هل سقطت طائرة الأسد أثناء محاولته الفرار من سوريا؟

اختفاء غامض لطائرة إليوشن Il-76 يشعل التكهنات

في سيناريو أقرب إلى الروايات المشوقة، طائرة شحن سورية من طراز إليوشن Il-76 تختفي عن شاشات التتبع الجوي،لتُفتح معها أبواب التكهنات حول مصير الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد. الطائرة التي أقلعت في ظروف غامضة من مطار دمشق الدولي، تزامن اختفاؤها مع تقدم قوات المعارضة وسيطرتها على العاصمة.

هل كانت الطائرة تحمل الأسد؟ أم أنها فُقدت لسبب آخر؟ وبين فرضيات التحطم والهروب، يبقى السؤال الأبرز: أين اختفى الأسد؟

انطلاق الطائرة: البداية الغامضة
في تمام الساعة 1:55 صباحًا بالتوقيت العالمي (UTC) يوم 8 كانون الأول (ديسمبر)، غادرت طائرة الشحن إليوشن Il-76 المسجلة تحت رقم YK-ATA مطار دمشق الدولي. حملت الرحلة التابعة للخطوط الجوية السورية الرقم 9218، من دون تحديد وجهتها في سجلات الطيران.

بالتزامن مع هذا الإقلاع، كانت قوات المعارضة السورية تحتفل بسيطرتها على دمشق، حيث انسحبت قوات النظام بشكل مفاجئ وسط تقارير عن فرار الأسد من العاصمة. صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن مصادرها أن الأسد غادر دمشق بالفعل، لكن وجهته ومصيره لا يزالان غير معروفين.

مسار غريب للطائرة: تحركات مريبة
وفقًا لبيانات تتبع الرحلات الجوية من “FlightRadar24″، بدأت الطائرة رحلتها باتجاه الشرق، مقتربة من الحدود السورية-العراقية. بعد دقائق قليلة، غيّرت الطائرة مسارها بشكل مفاجئ نحو الشمال الشرقي باتجاه الساحل السوري على البحر الأبيض المتوسط.

تمر الطائرة فوق مدينة حمص، التي يسيطر عليها الثوار، لتصل إلى الجبال الساحلية السورية. هناك، تُظهر البيانات انعطافًا مفاجئًا وعكسيًا للطائرة باتجاه الجنوب.

اللحظات الأخيرة التي سجلها الرادار
– عند الساعة 2:10 صباحًا UTC، وصلت الطائرة إلى أقصى ارتفاع لها عند 23,650 قدمًا.
– خلال الدقائق التالية، بدأت الطائرة في هبوط متسارع، مسجلة معدل انخفاض بلغ 2,429 قدم/الدقيقة.
– عند الساعة 2:32 صباحًا UTC، اختفت الطائرة بالكامل عن الرادار قرب مدينة القصير. كانت وقتها على ارتفاع 8,725 قدمًا وسرعتها انخفضت إلى 64 كم/ساعة فقط.

ماذا حدث للطائرة؟
تُظهر البيانات انخفاضًا مفاجئًا في السرعة والارتفاع، مما يعزز فرضية التحطم. آخر موقع مسجل للطائرة كان قرب قاعدة القصير الجوية، وهي منشأة سابقة للقوات الجوية السورية، لكنها الآن تحت سيطرة المعارضة.
تكهنات أخرى تشير إلى أن أجهزة الإرسال والإشارات الخاصة بالطائرة قد أُغلقت عمدًا، في محاولة لإخفاء وجهتها. إذا كان الأسد فعلاً على متن هذه الرحلة، فقد يكون هذا جزءًا من خطة مدروسة لتأمين هروبه.

مصير الأسد
مع اختفاء الطائرة، ازدادت التساؤلات حول ما إذا كان الأسد نفسه على متنها. إذا كان الأسد قد نجا من الأحداث في دمشق، فمن المتوقع أن تكون وجهته إحدى الدولتين الحليفتين روسيا أو إيران. وتحتفظ روسيا بقاعدة بحرية استراتيجية في طرطوس، وقد تكون ملاذًا آمنًا له.

ورغم اختفاء الطائرة، يبقى احتمال وجوده في مكان آمن واردًا، خاصة إذا كانت الطائرة قد هبطت سرًا في موقع مجهول.
ولا توجد تأكيدات قاطعة حتى لحظة كتابة هذا التقرير.

وكانت مصادر عسكرية رفيعة في الجيش السوري أكدت لوكالة “رويترز” أن الأسد غادر العاصمة دمشق على متن طائرة دون الكشف عن وجهته. وفي تصريحات لاحقة، أعلن رئيس الوزراء السوري محمد غازي الجلالي أن مكان وجود الأسد ووزير دفاعه لا يزال مجهولاً منذ مساء السبت.
من جهتها، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر خاصة أن مغادرة الأسد للأراضي السورية “ليست مؤكدة”، في حين رجحت صحيفة “إسرائيل هيوم” أن الرئيس السوري قد يكون “تحت الحماية الروسية داخل سوريا أو في روسيا”.وكان موقع “أكسيوس” الإخباري الأميركي نقل عن مصادر إسرائيلية وأميركية، أن الأسد غادر دمشق منتصف الليل باتجاه قاعدة روسية في سوريا. وأشار الموقع إلى أن الأسد وصل إلى قاعدة حميميم بنيّة السفر إلى موسكو، إلا أنه لا توجد دلائل مؤكدة على مغادرته الأراضي السورية.

إلى ذلك قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ماهر الأسد في القرداحة بالساحل السوري على الأرجح، ومن المتوقع مغادرة ماهر الأسد عبر مطار حميميم.
بينما يحتفل السوريون بنهاية نظام الأسد في شوارع دمشق، يظل الغموض يلف مصيره.

 

 

 

المصدر ايلاف 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى