شمال فرنسا: العثور على جثث ثلاثة مهاجرين على شواطئ “با دو كاليه”

 

في فترة تشهد زيادة في محاولات المهاجرين لعبور المانش باتجاه المملكة المتحدة، عثرت السلطات الفرنسية على جثث ثلاثة مهاجرين قذفتها أمواج البحر على شواطئ “با دو كاليه” (شمال)، وذلك بعد ساعات من انتشال جثة مهاجر غرق أثناء محاولته القيام بالرحلة ذاتها.

عثرت السلطات الفرنسية على ثلاث جثث لمهاجرين، جميعهم رجال، على شواطئ “با دو كاليه” شمال فرنسا، بعد ظهر أمس الأربعاء 30 أكتوبر/تشرين الأول، وذلك بعد ساعات قليلة من وفاة مهاجر آخر في منطقة قريبة أثناء محاولته عبور بحر المانش باتجاه المملكة المتحدة.

محاولات عديدة لعبور المانش خلال الأيام الأخيرة

في ساعات بعد الظهر من يوم الأربعاء، تم اكتشاف ثلاث جثث عند انخفاض المد على عدة شواطئ في منطقة “با دو كاليه”، بما في ذلك شاطئ “نيوفشاتيل هارديلوت”. ولم يعرف بعد التاريخ الذي توفوا فيه هؤلاء الرجال.

وأشار نائب المدعي العام، باتريك ليليو، إلى أنه “في الوقت الحالي نقوم بإحصاء الوفيات وبعد ذلك سنحاول أن نرى كيف يمكننا جمعهم معا”.

وخلال ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء وصباح الأربعاء، انطلقت العديد من قوارب المهاجرين في المانش، مستفيدين من تحسن الظروف الجوية. وفي الساعات الأولى من صباح أمس، تم الإبلاغ عن تعرض قارب لصعوبات في منطقة “هارديلوت” وفقا للمحافظة البحرية للقناة وبحر الشمال.

وأرسل مركز الإنقاذ العملياتي الإقليمي قاربا وطائرة مروحية تابعة للبحرية، وأنقذ طاقم المروحية نحو 15 شخصا كانوا في المياه “بالقرب من الشاطئ”، ونُقلوا جوا إلى الشاطئ. وعلى الرغم من تدخل خدمات الطوارئ، توفي أحد المهاجرين.

وإجمالاً، تمت رعاية 61 شخصا وفقا لبابتيست غورناي، قائد فرق الإنقاذ، والذي شرح أنه تم نقل شخص واحد في “حالة طوارئ مطلقة” وخمسة في “حالة طوارئ نسبية”، بالإضافة إلى الرجل المتوفى البالغ من العمر 28 على حد قوله. وأشار مكتب المدعي العام في بولوني سور مير إلى أن القتيل “قد يكون كويتياً”.

وخلال الأسبوع الماضي، وصل أكثر من 1,500 مهاجر إلى الشواطئ البريطانية عن طريق البحر، وفقا لإحصاءات وزارة الداخلية البريطانية. ومنذ بداية العام، وصل ما يقرب من 30 ألفا.

 

 

وبالعثور على هذه الجثث الثلاثة، يرتفع عدد المهاجرين الذين لقوا حتفهم في المانش منذ مطلع العام الجاري، إلى 60 مهاجرا، ما يجعله العام الأكثر دموية على طريق الهجرة هذا.

“حالة وفاة واحدة كل خمسة أيام”

وفي صباح الأربعاء، تم نشر موارد إغاثة كبيرة على الواجهة البحرية في نيوفشاتيل-هارديلوت. ووفقاً لأحد أعضاء جمعية “يوتوبيا 56” الموجود في الموقع، فإن العديد من المهاجرين كانوا “يعانون من انخفاض شديد في درجة حرارة الجسم”.

وبعد ساعات قليلة من المأساة، شهد صحافيو وكالة الانباء الفرنسية محاولة أخرى لعبور المانش في المنطقة المجاورة مباشرة. وعلى الشاطئ بين نيوفشاتيل هارديلوت وإكويهينط، ألقى حوالي 70 مهاجراً، بينهم العديد من الأطفال، أنفسهم في الماء في محاولة للوصول إلى قارب جاء لاصطحابهم، فيما يعرف بـ”قارب التاكسي”، عندما ينطلق القارب فارغاً من إحدى القنوات المائية التي تصب في البحر، وعند وصوله إلى الشاطئ يشرع المهاجرون بالركض نحوه في محاولة للصعود إليه.

ولم يتمكن نحو 40 مهاجرا من الصعود على القارب المذكور، وعادوا إلى الشاطئ، فيما نجح نحو 30 شخصاً في الوصول إليه قبل انطلاقه نحو وجهته. وشهد فريق وكالة الأنباء الفرنسية مغادرة قاربين آخرين خلال الليلة ذاتها.

 

وقال سيليستين بيتشود، أحد منسقي جمعية “يوتوبيا 56″، “الرقم الذي برز لدينا منذ عدة أشهر هو أن شخصاً واحداً يموت كل خمسة أيام. الوضع أكثر من دراماتيكي. إن عمليات الإنقاذ في البحر وعلى الأرض تطغى عليها الحوادث”.

وتحذر السلطات الفرنسية والبريطانية بشكل مستمر من خطورة عبور المانش، بسبب التيارات البحرية القوية وازدحام حركة الملاحة فيه، بالإضافة إلى انخفاض درجات حرارة المياه، عدا عن استخدام المهربين لقوارب متهالكة لا تصلح لعبور البحر.

كما تشير بيانات السلطات البريطانية إلى أن القوارب التي وصلت إلى السواحل البريطانية منذ 1 كانون الثاني/يناير تحمل في المتوسط 53 راكبا لكل منها، مقارنة بـ 13 راكبا فقط في عام 2020.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى