اسقاطات في زمن الخيبة .. عبدالهادي الملوحي

 

لقد طالتْ الأَيامُ والشوقُ حارِقُ
ومافازَ بالأحلامِ .. صَبٌّ وحَاذِقُ

تَعلَّقتُ بالآمالِ … أَشتاقُ وصلَهَا
ولَم يُجدِني صَبرٌ جميلٌ وخافِقُ

أَيا دَارَ أَحلامي وحُبِّي وَغايَتي
ويا مَرتعَ الأَحبابِ والكلُّ عَاشِقُ

دٍياري تَوَلّاها حَسودٌ .. وحاقِدٌ
وأرضي بَغى فيها زَنيمٌ … وآبِقُ

ولَم أَحظَ يَوماً فَزعَةً مِنْ مُجاوِرٍ
وما كُلُّ جارٍ لو أَحبَّكَ ..صَادِقُ

وما جاءني بالأمسِ واليومِ ناصرٌ
ولم يأتِني ..حَلٌّ جَسورٌ ..وخارِقُ

وكُلٌّ إذا ناديْتُ … أعرَضَ جَانباً
وكُلٌّ اذا ماجَدَّ .. خَطبٌ .. يُفارِقُ

تَوَلّى زِمامَ الأمرِ .. رَهطٌ وخَيبةٌ
ورَقصٌ وَكَشحٌ هابٍطٌ .. ونَواعِقُ

وطَبلٌ وطَبالٌ … وزَمرٌ ونافخٌ
وصَوتٌ نشاذٌ .. صارخٌ وزواعِقُ

وصَالتْ وجَالتْ واستبدَّتْ مَحافِلٌ
وفي ساعةِ الإنصافِ نامَتْ حَقائِقُ

ومازالَ قلبي في رِحابِكِ سارٍحاً
وما أبعدَتني في حَياتي حَرائِقُ

ونفسي التي عانتْ فِراقاً ولَوعَةً
توَطَّنَها .. دَربٌ طويلٌ .. وعائِقُ

وكم ساءَني فِيما تُلاقِينَ وَحشَةٌ
تُعانينَ ..من ظلمٍ وصَبرُكِ خانِقُ

تعانينَ ذُلَّ السَبيِ والكُلُّ صَامتٌ
وكم راودَتكِ في الحِوار .. خلائِقُ

دَبابيسُكِ الخضراءُ صارَت يَتيمةً
وفي ثَغرِكِ الوضّاءِ عَاثَت صَواعِقٌ

هوَ الحُسنُ كم أَودَى قَديماً بأهلِهِ
إذا ماطغى لَيلٌ … ونامتْ مَشارِقُ

حَنانيكِ قد ضاعَتْ وتاهَتْ أصابِعي
ولم تُجدِني يَومَ القِراعِ … البَنادِقُ

غَريبٌ أَجوبُ العُمرَ أَستُرُ خَيبَتي
فكم سامَني ضَيمَاً حَسودٌ ومَارِقُ
_

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى