الليرة السورية تخسر 20 بالمئة وتُسجل انهياراً تاريخياً
بعد أقل من شهرين على مشاركة إمبراطور المخدرات بشار أسد في قمة جدة (50 يوما بالظبط)، التي هللّت لها وسائل إعلامه مستبشرة بانفراجة اقتصادية بسببها خاصة بعدما شهدت الليرة السورية آنذاك تحسناً طفيفاً على سعر صرفها أمام الدولار، عاودت الليرة السقوط مجدداً إلى أدنى مستوياتها أمام الدولار محققة خسائر بلغت نحو 20 بالمئة، منذ ذلك التاريخ.
وانخفضت قيمة العملة السورية في تعاملات اليوم الإثنين متجاوزة حاجزاً قياسياً جديداً لتلامس 10 آلاف ليرة مقابل الدولار الأمريكي الواحد.
ووفق موقع “الليرة اليوم” الاقتصادي المتخصص، فإن سعر الصرف بلغ 9 آلاف و900 ليرة لكل دولار.
وتزامناً مع الانخفاض الكبير في سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي، سجّلت أسعار الذهب قفزة جديدة على الصعيد المحلي، وبلغ سعر غرام الذهب (463 ألف ليرة سورية – من عيار 18)، و(540 ألف ليرة سورية – من عيار 21).
وفي قمة جدة التي عقدت في 19 أيار/مايو الماضي، كانت الليرة قد استعادت بعض خسائرها أمام العملات الأجنبية إذ سجلت 8550 ليرة مقابل الدولار الأمريكي الواحد آنذاك في خطوة ربطها اقتصاديون بتأثير حضور بشار أسد القمة ومسار التطبيع.
ومنذ مطلع العام الجاري انهارت الليرة السورية بشكل متسارع ما دفع البنك المركزي التابع لحكومة ميليشيا أسد إلى إجراء خفض متواصل في سعر الصرف الرسمي لتتساوى مع قيمتها في السوق السوداء.
وأدى انخفاض قيمة الليرة السورية إلى تراجع معدلات الأجور في مناطق سيطرة الميليشيا حيث وصل الحال بالكثيرين ليتقاضوا راتباً شهريا لا يتجاوز 15 دولاراً، فيما ارتفعت أسعار السلع والمنتجات بشكل جنوني بالتزامن مع انخفاض سعر الصرف.
ودفع ذلك آلاف الموظفين في مؤسسات القطاع العام التابعة لأسد إلى تقديم استقالاتهم وسط أكبر أزمة اقتصادية ومعيشية تعصف بالسوريين، حيث بات 90 بالمئة منهم يعيش تحت خط الفقر فيما توقف الإنتاج والصناعة.
وفي تقرير سابق نشرته “رويترز“، ذكرت أن السعودية قدمت عرضاً لميليشيا أسد، يتضمن دعمه بـ4 مليارات دولار كتعويض عن تجارة المخدرات، التي تعتبر السعودية سوقاً كبيراً لتصريفها.
لكن محللين اقتصاديين اعتبروا أن العودة إلى الجامعة العربية لن تؤثر على اقتصاد ميليشيا أسد ما لم يتم ربطها بانفتاح اقتصادي كتنفيذ استثمارات في مناطق سيطرتها وتفعيل التبادل التجاري والإفراج عن الأرصدة المجمدة وهذا لم يحصل حتى الآن.