طبيبة سورية وزوجها يعانيان مرضاً خطيراً بسبب لسعة حشرة في الصومال
أصيبت الطيبة السورية “مريم سلوم الابراهيم” وزوجها “محمود محمد الفارس” منذ أكثر من شهر بمرض غريب جراء لسعة حشرة في العاصمة الصومالية “مقديشو”، ما أدى إلى إصابتهما بتقرحات شديدة وإذابة للحم الوجه دون وجود إمكانيات طبية لعلاجهما في الصومال.
وناشد ذوو اللاجئيْن الحكومة التركية نقلهما إلى تركيا للعلاج من المرض الذي لم يعرف الأطباء هناك تشخيصه إلى الآن، علماً أن أطفالهما وهما ولد وبنت باتا بلا معيل لوجود الوالدين داخل المستشفى، ولا تملك عائلتيهما قوت يومهما بسبب ما صرفاه من نفقات العلاج الباهظة في مشفى “أردوغان” (المشفى الصومالي التركي) في “مقديشو”، كما يقول “ساهر الإبراهيم” شقيق د. مريم لـ”زمان الوصل”، مضيفاً أن شقيقته التي تنحدر من “قصر أبو سمرة” بريف حماة الشرقي درست التمريض هناك، ثم القبالة ومع بداية الثورة مابين 2011-2013 عملت مع منظمات طبية، وبعد اشتداد وطأة الحرب انتقلت إلى لبنان حيث درست اختصاص نسائية في الجامعة الألمانية ببيروت وبعد تخرجها منذ سنتين-كما يقول- سافرت مع زوجها وأولادها إلى الصومال بعقد عمل لمدة سنتين، وتنقلت بين عدد من المشافي في مقديشو.
وتابع محدثنا أن “د. مريم” انتقلت مع عائلتها إلى مشفى في منطقة على الحدود الصومالية الأثيوبية منذ شهر نصف، وهناك أصيبت مع زوجها بلسعة حشرة وبعد أسبوع ساء وضعها الصحي وأجريت لها عملية تجريف للحم بسبب وجود تقرحات وعدم استجابتها لأدوية الالتهاب.
وأضاف “الإبراهيم” أن شقيقته أدخلت بسبب تدهور حالتها إلى مشفى أردوغان (المشفى الصومالي التركي) في مقديشو، حيث تقيم هناك مع زوجها وأطفالها منذ أكثر من 35 يوماً.
وكشف محدثنا أن أطباء المشفى المذكور لم يعرفوا للآن المضاد المناسب للسعة التي أصيبت بها مع زوجها ويكتفون بإعطائهما مسكنات، وبسبب إصابتها بنخر في عظام القدم اضطروا إلى بتر اصبع قدمها اليسرى وتعيش على المنفسة (الكوما)، وعلى المسكنات دون أي إجراء طبي مناسب لحالتها.
وكشف محدثنا أن شقيقته باتت بحاجة لنقلها إلى دولة أخرى لتقديم العلاج المناسب لها لأن اللحم بدأ ينفصل عن العظم في حالة أشبه بالغرغرينا، وتعاني من آلام شديدة تضطرها لأخذ مسكنات قوية مما يؤدي لحدوث نقص أوكسجين في الدم يصل إلى أقل من 50% أحياناً.
ولفت شقيق الطبية المصابة أنهم تواصلوا مع عدد من الأطباء بشأن حالتها فطلبوا تقارير طبية، ولكن لم يتمكنوا من الحصول عليها لكون مدير المشفى تركيًا ويقضي إجازة العيد في تركيا.
ولفت المصدر إلى أن حالة شقيقته لم تتحسن منذ أكثر من شهر واستنفدت عائلتها إمكانيات العلاج المادية، علماً أن المشفى الذي يقيمان فيه خاص وترتب عليهما في الأسابيع الماضية مصاريف باهظة، ولم يبق لديهما طاقة على دفعها بعد أن أصبحت حالتهما المادية دون الصفر.
وبحسب “وكالة الأناضول” لا توجد إحصائية رسمية لعدد اللاجئين السوريين في العاصمة “مقديشو”، إلا أنها تقدر بنحو مئتي أسرة موزعة في أحياء العاصمة، التي تحتضن أيضا لاجئين يمنيين، إلى جانب بعض المدن الرئيسية في البلاد.
ونشرت نقابة الأطباء السوريين أواخر نيسان ابريل الماضي إحصائية أولية، قالت فيها إن قرابة ألف طبيب سوري هاجر إلى الصومال منذ الثورة، بسبب ما وصفته النقابة بـ”العائد المادي المعقول الذي يجنونه هناك”.
فارس الرفاعي