“أنا هبة إسماعيل من لبنان، مثلي مثل كثير، كان لدى حساب على فيسبوك، ومع تفاعلي مع القضية الفلسطينية تم تعطيل حسابي، يوما ثم 3 أيام فأسبوع ثم ألغي نهائيا”.
رواية نقلتها مساء الأربعاء، عبر مقطع فيديو قصير، صفحة “نهاية الإعدام الرقمي”، بعد ساعات من تدشينها حملة إلكترونية، باسم “فيسبوك يعدمنا”، لجمع مليون توقيع، ضد سياسيات المنصة الشهيرة تراها “استهدافا” للمحتوى العربي.
وأفادت الصفحة التي ظهرت للنور الجمعة عبر فيسبوك وتضم حاليا أكثر من 70 ألف متابع، بأن “هبة ضحية للإعدام الرقمي، وتم إعدام حسابها في 21 مايو(آيار الماضي)، بسبب منشور تعاطف مع إطفال فلسطينيين استشهدوا”.
وواجهت فيسبوك وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي العالمية، اتهامات آنذاك بالتحيّز ضد المحتوي الفلسطيني والعربي خلال الأحداث الأخيرة التي شهدتها القدس والضفة، منذ 13 إبريل/نيسان وحتى توقف إطلاق النار في غزة فجر 21 مايو/آيار الماضي، عقب 11 يوما من الهجمات الإسرائيلية الوحشية.
‎وتعرف الحملة نفسها عبر صفحتها بأنها ” شعبية غير مسيسة ولا يمولها أحد وليس لها أجندة إلا الدفاع عن حرية تعبيرنا وقضايانا ومقدساتنا في الفضاء الرقمي”، وتعد متابعتها إقرار بالمطالبة بالعدل الرقمي.

مطلب واحد

من جانبه، قال الأردني، محمود الشريف مدير حملة “فيسبوك يعدمنا”، للأناضول، إن مطلبهم واحد، وهو حشد مليون صوت عربي على صفحة الحملة، كي يساعدوا “فيسبوك” على إصلاح سياسته وبرمجياته التي ترى في كل المحتوى العربي خطاب “عنف وكراهية”.
وأكد الشريف، أنهم يؤمنوا بأن “جل ما تقوله مجتمعاتنا لا يحتوي على خطاب عنف وكراهية”.
بدوره أوضح الأردني، خالد طه أحد المسؤولين عن الحملة للأناضول، أن القائمين عليها هم مجموعة من الخبراء في الذكاء الصناعي ومنصات التواصل الاجتماعي، ومن المؤثرين العرب على مواقع التواصل، ونشطاء وكفاءات مستقلة، دون ذكر عددهم.

 شكاوى بـ”الآلاف”

بحسب بيان للحملة الثلاثاء، فالقائمون عليها يستهدفون وضع حلول أمام فيسبوك لإزالة تحيز برمجياته ضد المحتوى العربي الآمن، وذلك عبر إشراك المؤثرين والخبراء العرب في تطوير سياسات وأنظمة المنصة.
وبحسب الحملة، “أرسلت فيسبوك إشارة تحذيرية مرافقة للتقييد تقول إن كلمة الأقصى تندرج تحت بند عنف أو منظمة خطيرة، كما صنفت العديد من صور الاحتجاجات الفلسطينية على أنها تحرش أو بلطجة”.
ووردت إلى الحملة وفق البيان ذاته “آلاف الرسائل، كثير منها يوثق شكاوى إعدامات رقمية تعرض لها أصحاب حسابات عربية في الأحداث التي ترافقت مع إخلاء قسري لسكان الشيخ جراح في القدس، وعمليات عسكرية طالت حياة مدنيين في غزة”.
كما اشتكى المئات وفق الحملة “من استمرار تعرض حساباتهم ومنشوراتهم للإعدام الرقمي حتى بعد وقوع التهدئة الميدانية ولغاية اليوم”.

انتشار واسع

وتحت هاشتاغي (وسمي)، #فيسبوك_يعدمنا، و#EndDigitalExecution (نهاية الإعدام الرقمي)، بدأت الشكاوى تصل للحملة، بحسب ما ذكره الشريف، للأناضول.
وأوضح أن الشكاوى التي وصلت إليهم، سوف يتم فرزها وتصنيفها، وهي بمثابة شهادات موثقة لمن تم “إعدامهم رقمياً”.
وأضاف أن حجم التفاعل مع الحملة كبير جداً، وبمجرد الإعلان عنها جمعت نحو 70 ألف ناشط على صفحتها، ووصلت وشاهدها ملايين الناس عبر وسائل التواصل.
وأشار إلى أن هناك تفاعل كبير على الصفحة فاق العشرة آلاف منشور وتعليق وتداول للوسم #فيسبوك_يعدمنا.
ولفت إلى أن “شعار الحملة بدأ يتحول إلى تريند صاعد باللغتين العربية والإنجليزية، ويلفت انتباه الجميع في المنطقة”.

 دعم مشاهير

وحازت الحملة دعما عبر صفحتها من نشطاء ومشاهير عرب بارزين، حيث تساءلت الناشطة الفلسطينية الأصل، منى حوا، قائلة: “حتى اسم فلسطين نكتبه بلا نقاط حتى لا ينتهي الحساب تحت المقصلة، بأي حق؟”.
وقال المنشد الفلسطيني كفاح زريقي: “الفيسبوك ينحاز للاحتلال، ويعدم العديد من الحسابات الداعمة للقضية الفلسطينية”.

وانضمت الإعلامية في شبكة الجزيرة القطرية علا الفارس للحملة، وقالت: “قمعنا واقعياً ورقمياً، ومع ذلك لن نصمت.. معاً ضد القمع الرقمي”.

كما انضم الفنان السوري، يحيى حوى للحملة وكتب “أصبح ممنوعا علينا ذكر أسماء شهدائنا اكتشفنا وللأسف أننا نعاني من احتلال رقمي في وسائل التواصل الاجتماعي”.
ولم يصدر تعقيب من إدارة فيسبوك بشأن ما ذكرتها تلك الحملة، التي تتنشر بين جنبات منصتها الأشهر عربيا.

وفي 17 مايو/آيار الماضي تلقى سفير فلسطين لدى المملكة المتحدة حسام زملط رسالة من إدارة “فيسبوك”، أعربت فيها عن اعتذارها ونيتها تصحيح الأخطاء، رداً على شكوى رسمية بخصوص تقييد وإزالة المحتوى الداعم للقضية الفلسطينية.