لبنان: اعتقال رجلين متورطين في تهريب مهاجرين من سوريا إلى أوروبا عبر ليبيا
بسبب انتمائهما إلى شبكة تهريب ترسل مهاجرين “سوريين ولبنانيين ومصريين وفلسطينيين وأفارقة وغيرهم، من ليبيا إلى أوروبا بالقوارب”.. السلطات اللبنانية تعتقل رجلين سوريين دخلا لبنان بشكل غير قانوني.
أعلنت قوى الأمن اللبنانية، أمس الاثنين، أنها أوقفت رجلين سوريين كانا ضمن شبكة مهربين تنظم رحلات هجرة غير شرعية إلى أوروبا، انطلاقا من ليبيا عبر البحر الأبيض المتوسط.
وأوضحت السلطات اللبنانية في بيان صحفي، أنه تم إيقاف الرجلين اللذين دخلا لبنان بطريقة غير شرعية، شرق البلاد على الحدود مع سوريا. وبحسب قوى الأمن الداخلي، فإن المهربين ينتميان إلى شبكة تنظم الهجرة غير النظامية لـ”سوريين ولبنانيين ومصريين وفلسطينيين وأفارقة وغيرهم، من ليبيا إلى أوروبا بالقوارب”.
وكان أحد المهربين يعمل مع اثنين من أشقائه، أحدهما يعيش في ليبيا والآخر في اليونان. ويشير البيان الصحفي إلى أن الرجلين كان لهما أيضا شركاء “لبنانيون من منطقة وادي خالد” شمال البلاد، وهي إحدى نقاط العبور الرئيسية للسوريين الذين يدخلون لبنان بطريقة غير شرعية.
واعترف المتهمان بأنهما تلقيا “3500 دولار” (3340 يورو) من كل مهاجر، وأنهما نظما الرحلة من ليبيا على متن قوارب إلى إيطاليا واليونان. وغرق أحد القوارب التي شارك المتهمان في تنظيم رحلتها قبالة سواحل طبرق شرقي ليبيا قبل عدة أشهر. وفر المهربان بعد ذلك من ليبيا إلى سوريا.
شبكات تهريب المهاجرين في ليبيا
وتستغل شبكات تهريب المهاجرين الوضع السياسي غير المستقر في ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي، قبل أكثر من 10 سنوات، وما ترتب عليه من أزمات أمنية واقتصادية جعلت من البلاد مسرحاً للميليشات المسلحة ونفوذ القوى الخارجية. حيث تعتبر ليبيا، بالإضافة إلى تونس، نقاط الانطلاق الرئيسية للمهاجرين الذين يرغبون في الوصول إلى السواحل الأوروبية، ويعاني فيها المهاجرون من الاختطاف والاستغلال والعنف والابتزاز على أيدي الميليشيات المسلحة.
وقد سبق لمهاجر نيوز أن تحدث عن سهولة وصول السوريين إلى ليبيا، تحديدا إلى مطار بنغازي من مطاري دمشق أو بيروت، فالتأشيرات بالنسبة لهم سهلة، مع تواجد الكثير من المجموعات والصفحات على وسائل التواصل التي تروج للحياة في ليبيا، وبعضها يروج لسهولة الهجرة منها إلى أوروبا.
من ضمن تلك الصفحات، هناك حسابات لشركة طيران تدعى “أجنحة الشام”، تقوم بالترويج لرحلاتها من دمشق إلى بنغازي، بما يشمل تأمين موافقات الدخول إلى البلاد (تأشيرات).
وفقا للإعلانات الخاصة بالشركة، يمكن للسوريين حجز تذكرة على متن إحدى رحلاتها المتوجهة إلى بنغازي، وستقوم هي (الشركة) بتأمين كافة الأذونات والأوراق اللازمة لهم لدخول البلاد.
المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين في ليبيا كارولين غلوك، أوضحت لمهاجر نيوز العام الماضي أن “اللغة وفرص العمل ووجود أفراد من مجتمعهم، إضافة إلى واقع أنهم لن يعيشوا في مخيمات (مقارنة بالأردن ولبنان)”، كلها عوامل تساهم برغبة السوريين بالقدوم إلى ليبيا. وتضيف “لكن بالطبع، بمجرد وصولهم إلى ليبيا، ونظرا إلى موقع ليبيا الجغرافي، سيساور الإغراء بعضهم للعبور إلى أوروبا”.
“الحقيقة كانت مختلفة عما رواه لنا المهرب”
كما تلقى فريق مهاجرنيوز شهادات من مهاجرين عبروا البحر المتوسط باتجاه أوروبا انطلاقاً من ليبيا، أو حاولوا عبوره، أشاروا فيها إلى وجود مهربين سوريين متواجدين في ليبيا، سهلوا وصولهم من سوريا وأسكنوهم في شقق قبل أن يدفعوهم على متن قوارب متهالكة إلى البحر.
يقول غياد، وهو مهاجر سوري، :وصلت مطار بنغازي في 7 أيار/مايو، ودفعت مبلغ 1500 يورو بمجرد وصولي. ثم بقيت في شقة في مدينة طبرق، رفقة 12 مهاجراً آخرين لأكثر من شهر. كان لدى هذا المهرب (السوري) ثلاث شقق أخرى، فيها عائلات عراقية وسورية.
منذ وصول السوري إلى بنغازي، يشعر بأنه غير مرحب به، وأنه سيتم توقيفه في أي لحظة. ويتوجب عليه أن يدفع المال والرشاوى للجميع لقاء شراء الطعام والتنقل.
اتفقنا في البداية على رهن ما تبقى من المبلغ (4500 يورو) في مكتب، على أساس استرجاعهم في حالة فشل محاولة الهجرة. لكن المهرب غيّر رأيه في آخر لحظة، وقرر أن يضع المال في المكتب، على أن يكون الرهن بينه وبين المهرب الليبي صاحب القارب.
واتفقنا أيضاً على أن نستقل قارب صيد كبير (جرار) بطول 20-23 متراً، وألا يتجاوز عدد المهاجرين عليه من 450-500 شخص. لكن ما حدث كان مختلفاً”. حيث غرق القارب، لكنه كان من بين نحو 100 ناجٍ، من أصل حوالي 750 مهاجراً كانوا على متنه.