مهاجران يفقدان حياتهما بالقرب من مخيمات شمال فرنسا

 

 

 

 

تتوالى الحوادث المأساوية التي تودي بحياة المهاجرين في شمال فرنسا. إذ لقي رجلان حتفهما يوم السبت بالقرب من كاليه. ولقي الأول مصرعه بعد أن صدمه قطار متجه نحو دانكيرك، أما الثاني فقد وجد جثة هامدة في قناة ليست بعيدة عن مخيم للمهاجرين في دانكيرك.

 

وقع الحادث المأساوي الأول حوالي الساعة الخامسة بعد ظهر يوم السبت 30 أيلول/سبتمبر، حيث لقي مهاجر مصرعه بعد أن صدمه قطار على سكة الحديد التي تربط بين مدينتي دانكيرك وكاليه، عند معبر كيمين كاستر في كاليه، وفق ما أفادت السلطات الفرنسية.

 

وحضرت الشرطة (خدمة الطوارئ والإنعاش المتنقلة) ورجال الإطفاء إلى موقع الحادث، ولا توجد معلومات متعلقة بعمر وجنسية هذا المهاجر الذي كان يسير على خطوط السكة الحديد. ويبدو أن سائق القطار، الذي كان يسير بسرعة تتراوح بين 90 و110 كم/ساعة، أطلق صافرته مرة واحدة قبل الاصطدام.

 

وقال مكتب المدعي العام في المنطقة إن العناصر الأولية للتحقيق تشير حتى الآن إلى أن الحادث وقع “بدافع الانتحار، لكن التحقيق يجب أن يؤكد ذلك أو ينفيه”.

 

حوادث متعددة مميتة على هذا الطريق

 

وهذه ليست المرة الأولى التي يصطدم فيها قطار بمهاجر في هذه المنطقة. إذ أن عددا من الحوادث المشابهة وقعت خلال الفترة الماضية.

 

في 4 تشرين الثاني/نوفمبر2021 وقع حادث مشابه أيضا في نفس المنطقة، وذلك عندما اصطدم أربعة مهاجرين بقطار على السكة الواصلة بين دانكيرك وكاليه، راح ضحيته شخص واحد.

 

وفي 28 شباط/فبراير 2022، قتل شاب سوداني أثناء سيره على السكة الحديدية. وفي 11 أيار/مايو 2022، عثرت السلطات على جثة مهاجر قضى شنقا، داخل إحدى المقطورات غير الموصولة، المتوقفة في مرآب بالقرب من كاليه. كما قتل مهاجر “بالغ من أصول أفريقية” في 29 أيار/مايو 2022 بعد أن صدمه قطار في مدينة كاليه شمال فرنسا. وأشار مكتب المدعي العام في المنطقة إلى أن المهاجر ربما “كان نائما على السكة الحديدية”.

 

وفي نفس المنطقة حصل حادث مأساوي آخر في تموز/يوليو الماضي، حيث توفي مهاجر سوداني يبلغ من العمر 18 عاما بعد أن دهسته شاحنة أثناء محاولته الصعود إليها خلسة بالقرب من مدينة كاليه، بهدف العبور إلى المملكة المتحدة.

 

وفي نهاية شهر آب/أغسطس، اقترحت نقابة عمال سكك حديد “سي جي تي” في كاليه، من بين أمور أخرى للحد من هذه الحوادث، تركيب محددات للسرعة لتجنب مآسي جديدة على هذا المحور، حيث يسير المهاجرون كثيراً على السكك القريبة من مخيماتهم.

 

مآسي متكررة

 

وفي يوم الأحد، كشف مكتب المدعي العام في دانكيرك أنه تم العثور على مهاجر ميتا يوم السبت 30 أيلول/ سبتمبر، في قناة بوربورج في لون بلاج بشمال فرنسا، بالقرب من مخيم للاجئين.

 

وأضافت النيابة أن الرجل “تم إعادته إلى الشاطىء من قبل المهاجرين الذين أبلغوا خدمات الطوارئ”، مشيرة إلى أن جنسية وعمر الشخص المتوفى غير معروفين حاليا، ولم تؤكد أنه مهاجر. وتم فتح تحقيق في أسباب الوفاة وأُسند إلى مركز شرطة دانكيرك. ومن المنتظر أن يتم تشريح الجثة خلال الأيام المقبلة.

 

“لقد حان الوقت للاعتراف بخطورة السياسة التي تنتهجها الدولة”

 

وفي تغريدة على منصة “إكس” (تويتر سابقا) قالت الناشطة في منظمة “سيكور كاتوليك” غير الحكومية، “لقد توفي رجلان بالأمس على الحدود الفرنسية البريطانية.. لقد حان الوقت للاعتراف بخطورة السياسة التي تقودونها وتغييرها! إلا إذا اعترفتم بأن هذه الوفيات، التي كانت أرواحاً، لا تمثل أي أهمية بالنسبة لكم”.

 

 

وعلى من خطورتها، لا تزال محاولات المهاجرين عبور بحر المانش على متن قوارب صغيرة، مستمرة. وفي 12 آب/أغسطس 2023، فقد ستة أفغان تتراوح أعمارهم بين 21 و34 عاما حياتهم، إثر غرق قاربهم، بسبب “تلف المحرك”. وتعد حادثة الغرق هذه الأكثر دموية في مضيق “با دو كاليه” منذ الحادث الذي وقع في تشرين الثاني/نوفمبر 2021، عندما توفي 27 مهاجرا على الأقل.

 

وفقا للسلطات البريطانية، وصل أكثر من 21 ألف شخص إلى المملكة المتحدة منذ بداية العام الجاري حتى أيلول/سبتمبر، بعد عبورهم بحر المانش على متن قوارب صغيرة، وهو رقم يشير إلى انخفاض طفيف في الوتيرة مقارنة بأكثر من 45 ألف شخص وصلوا العام الماضي.

 

؟

؟

؟

؟

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى