
لا نزال مع الشرع لكننا لا نقبل السكوت … د. عوض السليمان
وقع أمس أول هجوم على قوات العدو الصهيوني في القنيطرة، حيث قام مسلحون بإطلاق النار على تجمعات العدو. ومع أن الهجوم لم يسفر عن إصابة جنود المحتل، إلا أنه يعيد الروح المعنوية إلى أهالي القنيطرة والجولان وإلى الشعب السوري بمعظم فئاته.
لا نوافق على سياسة السكوت التي يتبعها السيد رئيس الجمهورية، أحمد الشرع. وإن كنا قد تفهّمنا في بداية الفترة الانتقالية، عدم وجود رئيس لسورية للرد على العدو، فإنه لم يعد ممكناً الصمت على التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية. وعلى الحكومة السورية ممثلة برئيس البلاد البحث عن حلول سياسية، بل وعسكرية في حال الحاجة.
من غير المفهوم، أن لا يدعو رئيس الجمهورية في مرحلة أولى، إلى اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية لمناقشة الاحتلال الصهيوني للأراضي السورية. ومن غير المفهوم أيضاً أن لا يدعو رئيس الدولة الذي كان له فضل عظيم في تحرير سورية من احتلال الأسد،حتى الآن لاجتماع لمجلس الأمن والأمم المتحدة لمناقشة الاعتداءات الإسرائيلية في القنيطرة.
لا ندري بالضبط ماذا ينتظر السيد رئيس الجمهورية، وقد أصبح العدو على بعد 25 كم فقط من دمشق، بالإضافة لبنائه قاعدة عسكرية في جبل الشيخ، وتجهيز مهبط للطائرات المقاتلة هناك.
أمس الجمعة عندما حدث الهجوم المبارك على قوات الاحتلال، قامت الطائرات العمودية المعادية بتمشيط المنطقة واعتقال سوريين اثنيين. بلغة أخرى قامت المروحيات بتمشيط منطقة داخل سورية وكأنها أرض إسرائيلية، وتم اعتقال أشخاص سوريين، ومع ذلك لم نرَ ردة فعل الحكومة السورية حتى اللحظة.
نحن والسيد الشرع، والسوريون عموماً، انتقدنا دون توقف، صمت الأسد عن احتلال الجولان، وغض طرفه عن العربدة الإسرائيلية في المنطقة، فبأي منطق نصمت اليوم عن التوغل الصهيوني الجديد. والذي انتقد ” عدم إطلاق رصاصة في الجولان أيام الأسد” عليه أن ينتقد عدم إطلاق رصاصة اليوم في القنيطرة.
لا نرى أي تبرير لهذا الصمت، ولا نقبل أن نسكت بدورنا عن انتقاد هذه المهادنة غير المفهومة مع العدو. لا مجال إطلاقاً للتعلق بكذبة أن سورية في مرحلة بناء الدولة. فمرحلة بناء الدولة لا تسمح لهذه الدولة بالتخلي عن أرضها، للدرجة التي يشرف فيها العدو على العاصمة دمشق.
ولا تجيز البراغماتية لأحد أن يتسامح في احتلال أرضه، ولا يحق لأحد أن يدعي أنه سيلتفت إلى هذا الموضوع في مرحلة لاحقة. ومن غير المعقول أن يقول السيد وزير الخارجية، أسعد الشيباني إن سورية ستكون مثل سويسرا، فسويسرا غير محتلة، والحكومة في جنيف لا تسمح لشخص واحد أن يدخل أرضها بشكل غير نظامي.
لا نزال نؤيد الشرع، ونقف خلفه ونحسب له ما فعل من أجل بلدنا ومن أجل شخوصنا أيضاً، ولكننا لا نقبل الصمت على احتلال العدو الإسرائيلي لأرضنا، ومن المؤكد أن قلمَنا لن يسكت.