سوريا: اجتماع لوجهاء جبل العرب وسهل حوران بهدف وأد الفتنة وتعزيز السلم الأهلي
في محاولة لوأد فتيل الفتنة التي يشعلها النظام السوري بين الجارتين الجنوبيتين، بين الفينة والأخرى، عقد اجتماع ضم وجهاء محافظتي درعا والسويداء، في قرية «بُرد» جنوب غرب محافظة السويداء، شمل شخصيات دينية واجتماعية بارزة من وجهاء المحافظتين، تباحثوا في قضايا تتعلق بالسلم الأهلي في المنطقة.
وأفاد مدير شبكة «السويداء 24» نور رضوان، بأن الاجتماع جاء استكمالاً للقاء الذي جرى بين الجيران من المحافظتين مطلع الشهر الماضي، وأفضى لانسحاب مسلحي «الفيلق الخامس» من أراضي بلدة القريّا، في إطار الجهود التي بذلت لفك الاشتباك وإنهاء حالة التوتر.
وأضاف «رضوان» لـ»القدس العربي» بأن «وجهاء ورجال دين من السويداء حضروا الاجتماع على رأسهم الأمير لؤي الأطرش وسماحة شيخ العقل حمود الحناوي، والتقوا مع وجهاء من مناطق مختلفة في محافظة درعا بينهم الشيخ أبو ثائر عوض المقداد من «بصرى الشام»، كما حضر الاجتماع شخصيات عسكرية محلية من الجانبين». وأشار المتحدث إلى أن الاجتماع جرى خلاله التأكيد على السلم الأهلي بين الجيران وعدم السماح لأي طرف العبث باستقرار المنطقة، كما تطرق لبحث آليات حل الأوضاع الأمنية في المحافظتين.
وشهدت المنطقة الجنوبية، خلال الأشهر الفائتة، اشتباكات بين «الفيلق الخامس» التابع للجانب الروسي المتمركز في بلدة بصرى الشام في ريف درعا الشرقي، وميليشيا «الدفاع الوطني» في السويداء، فيما نشر النظام السوري قواته على الحدود الإدارية بين المحافظتين، في محاولة لإحداث ثغرة تمكنه من اختراق السويداء وجارتها القريبة درعا التي تعيش حالة من الغليان الشعبي، والمظاهرات المناوئة للنظام رغم اتفاق التسوية المبرمة فيها. ووفقاً لمصادر لـ»القدس العربي» فإن المنطقة الممتدة بين بلدة القريّا في ريف السويداء وبصرى الشام في ريف درعا، كانت قد شهدت انتشارا لفصائل السويداء المحلية من جهة والفيلق الخامس من جهة أخرى، في ظل حالة استنفار وتوتر بعد اشتباكات اندلعت قرب بلدة القريّا.
وأكد مدير صفحة «السويداء 24» لـ»القدس العربي» أن «وحدات عسكرية من الفيلق الأول، كانت قد انتشرت في عدة مواقع بين محافظتي درعا والسويداء، عقب الاشتباكات الأخيرة التي شهدتها المنطقة الواقعة جنوب غربي محافظة السويداء» موضحاً أن عناصر من قوات النظام والجهات الأمنية، دخلوا إلى قرية «صما الهنيدات» الواقعة في ريف السويداء الغربي، والمتاخمة لريف درعا الشرقي، حيث كان من المقرر تثبيت نقاط على الطرقات الواصلة بين المحافظتين من هذه المنطقة.
وقال المصدر إن قوات النظام فشلت في تثبيت «نقاط عسكرية في الأراضي الواقعة بين بلدتي بصرى الشام والقريّا، جنوب غربي محافظة السويداء، كان من المقرر إنشاء 4 محطات عسكرية هناك، وهي ذات المنطقة التي شهدت مواجهات دامية، بين فصائل السويداء المحلية من جهة والفيلق الخامس من جهة أخرى، نتيجة توغل الأخير في أراضي بلدة القريّا قبل أشهر عدة».