إيران تتحرّر! .. عبدالرحمن مهابادي*

نظرة إلى إيران على مدى 39 عاما مضى وبداية العام الإيراني الجديد

يواجه الان في بداية عامه الاربعين نظام الملالي ورؤوس النظام الديني الحاكم في إيران تحولات وتغيرات سياسية مريرة في داخل وخارج إيران .
– الشعب الإيراني الذي ضاق ذرعا من هذا النظام وصمم على اسقاط الدكتاتورية الحاكمة.
– المقاومة المنظمة التي تتمتع بهكذا موقع في المجتمع الإيراني والمجتمع الدولي .
– العزلة التامة التي يعيشها النظام على المستوى الدولي بالتزامن مع الامتعاض الدولي من هذا النظام.
الملالي الحاكمون نهبوا واكلوا اموال الشعب الإيراني لمدة ٣٨ عاما وصنعوا لانفسهم لوبيات عن طريق البذخ من بيت مال الشعب الإيراني ووظفوا اصدقاء وداعمين لهم عن طريق ذلك. وقاموا بقمع وقتل معارضيهم وشيطنتهم. اراقوا الدماء وضحكوا ورقصوا فوقها. ولم يكتفوا بكل هذا بل فرضوا الحرب على الدول القريبة والبعيدة وتحولوا الى عرابين هذا وذلك واشعلوا الفتن بين الاخرين ليحكموا عليهم وبهذه الطريقة استخدموا الامكانات والطاقات الموجودة في المجتمع في سبيل مشاريع احتلال البلدان الاخرى ومشاريعهم التوسعية. لقد كذبوا وزوروا واحتالوا وخدعوا واتبعوا اسلوب الابتزاز وفي الاعوام الاخيرة ايضا حاولوا اخذ العالم كرهينة وفرض امر واقع عليهم عن طريق انتاج الاسلحة النووية.
بفضل النضال الشرعي للشعب والمقاومة الإيرانية وثباتهم ورسوخهم الان بدأت منذ مدة عجلة الدوران تدور لصالح الشعب الإيراني وعلى حساب نظام الملالي وفي كل يوم يمضي تصبح نهاية هذا النظام اكثر حتميتة ويقينا. وقد علت اصوات الشعب الإيراني المنتفض في الاشهر الثلاث الماضية في الخطوة الاولى من الانتفاضة من اجل الحرية وتم سماعها ليس فقط في ارجاء إيران بل في كافة انحاء العالم.
ليس خافيا على احد اليوم ان نرى في المشهد الدولي تغيرات وتحولات تاخد منحى واتجاها اخر واجراس الخطر تدق وترن في وجه هذا النظام. عندما عقد الشعب والمقاومة الإيرانية العزم على الاطاحة بالنظام الحاكم في إيران واستبداله بتشكيل نظام وطني شعبي ديمقراطي ومتحضر عندها سوف يسعى العالم كله للدعم والحماية. و من اجل هذا العمل هناك بديل ديمقراطي متوافر ومتاح بشكل كامل.
رودي جولياني مستشار البيت الابيض وعمدة نيويورك سابقا والذي كان في البانيا مؤخرا والتقى السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، بالاضافة الى دعمه القوي لها ولانتفاضة الشعب الإيراني كان يحمل خبرا سارا للإيرانيين. حيث قال سوف يتم اختيار جان بولتون قريبا كمستشار للامن القومي للرئيس الامريكي. هذا الخبر تم تاكيده واعلانه بشكل رسمي بعد عدة ايام من قبل البيت الابيض. جولياني في احد مواقفه الاخيرة قال: ” ان للعرب والإيرانيين اليوم هدف مشترك واحد . اموال إيران تصرف من اجل دمار وتخريب الدول العربية والشعب الإيراني يحتجون في الشوارع. لان اموالهم تصرف من اجل الاخرين “. وقال ايضا : ” هذه فرصة تاريخية يتوافق فيها العرب والإيرانيون حول هدف واحد هو اسقاط النظام الحاكم في إيران . الشعب الإيراني قال بصراحة اسقاط روحاني واسقاط خامنئي وهذا الامر سوف يجعل المنطقة تلتف وتتوحد حول تنفيذ هذا الهدف ” . (الرياض ٢٤ مارس ٢٠١٨ )
ومثلما تجري المياه بسلاسة من الينبوع فان شرعية نضال الشعب الإيراني حفرت طريق لها من قلب الصخور و كسرت وافشلت سياسات التماشي والاسترضاء المتبعة مع هذا النظام. هذه السياسات التي كانت نقطة بدايتها الرئيس الأمريكي باراك اوباما متبع سياسات التماشي مع هذا النظام والتي وصلت لنهايتها الان. والتغيرات والتحولات التي نراها في حكومة الرئيس ترامب من جملة هذه الخطوات التي تتخذها الحكومة الامريكية للوقوف بجانب الشعب والمقاومة الإيرانية.
الان الجميع يرى هذه الحقيقة بان نظام الملالي قد سقط في دوامة الرعب والخوف من هذا التحول والتغيير وعملاء ووكلاء نظام الملالي قد اصابهم الجنون بشكل هستيري من تعيين السيد جان بولتون كمستشار للامن القومي الامريكي من قبل الرئيس ترامب. وذلك لانه مع هكذا تحول لا وجود لمؤامرات وتواطئات مع نظام الملالي أو مركز دعم ومساعدة خفي وغامض لهم في داخل البيت الابيض.
جان بولتون عرف بمواقفه الجريئة ضد نظام الملالي وكان قد قال مرارا وتكرارا في مواقفه بان ” الشرق الاوسط يمتلك مشكلة وحيدة وهذه المشكلة هي النظام الحاكم في إيران ” هذه النظرية تتوافق ووتتماشى بشكل تام مع الاستراتيجية المعلنة من قبل الرئيس ترامب. وعلى وجه الخصوص الان وزير الخارجية الامريكي الجديد لديه ايضا نفس وجهات النظر المتعلقة بهذا الموضوع. بجانب هذه التحولات والتغييرات يجب ان نذكر ايضا بالمواقف الحاسمة المتخدة في العالم العريي ضد نظام الملالي. الان الدول العربية بقيادة المملكة العربية السعودية تحركت في هذا المنحى وترى أن حيازة نظام الملالي الإرهابي على السلاح النووي يشكل خطرا وتهديدا كبيرا على بلدانها. هذا الخطر جدي وحقيقي على حد سواء.
على الرغم من أن الكثير من التغيرات والتحولات أعلاه قد مهّدت الطريق لتحديد مصير الصفقة النووية، لكن خلال الشهرين القادمين، سيعلن الرئيس ترامب قراره النهائي بشأن هذه المسألة. في حال خرجت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي فان هذه المنطقة من العالم ستدخل مرحلة جديدة حيث أن اجراس الخطر النهائية لهذه النظام سوف تصل مرتفعات وافاق اخرى. لان انحياز الدول الاوربية لامريكا يمكن تخمينه وتوقعه منذ الان.
هل هذا يعني بداية الحرب في المنطقة ؟! لا ابدا وذلك على خلاف ما يدعيه النظام ولوبياته.
مثل هكذا حرب لن ترحب بها لا الولايات المتحدة ولا الشعب ولا المقاومة الإيرانية. ولكن هذا مستوى منخفض من التحليل الذي نعتقد من خلاله بأن حربا جديدة ستبدأ في المنطقة . هؤلاء هم الذين يخوّفون الاخرين ببدء الحرب بسبب التعيين الاخير للسيد جون بولتون وذلك لان نظام خميني لم ينفك وهو يفرض الحرب على شعب إيران وشعوب المنطقة منذ ٣٩ عاما. في الواقع أن نظام الملالي كان يشن الحرب منذ ٣٩ عاما ماضية ضد العالم وعلى وجه الخصوص وقبل الجميع ضد الشعب الإيراني. الشعب والمقاومة الإيرانية يريدون الان انهاء الحرب عن طريق اسقاط هذا النظام وكما يريدون اعادة الامن والاستقرار الى المنطقة. وبناء على هذا الادعاء الفاقد للقيمة الذي يريدون من خلاله اخافة الاخرين من حرب وهمية. تاريخ المشهد هو تكرار لهذه التجربة حيث قامت الانظمة الدكتاتورية دائما بفرض الحرب على الشعب.
ان ما تجمع عليه وجهات النظر الدولية هو حقيقة ان الطريق الوحيد لتجنب شبح الحرب هو انهاء النظام في طهران والاداة الوحيدة لتوجيه الضربات المؤلمة لهذا النظام هي بدعم الانتفاضة المنظمة للشعب الإيراني. انتفاضة الشعب الإيراني مستمرة وتنظيم الانتفاضة الرائعة في مراكز الثورة تتوسع وتزداد قوة وتحكما كل يوم. هذا هو ختم الموافقة على الاستراتيجية المعلنة من قبل المقاومة الإيرانية.
ويتوجب الان على الدول الغريية والعربية الاعتراف بالبديل الديمقراطي الا وهو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي سيدق المسامير فوق تابوت النظام الدكتاتوري لولاية الفقيه الحاكمة في إيران.

 

 

.

.
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.
[email protected]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى