أعادت السيارات المفخخة التي ضربت حي الزهراء الموالي للنظام في حمص أمس، تفجير الأوضاع الأمنية بالمحافظة التي تشهد تواجداً كبيراً لقوات النظام والميليشيات المحلية والأجنبية الموالية لها، وباتت الأحياء المؤيدة مصدر قلق للنظام لكونها أصبحت بؤرة للاحتجاج عليه وعلى سياسات أجهزته الأمنية، ويبدو أنها في تصاعد مع طرد السكان الموالين لمحافظ حمص طلال برازي أمس برفقة وزير الداخلية.

وعلى الرغم من أن تنظيم “الدولة الإسلامية” قد تبنى التفجير الذي أودى بحياة 64 شخصاً بالإضافة إلى جرح العشرات، إلا أن سكان الأحياء الموالية الذي خبروا الوضع الأمني في حمص وعرفوا مدى التحصينات التي تشهدها المدينة، يشيرون بشكل مباشر إلى تورط أجهزة النظام من فروع المخابرات وميليشيا “الدفاع الوطني” في تسهيل إدخال المفخخات وتفجيرها من مناطق سكنهم.

وأدلى موالون للنظام في حي الزهراء بتصريحات خاصة لـ”السورية نت” تحدثوا فيها عما أسموه “فضائح أجهزة الأمن والإعلام”، وأشاروا إلى تواطؤ إعلام النظام أو عدم جرأته على كشف الحقائق في حمص خوفاً من بطش الفروع الأمنية.

يؤكد “ثائر” – اسم مستعار – من سكان حي الزهراء أن أحياء حمص تشهد تشديداً أمنياً كبيراً سواء بوجود حواجز لقوات جيش النظام أو حواجز قوات الأمن، ويقول لـ”السورية نت” إن “أي عاقل يدرك أن السيارات المفخخة تدخل من حواجز الأمن نفسه ولا تسقط من السماء. هذه الحواجز يصل عددها إلى أكثر من 200 حاجز تتوزع بين حي الزهرة وريفي حمص الشرقي والشمالي”.

ولفت “ثائر” إلى أنه بعض النظر فيما إذا كان منفذ التفجير من عناصر “تنظيم الدولة” أو من فصائل المعارضة، إلا أن السؤال الذي يحتاج لإجابة “كيف تصل المفخخات إلى أحيائنا، ونحن نعلم أن الأمن أغلق الطرق الفرعية بجدران، وكتل خرسانية، وسواتر ترابية، وعزز الطرق الرئيسية بحواجز جديدة لا بد أن السيارة المفخخة لن تصل إلينا إلا قبل المرور عبر هذه الحواجز”.

ويؤكد “ثائر” أن السيارات المفخخة تعبر الحواجز بحصولها على موافقات أمنية أو أوراق مهمة رسمية تحمل أختام جهة عسكرية أو أمنية ما، ويوضح أن مثل هذه السيارات التي تتحرك بمهمات أمنية لا تتعرض للتفتيش، و”هكذا يجري خداع أبناء الأحياء الموجودين على بعض الحواجز حرصاً على أهاليهم، ويجبرون بوجود ورقة المهمة الأمنية أو الرسمية على إدخال السيارات التي يشكون بأمرها دون تفتيش”.

شهادة أمنية

واستطاعت “السورية نت” أن تتحدث إلى صديق “ثائر” وهو شاب متطوع في فرع الأمن الجوي في حمص ومن سكان حي الزهراء، وقبل التحدث إلينا شريطة عدم ذكر اسمه، وأشار إلى أن أجهزة النظام لديها علم في أماكن صنع المتفجرات والمفخخات في حمص، وتساءل عن سبب عدم تحركها للآن.

وقال المصدر إنه “على مسافة 1 كم من فرع المخابرات الجوية داخل كراج حمص القديم يوجد مبنى ترتكته قوات النظام عامي 2007 و2008، وعادت مع بدء الأحداث لاستخدامه كمقر عسكري بسبب موقعه الهام بين أحياء حمص المعارضة، ولقربه من فرع الجوية والنقاط العسكرية الهامة الأخرى”.

ويضيف: “داخل هذه المباني تم تجهيز مصانع عسكرية بسيطة تصنع فيها البراميل والأسطوانات وباقي الأسلحة الغير تقليدية، بالإضافة إلى تجهيز سيارات مفخخة كنا نعلم بأمرها اثناء التجهيز لكن لا نعلم أين تنفجر، حتى بدأ لدينا يقين نحن كعناصر فرع أنها هي من تضرب أحيائنا”، ويشير أيضاً إلى أنه لا يسمح لأي شخص دخول هذه المنطقة، وأن من يسمح لهم بالدخول هم عسكريو “الفئة الأولى” كما يطلق عليهم، وهؤلاء هم من الضباط العسكريين رفيعي المستوى، أو عناصر من ميليشيا “حزب الله”، بالإضافة إلى أعضاء في مكتب الارتباط الإيراني.

 وينقل المصدر أن أجهزة الأمن في حمص تحولت إلى “بؤرة للفساد” سيما بعد تطويع أشخاص بشكل عشوائي، وبناءً على محسوبيات عائلية ومناطقية، وأكد وفقاً لمعلومات التي وصفها بـ”الموثوقة” أن المدني يمكن أن يحصل على بطاقة أمنية مزورة بـ 10 آلاف ليرة سورية فقط، ويستفيد منها للتنقل بحرية بين الأحياء، أو يستغلها في أعمال السرقة والابتزاز.

 وتنتشر على صفحات الموالين للنظام في موقع “فيسبوك” تساؤلات عدو يوجهونها إلى النظام حيال ما يجري في حمص، وكتب أحدهم متسائلاً: “مين ورا التفجيرات. مين سهل مرور السيارات. مبن الانتحاري. من المسؤول. سري للغاية بيد المسؤول”. فيما قال آخر يدعى “سامر سهران”: “بدكياهن يوقفو التفجيرات كيف ماهن عميقبضو وبايعين دم الأبرياء وقابضين وأنا واثق انو المحافظ ورئيس اللجنة الأمنية صحاب ومقسمين الغلة سوا فلاحدا يتأمل (…)”.

السورية نت | مصدر