من ADSL إلى ستارلينك: خريطة الإنترنت في سوريا ورحلة البحث عن اتصال مستقر

تواجه خدمات الإنترنت في سوريا تفاوتا كبيرا في الجودة والتوافر بين المناطق المختلفة وتأثرت هذه الخدمات بشكل مباشر بالظروف السياسية التي مرت بها البلاد، مما أدى إلى مشكلات متنوعة، مثل ضعف البنية التحتية في مناطق النظام، وارتفاع تكاليف الإنترنت في المناطق الخارجة عن سيطرته.

ففي المناطق التي كانت تحت سيطرة نظام الأسد، اعتمدت خدمات الإنترنت بشكل كبير على الكوابل النحاسية القديمة، مما جعلها تعاني من بطء ملحوظ في السرعات وانقطاعات متكررة أثرت على قدرة المواطنين على الاستفادة من هذه الخدمة بشكل فعّال، لكن لا يمكن إغفال أن أسعار خدمات الإنترنت كانت منخفضة نوعا ما.

على الجانب الآخر، شهدت مناطق شمال غربي سوريا، الخارجة عن سيطرة النظام، تطوراً أفضل في خدمات الإنترنت بفضل اعتمادها على الإنترنت الوارد من تركيا، الذي تميز بسرعات أعلى واستقرار نسبي مقارنة بالمناطق الأخرى، لكن التكاليف مرتفعة مقارنة بمستوى الدخل المحلي.

يقدم هذا التقرير نظرة شاملة على أنماط الإنترنت المتوفرة في سوريا، بما في ذلك ADSL المعتمد على الكوابل النحاسية القديمة، وخدمات الفايبر المحدودة، والإنترنت الهوائي، وخدمات الإنترنت الفضائي “ستارلينك”. كما يُلقي الضوء على سرعات الإنترنت، التكاليف المرتبطة بكل نوع، والفروقات بين المناطق من حيث جودة واستقرار الخدمة.

الإنترنت في المناطق التي كانت تحت سيطرة نظام الأسد

عند البحث في أنماط خدمات الإنترنت في المحافظات التي كانت تحت سيطرة نظام الأسد، يتبين أنها مقتصرة على الإنترنت بنمط اتصال (ADSL) مع وجود بعض البوابات فايبر والتي وزعت في أماكن محددة ببعض المحافظات، إضافة إلى الإنترنت المقدم عبر شبكات الجوال (سيريتل وMTN).
وخدمة الإنترنت ADSL (اختصارا لـ Asymmetric Digital Subscriber Line) تعتمد على أسلاك الهاتف النحاسية التقليدية التي تستخدم في خطوط الهواتف الأرضية.

وتتأثر سرعة الإنترنت المقدمة في هذا النمط من الاتصال من الإنترنت بجودة الكابلات النحاسية الخارجة من مقاسم الهاتف إلى المنازل فعمر الكابل الكبير نسبياً يؤثر على سرعة الإنترنت، وهذا ما أكده وزير الاتصالات في الحكومة السورية المؤقتة حسين المصري، عندما قال إن نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد جعل خدمات الإنترنت في البلاد تعتمد على شبكة نحاسية قديمة عمرها 20 عاما.

وأشار المصري إلى أنّ خدمة الإنترنت في سوريا تقدم عبر تقنية ADSL التي تعتمد على شبكة نحاسية قديمة عمرها أكثر من 20 عاما، وبحاجة إلى ترميم أو استبدال لتقديم الإنترنت بسرعات جيدة”، بحسب ما نقلته وكالة سانا الرسمية.

إضافة إلى تقنية ADSL، انتشرت في مناطق محدودة جدا خدمة الإنترنت عبر الفايبر أو الألياف الضوئية والتي تعتمد على أسلاك مخصصة مصنوعة من الألياف الزجاجية أو البلاستيكية، وتنقل البيانات على شكل نبضات ضوئية لكن مشتركيها لم يتجاوز الألفين بسبب محدودية التغطية وعدم مدّ هذه الكابلات على نطاق واسع.

ما سرعات إنترنت ADSL؟

بحسب الجدول المعلن من قبل شركة “تراسل”، المزود الحكومي لخدمات الإنترنت عبر تقنية ADSL، توفر الشركة مجموعة من الباقات بسرعات تبدأ من 512 كيلوبت/ثا بسعر 3000 ل.س شهريا، مع حجم استهلاك شهري يبلغ 30 غيغابايت، حيث تنخفض السرعة إلى 256 كيلوبت/ثا بعد تجاوز حجم الاستهلاك المحدد. كما تتوفر سرعات أعلى، مثل 24 ميغابت/ثا، بسعر 40000 ل.س شهريا، مع حجم استهلاك شهري يصل إلى 275 غيغابايت.

432
سرعات وأسعار خدمات الإنترنت من مزود تراسل

تجدر الإشارة إلى أن جميع شركات الإنترنت الخاصة تعتمد على البنية التحتية ذاتها التي توفرها شركة “تراسل”، مما يجعل جودة الخدمات الأساسية موحدة.

ولكن من المهم توضيح أن السرعات المذكورة تشير إلى سرعة الاتصال وليس إلى سرعة التحميل الفعلية؛ فعلى سبيل المثال: عند الاشتراك بسرعة 8 ميغابت/ثا، تكون سرعة التحميل الفعلية نحو 800 كيلوبايت/ثا فقط، بينما تبلغ سرعة الرفع الفعلية نحو 200 كيلوبايت/ثا، وينطبق هذا النمط على جميع السرعات المتاحة، حيث إن السرعات الفعلية تتأثر بتقنيات ADSL المستخدمة والبنية التحتية القائمة، التي تحدد الأداء النهائي للمستخدم.

وكانت بعض سرعات الإنترنت تخضع لقيود مشددة، حيث لم يكن بإمكان المستخدمين الحصول على سرعات معينة دون الحصول على موافقات خاصة من الجهات الأمنية، فأي سرعة أعلى من 4 ميغابت/ثا كانت تتطلب موافقة خاصة.

ولكن بعد سقوط نظام الأسد، أعلنت الهيئة الناظمة للاتصالات عن إتاحة جميع سرعات الإنترنت للجمهور بشكل مفتوح، دون الحاجة لأي موافقات خاصة.

إنترنت الهواتف المحمولة

بالنسبة للإنترنت الخاص بشركات الاتصالات المحمولة التي كانت فعالة في مناطق سيطرة النظام سابقا، فقد اقتصرت على شركتي “سيريتل” و”MTN”، بينما كان من المفترض أن تدخل شركة “وفا تل” إلى السوق، وتأجل إطلاق “وفا تل” عدة مرات، إلى أنّ توقف الحديث عن المشروع بشكل كامل بعد سقوط نظام الأسد، خاصة مع ورود تقارير عديدة أشارت إلى ارتباط المشروع برجال أعمال مقربين من النظام وعلاقتهم بالحرس الثوري الإيراني.

أما من حيث أنماط الإنترنت المتاحة في سيريتل وMTN، فكانت تقتصر على شبكات 3G و4G، مع عدم توفر تقنية 5G للجمهور إذ كان يفترض أن تكون خدمات الجيل الخامس حصرية لشركة “وفا تل”.

لكن السرعات الفعلية لإنترنت الهواتف المحمولة تختلف بشكل كبير بحسب الوقت والموقع؛ ففي ساعات الليل، تكون السرعات أفضل نسبيا بسبب انخفاض الضغط على الشبكة وقلة عدد المستخدمين المتصلين.

أما في ساعات النهار، ومع تزايد عدد المستخدمين، تتأثر السرعة سلبا نتيجة الضغط المرتفع.

بينما تظهر مراكز المدن أداءً أفضل من حيث السرعة، وذلك بسبب وجود عدد أكبر من نقاط البث أو ما يعرف بأعمدة التغطية.

ومع ذلك، حتى في المناطق ذات التغطية الجيدة، مثل مراكز المدن، نادرا ما تتجاوز سرعات الإنترنت عبر شبكة 4G حدود 40 إلى 50 ميغابت/ثا في أفضل الحالات وفي المناطق النائية، حيث تكون التغطية أضعف وعدد نقاط البث أقل، قد تنخفض السرعات إلى 1 ميغابت/ثا أو أقل، ووفقا لمؤشرات موقع “سبيد تيست”، بلغ متوسط سرعة الإنترنت للهواتف المحمولة في سوريا نحو 12 ميغابت في الثانية خلال شهر تشرين الأول 2024.

أسعار الإنترنت عبر الجوال في سوريا

أسعار باقات الإنترنت عبر شبكات الجوال، كما هو معروف، أعلى من أسعار الإنترنت الأرضي، وعند البحث في حساب شركة MTN نجد الأسعار كالتالي:

  • 6 جيجابايت (5 جيجابايت + 1 جيجابايت مجاناً) بسعر 16,000 ليرة سورية.
  • 35 جيجابايت (30 جيجابايت + 5 جيجابايت مجاناً) بسعر 57,000 ليرة سورية.
  • 12 جيجابايت (10 جيجابايت + 2 جيجابايت مجاناً) بسعر 27,000 ليرة سورية.
  • 60 جيجابايت (50 جيجابايت + 10 جيجابايت مجاناً) بسعر 80,000 ليرة سورية.

تظهر هذه الأسعار ارتفاعاً ملحوظاً مقارنة بتكاليف الإنترنت الأرضي، وذلك بسبب طبيعة الاتصال بالشبكة عبر أبراج الجوال والتكاليف الإضافية المتعلقة بالبنية التحتية وتوفير التغطية اللاسلكية.

جدير بالذكر أن عروض شركة سيريتل غالباً ما تكون شبيهة جداً بعروض MTN من حيث الأسعار والباقات.

654
باقات الإنترنت من شركة MTN

ستار لينك في سوريا

بعد سقوط نظام الأسد، دخلت أجهزة استقبال الإنترنت ستارلينك، التي تعتمد على الأقمار الصناعية، إلى سوريا كحل عملي لتوفير إنترنت سريع يواجه مشكلات ضعف البنية التحتية وانخفاض سرعات الإنترنت الحالية.

ومن المهم الإشارة إلى أن موقع ستارلينك الرسمي لا يظهر سوريا ضمن الدول التي تشملها الخدمة، مما يعني أن الشركة لا تقدم خدماتها بشكل رسمي داخل البلاد، ويتم توفير الخدمة في سوريا بشكل مؤقت وبطرق خاصة وغير رسمية، حيث تعتمد على أساليب ربط غير مدرجة ضمن الخيارات المتاحة على الموقع الرسمي.

وما يميز هذا النوع من الاتصال عن باقي أنماط الاتصال بالإنترنت في سوريا هو السرعة العالية، وعدم الاعتماد على البنية التحتية في سوريا ليتيح بذلك الحصول على الإنترنت في المناطق النائية التي تفتقر تماماً إلى أي بنية تحتية للاتصالات.

وتختلف سرعة الإنترنت عبر ستارلينك بحسب الموقع الجغرافي داخل سوريا، لكنها في بعض المناطق تتجاوز 100 ميجابت في الثانية بحسب ما نشره العديد من المستخدمين للخدمة في مواقع التواصل الاجتماعي.

لكن بالمقابل، يقف السعر المرتفع لجهاز الاستقبال الخاص بالخدمة كعائق أمام الراغبين بالحصول على هذا النمط من أجهزة الاستقبال إذ يتراوح بين 900 و1100 دولار أميركي، كما أن الاشتراك الشهري يكلف نحو 80 دولاراً أميركياً في الشهر، وهو مبلغ باهظ مقارنة بالدخل لكنه يمكن أن يكون مناسبا لوسائل الإعلام والجهات التي يتطلب عملها وجود إنترنت بسرعة جيدة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن عملية دفع اشتراك ستارلينك الشهري يتطلب بطاقة ائتمان دولية (فيزا)، وهو أمر غير متاح في سوريا بسبب العقوبات المفروضة على القطاع المصرفي، مما يجعل الاشتراك في الخدمة تحدياً إضافياً.

استخدام ستارلينك يعرض أصحابها للمساءلة القانونية

ومن الناحية القانونية، أوضح المكلف بإدارة الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد، عاطف الديري، أن امتلاك أو استخدام أجهزة “ستارلينك” يعرض أصحابها للمساءلة القانونية.

وبيّن الديري في تصريحات لإذاعة محلية أن توفير الإنترنت عبر شراء محطة إنترنت فضائي يعتبر مخالفة لأنظمة الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد.

ورد خالد الفيومي، مشغل خدمة ستارلينك في سوريا، كما يعرف عن نفسه في فيسبوك، على تصريحات عاطف الديري بأنها “تمثل نهجاً يعيق التقدم التكنولوجي في البلاد، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها قطاع الاتصالات”.

وأشار الفيومي، مستنداً إلى تجربته الشخصية في تشغيل الخدمة بأوكرانيا، إلى أن ستارلينك لم تؤثر على عمل شركات الإنترنت المحلية هناك، بل شكلت حلاً حيوياً ومؤقتاً خلال الأزمات، حيث وفرت اتصالاً موثوقاً في ظل انقطاع الكهرباء وانعدام الاتصالات في العديد من المناطق.

وأضاف الفيومي في تصريحات لموقع تلفزيون سوريا أن الخدمة قادرة على توفير سرعات اتصال تتجاوز 200 ميغابت في الثانية في أي منطقة داخل سوريا، في حين أن الجهات المسؤولة عن الاتصالات في البلاد لا تتمكن حتى من تأمين 2 ميغابت في بعض المناطق المركزية مثل دمشق.

435
جهاز ستارلينك على قمة جبل قاسيون في دمشق

السماح بخدمات الإنترنت اللاسلكي (WiFi)

إلى جانب أنماط الإنترنت آنفة الذكر، أعلنت الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد، الأحد، عن فتح باب التقديم للحصول على تراخيص لتقديم خدمات الإنترنت اللاسلكي (WiFi) لمزودي الشبكة في سوريا.

وكان المكلف بإدارة الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد، عاطف الديري، أشار في تصريحات صحفية إلى أنّ خدمة الـ WiFi Outdoor تعتبر من الحلول اللاسلكية التي لا تعتمد على وجود خط هاتف أرضي.

وأشار الديري إلى أن “الخدمة ستكون متاحة حصراً من خلال الشركة السورية للاتصالات ولن يسمح باستخدام أي مصادر أخرى لتوزيع الإنترنت. كما سيتم تقييد استخدام خدمة الـ WiFi Outdoor في المناطق المخدّمة حالياً بخدمة ADSL، مع إعطاء الأولوية لتوفير الخدمة في المناطق غير المخدّمة”.

543
جهاز استقبال إشارة واي فاي

الإنترنت في شمال غربي سوريا

شهدت مناطق شمال غربي سوريا، الواقعة تحت سيطرة حكومة الإنقاذ والحكومة السورية المؤقتة، تطورا  سريعا في خدمات الوصول إلى الإنترنت خلال السنوات الماضية.

واعتمدت هذه المناطق بشكل أساسي على الإنترنت القادم من تركيا، حيث كان يوزع عبر عدد من الشركات الخاصة المحلية التي وفرت الخدمة للمستخدمين.

تميزت أسعار باقات الإنترنت في هذه المناطق بتقاربها مع أسعار الباقات التركية، كما اعتمد نمط الاتصال بشكل رئيسي على الفايبر السريع، الذي وفر سرعات اتصال أعلى من مناطق النظام الأسد. وبلغ سعر 8 ميغابايت/ ثا ما يعادل 10 دولارات أميركية هذا بالنسبة للفايبر.

أما بالنسبة لإنترنت الهواتف المحمولة، فقد تم توفيره من خلال شبكات المحمول التركية ويتميز بسرعاته العالية مقارنة بشبكات المحمول المحلية سيريتل وMTN.

الإنترنت في شمال شرقي سوريا

في مناطق شمال شرقي سوريا التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، يعتمد الوصول إلى الإنترنت على عدة مصادر.

تتوفر شبكات الاتصالات السورية مثل سيريتل وMTN، إلا أن تغطيتها محدودة وسرعتها منخفضة جداً بسبب قلة الأبراج وضعف خط الإنترنت الواصل إلى المنطقة.

في المقابل، يعتمد السكان بشكل رئيسي على شركة “فالين”، التي تزود المنطقة بخدمات الإنترنت، وعلى خدمة 4G التي توفرها شركة “RCELL” التابعة لها.

تقدم RCELL خدمات الإنترنت بأسعار تبدأ من 1500 ليرة سورية لكل نقطة بيانات. أما بالنسبة للإنترنت المنزلي عبر أجهزة الراوتر، فتحدد الأسعار بحسب السرعة، حيث تبلغ كلفة سرعة ميجابت واحد في الثانية نحو 8 دولارات، وسرعة 2 ميجابت 16 دولارا، وهكذا. تتميز الخدمة بسرعات ثابتة وباقات مفتوحة دون تحديد كمية نقل البيانات.

254
باقات الإنترنت في شمال شرقي سوريا

خلاصة وتوصيات

ختاما، يعكس واقع خدمات الإنترنت في سوريا تعقيدات المشهد العام في البلاد، حيث يتأرجح بين بنية تحتية متهالكة في المناطق التي كانت تحت سيطرة النظام بأسعار مقبولة، وسرعات عالية في مناطق شمال غربي سوريا لكن بأسعار مرتفعة.

في حين شكّلت حلول جديدة مثل الإنترنت الفضائي “ستارلينك” فرصة لبعض المستخدمين، لكن ظلّت التكاليف المرتفعة والعوائق القانونية عائقا أمام الاستفادة الواسعة من هذه التقنيات.

ومع أن محاولات تحسين خدمات الإنترنت مثل إطلاق تراخيص WiFi Outdoor قد تبدو خطوة إيجابية، فإن تحقيق الاستفادة الكاملة منها يتطلب وقتا طويلا حتى تنفيذ البنية التحتية المرتبطة بها.

لكن بالنظر إلى سرعة الإنترنت وثبات الخدمة، فإن مناطق شمال غربي سوريا تعتبر الأفضل حاليا مقارنة بباقي المناطق الأخرى ويعود ذلك إلى اعتماد هذه المناطق على الإنترنت القادم من تركيا، الذي يوفر سرعات أعلى واستقرارا نسبيا بسبب الاعتماد على تقنية الفايبر.

تلفزيون سوريا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى