إغلاق وتباعد وكمامات.. كيف أدخل فاوتشي العالم في وهم فايروس كورونا ؟
الصدمة التي صعق العالم بها مدير المعهد الوطني للأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي الاسم الأشهر صيتاً خلال أزمة كورونا، فجرت موجة من التساؤلات عن مصداقية ما تفوه به، بعدما كشفت شهادته التي أدلى بها أمام الكونغرس بداية العام الحالي، أنه وضع قاعدة التباعد الاجتماعي التي يبلغ طولها 6 أقدام، وإجراءات أخرى للوقاية من فيروس كورونا بناء على اجتهاد شخصي دون أي أسس علمية.
تلك الإجراءات التي طبقت حول العالم أدت جرّاء ذلك لتكبد الدول ويلات التدهور الاقتصادي والآثار الاجتماعية والصحية السلبية التي عصفت بالبشرية في العام المشؤوم 2020، وما تبعه من تأثيرات. وربما استمرت بعض من تلك التأثيرات، خاصة الصحية منها، إلى يومنا هذا.
؟
؟
هل تتذكر التأثيرات السلبية التي تسبب بها التباعد الاجتماعي؟
* الاكتئاب والقلق العام والوسواس
* التوتر الحاد والأفكار الغريبة والرهاب
* التعثر التعليمي وضعف جودة التعلم
* التأثيرات السلوكية والعزلة الاجتماعية
* الخسائر المالية الضخمة
* تباطؤ الاقتصاد العالمي
لا أساس علميا
؟
وفي حديثه إلى مجلس النواب في وقت سابق من هذا العام، أخبر فاوتشي -كبير المستشارين الطبيين للرئيس الأميركي جو بايدن- الجمهوريين أن قاعدة التباعد الاجتماعي التي يبلغ طولها ست أقدام “ظهرت فجأة”، وأنه “لا يتذكر كيف طفت”، أي أنها لم تكن مبنية على دراسات وأساسات علمية.
خلال جلسة استماع أمام اللجنة الفرعية المعنية بجائحة فيروس كورونا في مجلس النواب، الاثنين الماضي، قال فاوتشي إن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها قدمت هذا الإجراء بناءً على المعرفة في ذلك الوقت، حول المدى الذي يمكن أن ينتقل به الرذاذ الذي يحتوي على الفيروس من شخص إلى آخر.
إضافة إلى أنه لا يتذكر قراءة أي شيء يدعم أن ارتداء الأطفال للكمامات أو حتى غيابهم عن المدارس من شأنه أن يمنع فيروس كورونا.
يذكر أنه كان تم توثيق فقدان التعلم لدى الأطفال والنكسات الاجتماعية بسبب إجراءات كورونا، حيث وصفت إحدى الدراسات التي أجراها المعهد الوطني للصحة (NIH) تأثير استخدام الأقنعة على معرفة الطلاب بالقراءة والكتابة والتعلم بأنه سلبي للغاية.
ووجدت دراسة أخرى للمعاهد الوطنية للصحة أن تأثيرات التباعد الاجتماعي تسببت في “الاكتئاب والقلق العام والتوتر الحاد والأفكار المتطفلة”.
وبدا أن العالم الأميركي، الذي دارت الشكوك والشبهات سابقاً حول افتعاله الأزمة ودوره في نشوء الفيروس وتسريب الإيميلات الخاصة به، قد وضع العالم على شفير هاوية اقتصادية وصحية لمجرد اجتهادات.
ارتداء الأقنعة.. أم لا؟!
؟
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” New York Times فإن فاوتشي الذي أمضى أكثر من 50 عاماً في الخدمة الحكومية، وقدَّم المشورة لرؤساء كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي بشأن تفشي الأمراض المعدية مثل الإيدز والإيبولا والجمرة الخبيثة والإنفلونزا، كان دائماً الشخص الأكثر قيمة في اللجنة العلمية. وذكرت أنه في الأيام الأولى للوباء، قلل فاوتشي من أهمية الأقنعة لعامة الناس، ساعياً إلى الحفاظ عليها للعاملين في المجال الطبي، لكنه شجع لاحقاً على استخدام الأقنعة؛ ما دفع منتقديه إلى القول إنه كان متقلباً.
؟
ودافع فاوتشي عن تعامله مع الوباء. وحول نظرية تفشي الوباء، قال في أول شهادة علنية له أمام الكونغرس، منذ مغادرته المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، قال إنه لم يسع إلى قمع النظرية القائلة إن حادثاً في مختبر طبي في ووهان بالصين، تسبب في الوباء. وقال إن هذه الفكرة ليست نظرية مؤامرة، وإنه ظل متفتحاً بشأن كيفية بدء الوباء. ومع ذلك، فقد أيد نظرية مفادها أن المرض جاء من حيوان مصاب. وأصر فاوتشي على أن البحث الذي مولته وكالته في معهد ووهان لعلم الفيروسات لا يمكن أن يكون سبباً في ظهور كوفيد.
وتقول غالبية وكالات الاستخبارات الأميركية إن الفيروس لم تتم هندسته وراثيا، ولكن لا يزال من غير الواضح كيف بدأت الجائحة. وجاء في تحليل استخباراتي أميركي صدر العام الماضي أن أياً من الأصلين محتمل، ولا يزال المجتمع منقسماً حول هذه القضية.
وقد قيّمت وزارة الطاقة الأميركية العام الماضي أن لديها “ثقة منخفضة” بشأن نظرية التسرّب من المختبر. ولا تعتقد أي وكالة فيدرالية أميركية أن الفيروس الذي يسبب مرض كوفيد-19، أُنشئ كسلاح بيولوجي.
يذكر أن فاوتشي (83 عاما)، قاد استجابة الولايات المتحدة لتفشي الأمراض المعدية منذ ثمانينيات القرن الماضي، من متلازمة نقص المناعة المكتسبة، وصولا إلى وباء كوفيد-19، وعمل في عهد 7 رؤساء أميركيين.
وعندما انتشر كوفيد حول العالم بعد ظهوره في الصين عام 2020، بات فاوتشي مصدرا للمعلومات الموثوقة، إذ طمأن الناس بهدوئه ورزانته بينما كان يظهر على وسائل الإعلام بشكل متكرر.