أول مدرسة داخلية لتدريس اللغة الروسية في دمشق

خلال شهر أيلول الحالي ستفتتح أول مدرسة داخلية لتدريس اللغة الروسية في دمشق، والتي يشرف بشار الأسد شخصياً على مراحل إنجازها بالتعاون مع “الجمعية الإمبراطورية الأرثوذوكسية الفلسطينية”؛ بهدف تعزيز التعاون الروسي السوري على المستوى الإنساني والتعليمي.

هذه المدرسة ستكون المدرسة الروسية الأولى في الشرق الأوسط على مدى المائة عام الأخيرة. وبناءً على ذلك من المتوقع أن يحضر أعضاء الحكومة السورية ورئيس الدولة لافتتاحها. وفي هذا الصدد، أكد ممثل الجمعية الإمبراطوية الأرثوذوكسية راميل بيتيمياروف قائلاً: “نحن نخطط لفتح مدرسة مماثلة في لبنان، نحن في مرحلة التفاوض”.

وفي المدرسة التي ستُفتتح نهاية شهر الشهر الجاري، ستدرس برامج تعليمية روسية مترجمة للعربية. وأكد الأمين العام للحزب الشيوعي النائب في مجلس الشعب عمار بكداش، الذي يتحدث الروسية بطلاقة، أن “السوريين مهتمون أكثر بالتعليم الروسي مقارنة بغيرهم من الشعوب العربية. ومنذ نهاية خمسينيات القرن الماضي، درس عدد كبير من السوريين في الجامعات السوفييتية. وبسبب الأوضاع التي عانت منها سوريا في بداية التسعينيات، تراجع هذا العدد قليلاً قبل أن يرتفع مجدداً في وقت لاحق”.

المدرسة ستكون الأولى في الشرق الأوسط على مدى المائة عام الأخيرة

إقبال كبير على تعلُّم الروسية

مؤخراُ، تنامى الاهتمام بالتعليم العالي في روسيا بالنسبة للسوريين. ففي سنة 2018، وفقاً لما أكدته وسائل إعلام روسية، ارتفع عدد السوريين الراغبين في التقدم للدراسة الجامعية بروسيا. وفي الوقت نفسه، اكتسبت اللغة الروسية شعبية كبيرة بين السوريين، إذ أصبح يتعلمها أكثر من 12 ألف مواطن. وفي خضم هذا الاهتمام المتزايد باللغة الروسية، سيتم افتتاح أول مدرسة روسية في دمشق في أواخر سبتمبر/أيلول.

وعلى مدى الأربع سنوات الماضية ارتفع عدد المنح المخصصة للسوريين الراغبين في الدراسة بالجامعات الروسية من سوريا زيادة من 200 منحة إلى 500 منحة. وعلى الرغم من ذلك يعد هذا العدد غير كافٍ لتلبية جميع الطلبات المُقدمة.

فخلال هذه السنة تجاوز عدد الطلبات المقدمة من قبل السوريين 2000 طلب. وتجدر الإشارة إلى أن سوريا بحاجة لموظفين محليين لاستعادة اقتصاد البلاد في مختلف المجالات، وجميع التخصصات ومجالات التدريب والتعليم.

وبحسب ما أكده رئيس إحدى المنظمات التي تساعد الطلبة من الشرق الأوسط للتسجيل في المؤسسات التعليمية الروسية، مهند الحاج، “تعتبر الدراسات في المجال الطبي في روسيا إحدى التوجهات الأكثر شعبية، سواءً بين الطلبة السوريين أو غيرهم من الدول العربية الأخرى”. ووفقاً له، يختار 85% من الطلبة تخصصات طبية.

الروسية تنتزع مكانة الفرنسية

وعلى العموم، بدأت اللغة الروسية تحل محل اللغة الفرنسية بصفة تدريجية، إذ أصبح للغة الروسية مكانة في المناهج التعليمية السورية. وبناءً على ذلك، سيُظهر المزيد من مدرسي اللغة الروسية السوريين، الذين سيتخرجون قريباً في الجامعات الروسية.

وفي الواقع، تعتبر مهنة التدريس مهنة مرموقة جداً في سوريا، إذ يتمتع المدرسون بمساعدات مادية من الحكومة وبالنسبة للطلبة المتخرجين الراغبين في مواصلة الدراسة والحصول على شهادة ماجستير، تمنحهم الدولة 70% من رواتبهم المستقبلية.

ومن جهتها، أعربت روسيا عن استعدادها لمساعدة سوريا ليس فقط فيما يتعلق بالإطارات التعليمية، بل ستعمل كل من الجامعة الروسية للصداقة بين الشعوب في موسكو وجامعة شمال القوقاز الاتحادية لتطوير وتحسين مهارات السوريين في اللغة الروسية.

وأولاد الأسد يتعلمون الروسية

وفي إطار برنامج “تطوير التعليم”، سيتم تزويد سوريا بالكتب التعليمية والتربوية. وحالما تتحسن الأوضاع في البلاد، سيستأنف المركز الروسي للعلوم والثقافة عمله في دمشق. وفي الوقت الحالي، سيتم العمل بطريقة غير مباشرة عن طريق المركز الروسي للعلوم والثقافة في بيروت.

عموماً، يتميز التعاون في المجال التعليمي بين روسيا وسوريا بتاريخه الممتد. ففي عهد الاتحاد السوفييتي، درس عدد هام من المواطنين السوريين في الجامعات السوفييتية في مجالات العلوم والتقنية وغيرها. وعند العودة إلى سوريا، سرعان ما تمكنوا من بدء مسيرتهم المهنية بنجاح بفضل مؤهلاتهم، علماً بأن الرئيس السوري السابق حافظ الأسد كان أحد السوريين الذين درسوا في الاتحاد السوفييتي.

ومن الواضح أن حافظ الأسد، غرس حب اللغة الروسية في أحفاده. وفي هذا السياق، قال سفير سوريا في موسكو، رياض حداد، في خطاب له أمام أعضاء مجلس الاتحاد الروسي: “يتعلم أبناء الرئيس السوري الحالي بشار الأسد اللغة الروسية”.

 

 

 

 

 

 

 

 

عربي بوست

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى