وكشف سعودي أيضاً أن جميع لاعبي المنتخب السوري الحر يتمنون أن يتولى جهاد الحسين تدريبهم، وأن المدرب الحالي يسعى لتحقيق هذا الأمر، ولكنه متعلق باعتراف الائتلاف السوري بالمنتخب لكونه الجهة السياسية التي حصلت على الاعتراف الدولي بها كممثلة للشعب السوري.
وختم سعودي اللقاء متمنياً: “أن يكون لنا منتخب واحد يمثل سوريا؛ سوريا الشعب، سوريا الكرامة، سوريا الشهداء والمعتقلين، سوريا الحرية”.