سوريون ينتظرون عامين للم شمل أسرهم في هولندا
بعد أن كانت إجراءاتها سريعة، ينتظر اليوم عشرات آلاف اللاجئين السوريين في هولندا قرار لم شملهم مع أسرهم، حيث أبلغت دائرة الهجرة والتجنيس الكثير منهم مؤخراً بأن فترة الانتظار قد تصل إلى مدة عامين.
؟
فترة دراسة الطلب قد تستغرق عامين
؟
وأرسلت دائرة الهجرة والتجنيس الهولندية نهاية الشهر الماضي رسائل إلى كثير من اللاجئين السوريين الذين تقدموا بطلبات لم شمل تنص على أن مدة دراسة طلباتهم قد تصل إلى عامين.
وبحسب الرسالة فإنه من المتوقع أن تستغرق دائرة الهجرة والجنسية “IND” ما بين 20 إلى 24 شهراً لاتخاذ قرار بشأن طلب لم شمل الأسرة.
وبعد اتخاذ القرار في حال كان “إيجابياً” يكون لدى أفراد العائلة 3 أشهر للسفر إلى هولندا ثم يكون لديهم 3 أشهر للحصول على تصريح الإقامة المؤقتة.
وفي بعض الأحيان يكون لدى أفراد العائلة المراد لم شملها 6 أشهر للحصول على تأشيرة في حال كانوا يواجهون صعوبة في السفر إلى سفارة هولندية بسبب الحرب وحينها يستطيع طالب لم الشمل مناقشة هذا الأمر مع “IND”.
وتهدف دائرة الهجرة والتجنيس من رفع مدة البت بطلب لم الشمل للحد من دفع التعويضات للاجئين حيث كان يحق للاجئ الذي لم يُبت بطلب لم شمله خلال مدة 6 أشهر المطالبة بـ”تعويض مالي” لكن تم رفع المدة بشكل تدريجي بداية إلى 9 أشهر ثم 12 شهراً إلى أن وصلت لمدة عامين قبل بضعة أسابيع.
؟
نحو 40 ألفا ينتظرون “لم الشمل”
؟
وتقول دائرة الهجرة والتجنيس إن قبل عام كان هناك 22220 طلب لم شمل قيد المعالجة والآن يوجد 39280 طلباً.
ويشكل السوريون نسبة 71 بالمئة من طلبات لم الشمل إضافة إلى طلبات من حملة الجنسيات الأخرى كاليمنية أو التركية أو العراقية.
وفي عام 2023، تمت الموافقة على 89 بالمئة من جميع طلبات لم شمل الأسرة، وفق دائرة الهجرة والتجنيس.
وبسبب تزايد عدد الأشخاص المنتظرين على قوائم لم الشمل قامت دائرة الهجرة والتجنيس منذ يوليو/تموز بزيادة عدد موظفيها ويمكنها حالياً معالجة ما يقرب من 2000 طلب للم شمل الأسرة شهرياً، وفق صحيفة “دا تيلغراف”.
وفي عام واحد، تمت معالجة 18 ألف “طلب لجوء” بسرعة أكبر وما يزال 46,120 طالب لجوء ينتظرون الحصول على تصريح إقامة بعد تقييم طلبات لجوئهم وظل هذا العدد على حاله تقريباً في الأشهر الأخيرة، على الرغم من انخفاض تدفق اللاجئين قليلاً عن العام الماضي.
ويقول متحدث باسم دائرة الهجرة والتجنيس إنه “من المتوقع ألا تؤدي جهودنا إلى فترات انتظار أقصر في الوقت الحالي، لكل من طالبي اللجوء وأفراد عائلاتهم”.
اللاجئ السوري (محمد س) قدم إلى هولندا في شهر شباط من عام 2023 وحصل على تصريح الإقامة في شهر آذار الماضي.
ويقول محمد لموقع تلفزيون سوريا “لقد تقدمت فور حصولي على تصريح الإقامة بطلب لم شمل لزوجتي وأطفالي الثلاثة”.
محمد تلقى رسالة من دائرة الهجرة والتجنيس مؤخراً ويقول “ربما علي أن أنتظر نحو عامين للحصول على موافقة لم الشمل.. هذه مدة طويلة جداً”، مضيفاً “زوجتي وأطفالي في تركيا وليس لهم معيل سواي”.
وتابع اللاجئ السوري “أنا اخترت هولندا من باقي الدول لإنها كانت معروفة بسرعة إجراءات الحصول على إقامة ولم شمل.. للأسف كل شيء تغير الآن”.
أما اللاجئ السوري (عبد الله ب) المقيم في مركز إيواء في مدينة زوترمير حصل على إقامة منذ أكثر من عام ونصف وما زال حتى الآن ينتظر الموافقة على لم شمله مع زوجته.
ويقول عبد الله لموقع تلفزيون سوريا “أنا لم أر زوجتي وأولادي منذ ثلاثة أعوام”.
سافر عبد الله في عام 2013 من سوريا إلى تركيا هرباً من الحرب التي شنها نظام الأسد على المدن الثائرة ضد حكمه، واستقر في إسطنبول مع عائلته منذ عام 2013 حتى عام 2022 ثم سافر إلى ليبيا وبقي هناك ما يقارب ستة شهور ثم سافر إلى إيطاليا ومنها إلى هولندا.
اختار عبد الله هولندا لأن إجراءاتها كانت “سريعة” مقاربة بالإجراءات بالدول الأوروبية الأخرى كألمانيا أو بلجيكا، لكنه صدم بالواقع بعد وصوله حيث كانت الإجراءات بطيئة وأوضاع بعض مركز الإيواء التي أقام فيها سيئة جداً ولا يوجد فيها خصوصية، وفق ما يقول اللاجئ لموقع تلفزيون سوريا.
ويقول اللاجئ السوري “الآن وصلتني رسالة تنص أن فترة الانتظار قد تصل إلى عامين.. الرسالة كانت صادمة لي وللكثيرين مثلي”.
أما اللاجئة السورية (ريهام ع) المقيمة في مركز إيواء قرب مدينة دلفت تنتظر أيضاً لم شملها مع ابنها منذ عام وثلاثة أشهر بعد أن انتظرت قرابة عام أيضاً للحصول على تصريح إقامة.
وتقول ريهام (41 عاماً) لموقع تلفزيون سوريا “ابني عمره 14 عاماً وحالياً يعيش في بيت جده في ريف دمشق .. الوضع هناك سيء جداً ولا توجد خدمات وأحيانا لا أستطيع الاتصال به”، وتضيف اللاجئة السورية “أنا سافرت لأجل ابني.. لم أره منذ أكثر من عامين”.
واستغرقت رحلة ريهام من دمشق إلى هولندا نحو 4 أشهر حيث سافرت من سوريا إلى ليبيا ثم بحراً إلى إيطاليا ومنها إلى هولندا، وفق ما تقول لموقع تلفزيون سوريا.
وتتابع ريهام “الآن علي أن أنتظر ربما لأكثر من عام حتى أستطيع لم شملي مع ابني الوحيد”.
ومنذ عام 2011، وصل عشرات آلاف السوريين إلى هولندا بحثاً عن مستقبل لهم ولأطفالهم بعد أن هربوا من الحرب التي شنها بشار الأسد على المدن التي ثارت ضد نظامه.
ويقدّر عدد اللاجئين السوريين في هولندا بنحو مئة وخمسين ألفاً، حصل عدد كبير منهم على الجنسية الهولندية، في حين ينتظر البقية الحصول عليها بعد استيفاء الشروط اللازمة وأبرزها: تعلّم اللغة الهولندية وإقامتهم لمدة خمسة أعوام.