سر “حــــرد” كاميرا الميادينفي الغوطة وأين إختفى المراسل الحربي للمنار؟ .. بسام البدارين

قد لا يصدق المشاهد أن أخبار ما يسمى بـ “نجاحات النظام السوري” في تدمير الحجر والبشر في غوطة دمشق تحل منذ أسبوعين في المرتبة الثانية أو الثالثة في نشرة الأخبار الرئيسية على قناة “الميادين”.
صديق مخضرم مدمن على القناة وينتقدنا دوما على أساس استقاء الأخبار من “الجزيرة” يلاحظ أن “الميادين”، حتى في البرامج لا يبدو أنها محتفلة كالعادة بمظاهر “تحرير الغوطة”، رغم أن الإسم الحقيقي لما يجري “تدمير” وليس “تحرير”.
في التفاصيل ثمة تهكم في أخبار القناة المناصرة للنظام السوري على ترتيبات “نقل المسلحين” وثمة “تخفيض” في سقف الإنتصار المزعوم، وتغيب تلك المشاركة الإحتفالية المعتادة حين كانت كاميرات “الميادين” أو “المنار” ترافق الميليشيات التي تتحرك في المناطق “المحررة”.
ملاحظات في غاية الخبث من صديق جذري للنظام السوري تحتاج لتفسير.
من جهتنا نقرأ المشهد بقدر أكبر من البساطة فقد منع الجيش الروسي الميليشيات، التي تشارك في حفلة قتل الشعب السوري، تحت شعار “قبر زينب لن يسبى مرتين”… منعها من المشاركة في الغوطة واقتصر الأمر على قوات نظامية للجيش السوري وقصف بالطائرات لكل ما يتحرك.
يغضب الأمر الجهات المتضررة من أي سيطرة على حركة الميليشيات الإيرانية واللبنانية التي تشتبك وتدفع التضحيات تصديا لـ”الإرهاب السني”… عمليا وبرأينا المتواضع لا تحفل “الميادين” بما يجري في الغوطة لأنها تعكس ذلك المنسوب من الغضب الطائفي.
لذلك لا نشاهد المراسل الحربي لقناتي “المنار” و”الميادين” برفقة البسطارين العسكريين السوري والروسي عندما يتعلق الأمر بكذبة “تحرير الغوطة”.

كومي يعترف

شغوفون نحن أمة العرب في إنتظار تلك اللحظة التي يقدم فيها مدير المخابرات الفدرالية الأمريكية جيمس كومي إعترافاته عن تلك السفينة العملاقة التائهة التي إختطفها رئيس من طراز دونالد ترامب.
حسب “سي أن أن” فان كومي أعلن أنه سيقدم قريبا “روايته للأحداث”.
ترامب الهدف تحرك ضمن سياق إستباقي وأعلن أن الفساد والكذب والتسريب كثير جدا في “أف بي آي” ووزارتي العدل والخارجية.
الحمد لله، الذي لا يحمد على مكروه أمريكي سواه.. أخيرا يحصل في المؤسسات المتحدة ما يحصل تماما في العالم الثالث، حيث رعاع ينتخبون فيلا يحطم الجرار ومسلسل فضائح ببطولة مسؤولين يدلون باعترافات متتالية دفاعا عن أنفسهم.
كنت أعتقد أن وهم “الرئيس الضرورة والفيل” وفضائح الفساد الوزاري رهن بتلك الدول النائمة التي تعمل بمحرك ثنائية الفساد والاستبداد.
أغلب الظن أن دعاء صلاة الجمعة في كل مساجد المسلمين بعنوان..”اللهم اقلب عاليها واطيها” لم يذهب هباء، وإن كان التلفزيون الفلسطيني لا يزال يبث أغنية محمد عساف حول العالي والواطي، رغم أن رئيس الشعب الفلسطيني يشتكي علنا من أنه لا يستطيع الوصول لمكتبه دون إشارة شرطي إسرائيلي.

حراك.. “لا يتحرك”

على سيرة يوم الجمعة والتقرير الأخير لمحطة “الجزيرة”.
حاول التقرير استخدام العدسات الذكية لالتقاط صور عدد من المتجمهرين في حراك الأسعار في منطقتين على الأقل، يصلح لحشوة تقرير تلفزيوني سريع.
إحدى المنطقتين في قلب عمان العاصمة، حيث أعلن المعارض الدكتور عويدي العبادي عن إنطلاق تجمع شعبي للأحرار إنتهى بعدد أقل من حضور أي زفة عريس في أي قرية أردنية وبـ”مشاجرة” مع معارضة حضرت لإلقاء خطاب يلهب الجمهور قبل مطالبتها بالمغادرة .
تخيلنا أن عدد المايكروفونات على منصة الخطابة في التجمع أكبر من عدد الخطباء وتحول الخبر من تجمع جهوي مناطقي وطني حر لإسقاط الحكومة والنهج الاقتصادي إلى خبر عن “طرد” المعارضة هند الفايز من المكان، وعدم تمكينها من التضامن مع الحاضرين.
حسب الكاميرا سمعنا الاخت الفايز تقول لأحد الرافضين لوجودها .. “لا يشرفني أن أحضر بمعية جبان” فيرد عليها الرجل بعبارة يفهم منها الذهاب مرة أخرى لمنزلها.
حظوظ هند الفايز بائسة جدا في العمل السياسي.. الجميع يطالبها بالعودة للمنزل وكأن مقولة “أقعدي يا هند” تتكرر.
عموما حديثنا في مقال سابق عن “حراك لا ينمو” فسره حراكيون أنه خدمة مجانية للسلطة وفسرته جهات في السلطة أنه تحريض للحراك، أما نحن فضحكنا لأن هدفنا الوحيد إبلاغ القارىء بالواقع.
عموما، لو كنا في موقع السلطة لأطلقنا “زغرودة” أو “زلغوطة” على الطريقة الشامية ونحن نشاهد حراكات معترضة ليس على ارتفاع الأسعار بل على تجاهل الحقائب الوزارية لقبيلة أو عشيرة ما .
وقد نتهور ونطلق الرصاص فرحا ونحن نشاهد علية القوم في ما يسمى بالمعارضة وهم يطردون بعضهم البعض ويقبلون قيادة حراكات عشائرية الطابع، لا بل يعتذرون وبإلحاح وصرامة عن “خطابات حادة” ألقوها لحظة إنفعال وبطريقة مضحكة، فكرتها أن المواطن في الواقع غبي ولا يجيد الإصغاء وقام بتحريف الكلام .
لا حاجة لتيارات ولاء أمام معارضة من هذا النوع… والحكومة بالتأكيد محظوظة.
المضحك الأكثر هو موقف بعض الرسميين وهم يصرون على أن “مندسين يمثلون جهات ودولا خارجية يعبثون في الحراكات”.
مضحك لأن مستوى “الاندساس” هنا بائس للغاية ولأن أي عميل مخابرات أو دولة أجنبية من الصف الخامس الإبتدائي لا يمكنه ابتداع عبقرية سقيمة أكثر من تلك التي تُدار بموجبها بعض الحراكات بإسم الأردنيين، خصوصا من شخصيات انتهازية تريد ركوب موجة أو سرعان ما تجازف بشحمة الوجه بعد “تصعيد ابتزازي” أو حتى تطلب الثأر وتجيد التعاطي مع مقولة وثقافة “… اقذف الدولة بحجر لتحصل على ثمرة شخصية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى