إرادة الشعب السوري ألا تقفوا معه … د. عوض السليمان
نحن ضد كل تدخل في الشأن السوري، ضد بيان العقبة، وضد فرض أجندة غير سورية على السوريين. الذين اجتمعوا في العقبة وأعلنوا وقوفهم مع إرادة السوريين، لم يقفوا إلى جانب تلك الإرادة التي عبرنا عنها منذ العام 2011. لم يقفوا ضد سمل العيون، وتقطيع رؤوس الأبرياء. لم تهتز أوصالهم عندما سويت حلب بالأرض، ولم يكترثوا لاحتلال سورية من قبل الإيرانيين والروس، لا أحد منهم نصر حمزة الخطيب ولا الساروت ولا القاشوش ولا أطفال الغوطة الذين استشهدوا بالأسلحة الكيماوية.
عندما نتذكر كل ذلك ألا يحق لنا التساؤل : فلماذا يقف هؤلاء الآن مع إرادة الشعب السوري؟
أربعة عشر عاماً والسوريون يطلبون المساعدة من الدول العربية والصديقة وتلك التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، إلا أن أحداً منها لم يستجب.
وحتى هذا اليوم، لم يستجب أحد لإرادة السوريين وآمالهم، فهذه إسرائيل احتلت أراضٍ سورية في جبل الشيخ والقنيطرة ودرعا، فلمَ لم تقف تلك الدول بحزم ضد هذا الاعتداء.
اليوم، وعندما انتصرت الثورة، وعمّ الفرح أزقة سورية وجدرانها، ولمعت عيون الأطفال والنساء، وشمِمَ السجناء رائحة الحرية، بدأت الاجتماعات تتوالى لفرض إرادة أعداء سورية وشعبها.أين كان المجتمعون في العقبة قبل أن تغمر سورية نسائم الحرية، أ لم يكونوا مع الأسد، وأعادوه للجامعة العربية، وفرشوا له السجاد الأحمر.
يجب ألا ننسى أن تلك الدول ضربت تضحيات الشعب السوري عرض الحائط. فقامت مؤخراً بدعمه بالمال والسلاح والتعويم، ليستعيد كامل سلطته وإجرامه؟ ناهيك عن أن عدة دول أوروبية أعادت علاقاتها معه، واتجهت لفتح سفاراتها في دمشق.
فما بالهم اليوم يتكلمون بدل الشعب السوري، ويتدخلون في اختياراته وكأنهم كانوا يقاتلون في صفوف الثورة.
مقزز بيان اجتماع العقبة الذي تذكر إرادة الشعب السوري بعد 14 عاماً من النضال لتحقيقها.
ومنفّر أن يستيقظ الائتلاف صباح 8 كانون الأول ليعلن عن سقوط الأسد، ويتحدث عن نفسه كممثل للشعب السوري، لدرجة أنه أوحى بأن أعضاءه كانوا يحررون المدن. هذا في الوقت الذي غسل فيه الشعب السوري يديه منه عشية تأسيسه.
تقوم بعض المحطات الإعلامية الناطقة بالعربية، بالتشكيك بالثورة السورية وقادتها، وتقوم أيضاً ببث السموم من خلال أخبارها ومقابلاتها، وهي تسعى بذلك لبث الفرقة والفتنة بين مكونات الشعب الواحد. هذه المحطات التي لا هدف لها إلا التصفيق للدكتاتورية، تخدم مصالح وأجندات أصحابها الخائفين من نجاح الثورة السورية، فلا هدف لهم ولها إلا إفشال الثورة والانتقال بسورية إلى الفوضى، فنجاح النموذج الحضاري السوري ووصول الثورة إلى مبتغاها قد يكون ملهماً للشعوب العربية جميعها في طلب الإصلاح والتغيير، وفي ذلك خطر حقيقي على وجودهم وبقائهم في السلطة.
إن تحضّرَ الثوار الذي كان جلياً في التعامل مع جميع مكونات الشعب السوري وتجنب الاقتتال والفتنة، يهدد بلا شك كثيراً من الحكام العرب الذين يقفون خلف وسائل الإعلام تلك. ولهذا تقوم تلك المحطات باتهام قادة الثورة بالإرهاب، وتتعمد أن تركز على حوادث فردية لا علاقة لها بالثورة ولا الثوار،وتركز على تخويف مكونات محددة للمجتمع السوري. ولا شك إننا نعول على شعبنا في إسقاط كل هذه المؤامرات.
أرجو بالفعل أن تقف الدول “الشقيقة والصديقة” مع إرادة الشعب السوري، وإرادتنا ألا تقفوا معنا وأن تتركونا وشأننا.
رئيس التحرير