منطقة بيت زنتوت… مأوى لضباط النظام الفارين وملاذ لجرائم مخفية
كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن تفاصيل جديدة تتعلق بمنطقة بيت زنتوت، الواقعة في ريف القرداحة، والتي أصبحت ملاذاً آمناً لضباط وشخصيات تابعة للنظام السوري قبل يومين من سقوطه. وفقاً لمصادر المرصد، تم نقل عدد من المعتقلين إلى مزارع رفعت الأسد القديمة في هذه المنطقة، في محاولة لإخفائهم ومنع أي معلومات عن مصيرهم من الوصول إلى العامة.
تعد منطقة بيت زنتوت من الأماكن التي استُخدمت لإخفاء ضباط تورطوا في جرائم بشعة، شملت القتل والتعذيب والانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين. شهادات المدنيين أكدت أن هؤلاء الضباط كانوا جزءاً من عمليات قتل جماعي وجرائم حرب موثقة، وأن المنطقة جُهزت مسبقاً لتكون ملاذاً لهم بعد انهيار النظام، حيث تضم مساكن مريحة وخزانات وقود تكفي لشهور.
بنية تحتية مخفية ومواقع استراتيجية
بيت زنتوت تحتوي على ملجأ تم بناؤه في ثمانينات القرن الماضي من قبل رفعت الأسد، واستخدم لاحقاً من قبل النظام السوري وحلفائه، بما في ذلك الميليشيات الإيرانية وحزب الله. الملجأ والشاليهات المحيطة به تحولت إلى نقاط تمركز لأفراد النظام وضباطه المتورطين في جرائم ضد الإنسانية، مستغلين عزلة المنطقة وصعوبة الوصول إليها.
أبدى بعض سكان المنطقة استعدادهم للتعاون مع هيئة تحرير الشام، مؤكدين امتلاكهم معلومات تفصيلية حول المواقع التي تضم أدلة حية على الجرائم المرتكبة. السكان المحليون أشاروا إلى معرفتهم بتفاصيل الأماكن المخفية، بما في ذلك الملجأ والشاليهات التي كانت تُستخدم كقاعدة عمليات للنظام.
منذ عام 2009، شهدت المنطقة تجهيزات مستمرة لتكون مركزاً استراتيجياً لعمليات النظام العسكرية والأمنية. ومع تزايد العمليات العسكرية في سوريا، أصبحت بيت زنتوت نقطة أمنية حساسة على الساحل السوري، تلعب دوراً كبيراً في تأمين النظام وحلفائه.
الكشف عن الجرائم بعد سقوط الاسد
بعد انهيار النظام وانتهاء سيطرته على المنطقة، أصبحت بيت زنتوت رمزاً للجرائم التي ارتكبها النظام ضد الشعب السوري. يؤكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تعاون السكان المحليين مع القوى المسيطرة حالياً قد يفضي إلى كشف حقائق هامة حول تلك الجرائم، وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة.
مع انتهاء حقبة نظام الأسد، تبقى منطقة بيت زنتوت شاهداً حياً على التوغل العميق للجرائم التي هزت سوريا. الجهود المبذولة للوصول إلى هذه الأماكن المخفية قد تفتح صفحة جديدة لكشف حقائق لم تكن متاحة، وإظهار مدى تورط النظام في انتهاكات حقوق الإنسان.
المرصد السوري – مصدر