ازدهار عمليات التهريب على الحدود
الحياة اليومية في سوريا بين الانفراجات والصعوبات
مرّت 40 يومًا على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وما زالت تفاصيل الحياة اليومية تواجه تحديات كبيرة، على الرغم من ظهور بوادر انفراجات اقتصادية ومعيشية في بعض الجوانب.
نشطت عمليات التهريب بين سوريا ولبنان، خصوصًا عبر معبر المصنع الحدودي، حيث تُعتبر المحروقات من أبرز السلع المُهربة بسبب فروقات الأسعار الكبيرة بين البلدين. وانتشرت بسطات بيع المحروقات المستوردة من لبنان بشكل ملحوظ في شوارع العاصمة دمشق وغيرها من المحافظات، لتصبح وسيلة أساسية يعتمد عليها المواطنون للتغلب على أزمة الوقود التي استمرت لسنوات طويلة.
“الوضع أفضل من قبل”
سائق أجرة يعمل على خط دمشق-بيروت أوضح لـ”العربية.نت” أن الوضع اليوم “أحسن بألف مرة” مقارنة بفترة حكم الأسد، رغم استمرار غلاء الأسعار. وأضاف أنه أصبح بإمكانه تعبئة خزّان وقود سيارته بسهولة من لبنان لتلبية الطلبات اليومية المتزايدة، مشيرًا إلى أن توفر الوقود بأسعار معقولة ساهم في تحسين حياته المهنية بشكل كبير.
وأكد السائق أن بسطات البنزين المنتشرة أصبحت ظاهرة عامة في سوريا، خاصة في ظل الطلب المرتفع بالسوق السورية بعد سنوات طويلة من الأزمات والعقوبات.
رغم هذه الانفراجات، لا تزال سوريا تواجه ملفات معقدة على المستويات السياسية والاقتصادية. وتشمل هذه التحديات رفع العقوبات الغربية، وضع السلاح تحت سيطرة الدولة، حل الفصائل المسلحة، التحضير لانتخابات وطنية شاملة، وإعداد دستور جديد للبلاد.
وكان الاتحاد الأوروبي قد وضع شروطًا لرفع العقوبات، تشمل تشكيل حكومة شاملة وبدء عملية انتقالية سلمية، وهو ما تسعى الإدارة الجديدة لتحقيقه وسط ظروف اقتصادية صعبة ومطالب شعبية ملحّة.
جدير بالذكر أن النزاع الذي استمر لأكثر من 13 عامًا أودى بحياة أكثر من نصف مليون شخص، ودمّر البنية التحتية، ودفع الملايين إلى النزوح، مما يضع الإدارة السورية الجديدة أمام اختبار كبير لإعادة بناء البلاد ووضعها على مسار الاستقرار والتنمية.
متابعة مصدر