لماذا أشعر بالتفاؤل؟ … الدكتور منذر خليل

أنا أعرف ٦٠-٧٠٪؜ من الأشخاص الذين استلموا إدارات عليا في السلطة الجديدة بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال عملي السابق في إدلب (لايوجد تواصل مباشر).
تمت استشارتي مع آخرين بتشكيل حكومة الإنقاذ في عام ٢٠١٧ و كنت معارضا” للفكرة. كنت أناصر لفكرة إدارة مدنية بعيدة عن العسكر.
عرض علي أكثر من منصب في حكومة الإنقاذ الأولى و الثانية و اعتذرت عن المشاركة. اعتذرت لأني كنت أعتقد أن كلمة حكومة كبيرة جدا” على ما هو متاح من جهة، و أيضاً شكل حكومة الإنقاذ و توجهها لايرقى لمشروع وطني يجمع عليه السوريين. هذا مع قضايا أخرى أدى لتصادم بيني وبين بعض الأشخاص القياديين في هذا المشروع، و هذا ما أدى إلى رفع دعوى ضدي من قبل أحد السادة الوزراء إلى النائب العام و أصبحت بعدها مطلوب للمحكمة وللجهة الأمنية في عام ٢٠٢٠، بتهمة الإساءة لمؤسسات الدولة. وهذا كان أحد الأسباب المهمة لمغادرتي إدلب، إلى جانب التعب الشديد ونوع من اليأس في ذلك الوقت، لذلك قررت المغادرة للملكة المتحدة لاستكمال دراستي.
طيب ليش متفائل؟
متفائل لأنه في أوج الخلاف كان أهلي و بعض إخوتي في إدلب، لم أشعر بلحظة واحدة أنهم في خطر نتيجة مواقفي، لم أشعر أني مهدد في رزقي، أوراقي ، أو سمعتي.
أيضا”، لسنوات عديدة كنت قادر أن أعمل في إدلب و أنا معارض للمشروع المدني المتمثل في حكومة الإنقاذ و أن أصدر بعض البيانات و التصريحات المعارضة دون التعرض لي (قبل أن يطفح الكيل على ما يبدو في عام ٢٠٢٠).
هل من الممكن أن يتغير هذا السلوك الآن؟
نعم ولكن للأفضل، إن كان هذا سلوكهم و هم جماعة خارج القانون بدون أسماء ولا أشكال معروفة فمن الطبيعي أن يكون سلوكهم اليوم أفضل بكثير وهم يمثلون الدولة.
بالنتيجة نحن أمام فريق صاحب قضية، التزام و حلم.
إن اخترت تأييد مشروعهم لديك هامش جيد من الحرية للعمل، و إن اخترت معارضتهم أو مخاصمتهم فأنت أمام خصم شريف.
من الظلم الشديد مقارنة الإدارة الجديدة بالنظام السابق، فحذاء أصغرهم أشرف من رأس بشار الأسد.
لماذا أقول هذا الكلام الآن؟
لأن معظم السوريين اليوم يتساءلون عن مساحة حريتهم، كرامتهم، و لقمة عيشهم في ظل هذه السلطة الجديدة التي لم يختبروها سابقا” ولا يعرفون عنها الكثير.
هل الواقع جيد اليوم؟
بالتأكيد لا، نظرا” لأكثر من خمسة عقود من التدمير الممنهج للوطن، وانتقال السلطة بالنتيجة كان بعملية عسكرية لا عملية سياسية، ولكن ما حصل هو أفضل من أفضل سيناريو لانتقال السلطة. واليوم صار عنا وطن و علم منفتخر فيهم، و مساحة أمل. مع بعض منحسن نخلي الواقع أحسن.
أخيرا”، كنت و لازلت أعتقد أن هناك فجوة كبيرة في الوعي، الرؤية و الخطاب بين السيد أحمد الشرع و نسبة لا بأس بها من فريق عمله، و أعتقد هذا ما لمسه الكثير منا خلال الشهرين الماضيين أتمنى أن يتم العمل على ترميمها.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى