المعارضة السورية تستعيد مساحات واسعة من ريف حلب وإدلب في عملية “ردع العدوان”
في تحرك مفاجئ وسريع، استعادت فصائل المعارضة السورية مساحات شاسعة من ريف حلب الغربي وريف إدلب الشرقي خلال أقل من 48 ساعة، ضمن عملية “ردع العدوان” التي تستهدف قوات النظام السوري وحزب الله والميليشيات الإيرانية المتورطة في قصف مناطق شمالي سوريا بشكل شبه يومي.
وأكدت غرفة العمليات المشتركة التي تضم جميع الفصائل المسلحة في شمال غربي سوريا أن العملية انطلقت بدعم دولي وإقليمي، وسط غياب ردود فعل روسية سريعة على عكس السنوات السابقة. إلا أن الطيران الروسي بدأ بشن غارات في ريف إدلب الشرقي اليوم، مخلفاً ضحايا في صفوف المدنيين.
هلاك العميد في عصابات الاسد “حسام مخلوف” على يد الثوار بريف حلب pic.twitter.com/4ElAK4DuYL
— عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) November 28, 2024
واستغلت المعارضة توقيت العملية تزامناً مع سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، ما حال دون تعزيز الحزب لمواقعه في الشمال السوري.
وخلال المعارك، سيطرت الفصائل على مواقع استراتيجية أبرزها “الفوج 46″، أكبر قاعدة عسكرية للنظام في ريف حلب الغربي، إلى جانب مناطق أخرى مثل الهوتة، أورم الكبرى، وعينجارة. وبلغت مساحة السيطرة نحو 245 كيلومتراً مربعاً، مقتربة من مدينة حلب بمسافة 5 كيلومترات.
وأسفرت العملية عن خسائر كبيرة لقوات النظام، بينها مقتل أكثر من 15 ضابطاً وعنصراً وفق مصادر موالية. وأكدت إدارة العمليات العسكرية أن السيطرة على هذه المناطق تمهد لعودة أكثر من 100 ألف مهجّر إلى منازلهم، مما يخفف من الأزمة الإنسانية في المنطقة.
سيطرتم على مناطقي قلنا “بسيطة” .. قتلتم ميليشياتي قلنا “فدى صرمايتي” .. أسرتم جنودي قلنا “طبيعي” لكن أن تدعسوا على صوري فلن أسكت أبدًا
pic.twitter.com/ghgw7Aq0E6— ᵖᵃʳᵒᵈʸ بشار الاسد (@bashar__asad) November 28, 2024
الأهداف البعيدة والتداعيات المحتملة
لا يمكن التنبؤ بمسار العملية بالكامل، لكن نجاح فصائل المعارضة في استعادة مساحات واسعة قد يعيد رسم خرائط النفوذ في سوريا، التي استقرت منذ 2020 على خمس مناطق رئيسية:
- مناطق النظام: تسيطر على 63% من البلاد بدعم روسي وإيراني، مع وجود تحديات محلية مثل الحراك في السويداء.
- شمال شرقي سوريا: تحت سيطرة “قسد” بدعم أميركي.
- ريف حلب الشمالي: تسيطر عليه المعارضة بدعم تركي.
- إدلب وريفها: خاضعة لهيئة تحرير الشام.
- التنف: تُدار من المعارضة وتضم قاعدة أميركية.
العملية كشفت عن انهيار دفاعات النظام في ريفي حلب وإدلب مع فرار قواته وسقوط عشرات القتلى والأسرى، بفضل تكتيكات جديدة اعتمدت المباغتة واستخدام الطائرات المسيّرة المحلية والمعارك الليلية. هذا التقدم يهدد بتغيير موازين القوى ويعزز احتمالية توسيع المعارضة لنفوذها في الشمال السوري.
حصري.. هادي العبد الله يدخل بلدة أورم الكبرى الاستراتيجية التي سيطرت عليها فصائل المعارضة خلال عملية “ردع العدوان”#تلفزيون_سوريا #يا_سامعين_الصوت #ردع_العدوان @HadiAlabdallah pic.twitter.com/ZmiuXpYh9b
— تلفزيون سوريا (@syr_television) November 28, 2024
مصدر