من رواد الفضاء المهملين إلى التجار المفعمين بالحماس في وول ستريت والمراسلين اللحوحين وحرس الحدود الساعين للانتقام سيطر عالم الرجال على سباق الفوز بأوسكار أحسن فيلم مع اكتفاء النساء بالأدوار المساعدة مجددا.

ولم يشهد الأوسكار فوز فيلم ببطولة نسائية بجائزة أفضل فيلم منذ أكثر من عقد بعد فوز فيلم هيلاري سوانك “مليون دولار بيبي” في عام 2005.

وقال مراقبون إن السباق الذي هيمن عليه الرجال يؤكد وجود فجوة أكبر بين الجنسين في هوليوود.

وكانت أهم الأفلام المرشحة لجائزة أفضل فيلم من بطولة نجوم رجال هم ليوناردو دي كابريو وتوم هاردي وكريستيان بال ومات ديمون.

d4ea7c98b099c59962e4a64f392a57e7_70uuu

ورشح فيلما “بروكلين” و”روم” وهما من الأفلام النسائية في فئة أفضل فيلم ورشحت بطلتاهما أيضا لجائزة أفضل ممثلة. لكن لم يتوقع النقاد فوز أي من الفيلمين بالجائزة.

وقالت المنتجة المخضرمة ليندا أوبست “الأفلام النسائية تجد صعوبة في صناعة السينما. ولم تقتنع الصناعة قط بوجود سوق الأفلام النسائية بنسبة مئة بالمئة”.

هذا على الرغم من النجاح الكبير في شباك التذاكر لأفلام بميزانية كبيرة وبطولة نسائية مثل “لوسي” لسكارليت جوهانسن و”ستار وورز:ذا فورس اويكنز” للممثلة الصاعدة ديزي ريدلي.

لكن أوبست قالت إن المسؤولين في هوليوود يرجعون نجاح هذه الأفلام لشعبية بطلة الفيلم وليس لقوة جمهور الأفلام النسائية.

وأظهرت دراسة نُشرت في الأسبوع الجاري أن النساء شكلن فقط ثلث الشخصيات المتحدثة في 414 من أفلام هوليوود والمسلسلات التلفزيونية في عام 2014.

وأشارت تقديرات أولية إلى أن عدد مشاهدي حفل الأوسكار لعام 2016 عبر شاشات التلفزيون الأحد تراجع فيما يبدو إلى أدنى مستوى في سبع سنوات وسط جدل بشأن التنوع في هوليوود.

وأظهرت بيانات نيلسن لأكبر 56 مدينة أميركية أن عدد مشاهدي الحفل الذي أذاعته شبكة إيه.بي.سي تراجع ستة بالمئة مقارنة بحفل الأوسكار العام 2015.

وتعنى مؤسسة نيلسن بقياس نسبة المشاهدة التلفزيونية.

ومن المقرر أن تعلن أرقام المشاهدين على المستوى الوطني بالملايين في وقت لاحق.

وتأتي التقديرات المنخفضة على الرغم من حضور ليوناردو دي كابريو وممثلين مشهورين آخرين وترقب لكيفية مواجهة المذيع كريس روك وهو أسود للغضب الناجم عن أن كل المرشحين من البيض. وانتقد روك هوليوود بسبب عدم التنوع في كلمته الافتتاحية.

دون خجل وبلا أي مقدمات انطلقت الانتقادات اللاذعة من بين شفتي الممثل الكوميدي روك مقدم حفل جوائز الأوسكار تعليقا على ظاهرة تجاهلها غيره وهي أن كل الممثلين المرشحين لنيل الشرف الأعلى في جوائز هذا العام هم من ذوي البشرة البيضاء للعام الثاني على التوالي.

وفي كلمة افتتاحية حفلت بالتعليقات اللاذعة عما وصفه بالتفرقة الساذجة التي تشوب صناعة السينما هيأ روك الأجواء لليلة حافلة بالنكات المتواصلة والتي تركزت على قضايا سياسية عرقية.

وحول روك بذلك حفل الجوائز المبهر الذي عرف عنه طويلا أنه مليء بالتألق والتأنق إلى ثلاث ساعات ونصف من السخرية في تناوله لقضايا مثل التنوع التي أثارها وسم أوسكار بيضاء جدا “هاشتاغ أوسكار سو وايت” على مواقع التواصل الاجتماعي وحركة حياة السود مهمة “بلاك لايفز ماتر”.

ولم يتضح على الفور ما إذا كان تراجع عدد المشاهدين يرجع إلى دعوات زعيم الحقوق المدنية آل شاربتون لعدم مشاهدة الحفل احتجاجا على غياب السود بين المرشحين.

وقال شاربتون في بيان “على الرغم من أننا لا نأخذ الفضل الكامل في التراجع فعلى المرء بالتأكيد أن يفترض أننا كنا مؤثرين وجزءا من التراجع”.

 

وكالات | صحف