فرنسا: بعد بلاغ أدلى به صحافي بريطاني .. إنقاذ ست مهاجرات من شاحنة مبردة قرب ليون
نداء استغاثة أرسلته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” أدى إلى إنقاذ ست نساء محصورات في شاحنة مبردة قرب مدينة ليون الفرنسية، بعد أن ساعد صحفي بريطاني في تعقبهن وتنبيه الشرطة الفرنسية إلى مكان وجودهن. حيث كان هذا الصحفي على اتصال بإحدى المهاجرات في إطار إعداد تحقيق يتعلق بشبكات تهريب المهاجرين.
أفادت مصادر إعلامية أن شاحنة مبرّدة كانت تقل ستّ مهاجرات تم اعتراضها الأربعاء 27 أيلول/سبتمبر في فرنسا، وتحديدا قرب مدينة ليون، وذلك بعد بلاغ أدلى به صحافي بريطاني. وتم تحديد مكان المهاجرات بفضل معلومات تلقتها السلطات الفرنسية من صحافي يعمل في هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” يحقق في شأن الشبكات الفيتنامية لتهريب المهاجرين. إذ يعمل قسم “بي بي سي” الفيتنامي منذ سنوات على مكافحة شبكات تهريب المهاجرين غير الشرعيين الذين يسعون للوصول إلى المملكة المتحدة.
وذكرت صحفية “لوموند” و”بي بي سي” أن الصحافي المذكور تلقى رسالة من إحدى المهاجرات بعدما شعرت بأن الحرارة تنخفض في الشاحنة المبرّدة، وبعد أن زوّدته بإحداثيات مكان وجودها عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
BBC helps free suspected migrants stuck in refrigerated lorry https://t.co/80RG3Dw4dn
— BBC News (World) (@BBCWorld) September 28, 2023
وبحسب المعلومات التي أوردتها صحفية “لوموند” الفرنسية، فإن الشاحنة التي كانت تقل المهاجرات تحمل لوحة ليتوانية، أما المهاجرات فهن أربع نساء فيتناميات وامرأتان عراقيتان، وهذا ما قالته أيضا النيابة في فيلفرانش-سور-سون في فرنسا لوكالة الأنباء الفرنسية.
فقد تم اعتراض الشاحنة التي كانت تحمل شحنة موز وتتجه جنوبا، قرابة الساعة 13,30 على الطريق السريع “ايه 6″، وأجبرت على التوقف على بعد 50 كلم شمال ليون، بحسب ما ذكر الدرك الفرنسي.
وأوقف سائق الشاحنة وهو رهن التحقيق بتهمة “المساعدة في إقامة غير قانونية”. ولا تزال النساء الست محتجزات في انتظار فحص وضعهن الإداري. وبحسب جلسات الاستماع الأولى، فقد كن قلقات بشأن الاتجاه الخاطئ الذي كانت تسلكه الشاحنة، نحو الجنوب، بينما كانوا يأملون في الوصول شمالا، متجهين إلى المملكة المتحدة.
استخدام الشاحنات بات شائعا
ويعمل قسم “بي بي سي” الفيتنامي منذ سنوات على مكافحة تهريب المهاجرين غير الشرعيين الذين يسعون للوصول إلى المملكة المتحدة. وتم الكشف عن حجم الظاهرة في 23 تشرين الأول/أكتوبر 2019، عندما تم العثور على 39 فيتناميا ميتين في الجزء الخلفي من شاحنة، وكانوا 31 رجلاً وثمان نساء، تتراوح أعمارهم بين 15 و44 عاما. وقد توفي المهاجرون داخلها خنقا إثر نقص الأوكسجين وشدة البرودة.
وكان المهاجرون قد استقلوا الشاحنة في اليوم السابق في دونكيرك، التي توجهت بهم إلى ميناء زيبروغ في بلجيكا. ومن هناك استقلت الشاحنة أحد القوارب المتجهة إلى بريطانيا.
وكان عدد من ضحايا المأساة يتحدرون من منطقة فقيرة في وسط فيتنام، حيث تقترض العائلات آلاف الدولارات لإرسال أولادها إلى المملكة المتحدة عبر شبكات التهريب السرية على أمل أن يعثروا على وظائف تؤمن لهم معيشة لائقة.
وكان السائق البريطاني قد اعترف بتهمة “القتل غير المتعمد” أمام محكمة في لندن. كما وجهت محكمة “أولد بيلي Old Bailey” الجنائية في لندن، تهما بالقتل غير العمد والتآمر والتهريب غير الشرعي، بحق أربعة أشخاص، وأصدرت أحكاما بسجنهم لمدة تتراوح بين 13 و27 عاما.
ومن الجدير بالذكر أن النمسا شهدت مأساة مماثلة عام 2019. إذ عثرت الشرطة على شاحنة مبردة مهجورة على جانب طريق سريعة في بارندورف قرب الحدود المجرية، تضم جثث 71 مهاجرا في حالة تحلل، وكانت الجثث لرجال ونساء وأطفال.
وتعتبر عمليات نقل المهاجرين في الشاحنات أمرا شائعا على حدود عدد من الدول الأوروبية، على الرغم من المخاطر التي تنطوي على السفر بتلك الطريقة. ففي حاويات الشاحنات قد يتعرض الناس لخطر الموت اختناقا أو بسبب انخفاض درجة حرارة الجسم، خاصة إذا كانت الشاحنة مبردة.