
إيلون ماسك يفجر المفاجأة: ستتنقلون داخل دبي كما لو كنتم تعبرون عبر ثقب زمني!
هل تخيلت يومًا أن تركب سيارة في وسط دبي، فتجد نفسك بعد لحظات في الطرف الآخر من المدينة دون أن تمر بإشارة مرور أو تضغط على الفرامل؟
لا زحام، لا انتظار، لا طوابير خانقة على الطرق. الأمر لم يعد خيالًا، بل واقعًا بدأ رسم ملامحه اليوم مع إطلاق “دبي لوب”، المشروع الذي سيعيد تعريف التنقل داخل المدن كما نعرفه.
خلال القمة العالمية للحكومات، وقف إيلون ماسك بجانب عمر سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي، ليعلنا عن صفقة تاريخية بين دبي وشركة “بورينغ كومباني”، التي أسسها ماسك نفسه، لتطوير شبكة أنفاق فائقة السرعة ستحوّل دبي إلى أول مدينة في العالم تعتمد النقل تحت الأرض بهذه التقنية.
ماسك لم يكتفِ بالكشف عن الفكرة، بل وصفها بكلمات ستظل عالقة في الأذهان: “بمجرد أن يجرب الناس دبي لوب، سيتساءلون: كيف كنا نعيش مع كل هذا الزحام؟ سيكون الأمر واضحًا جدًا.. كما لو كنت تعبر عبر ثقب زمني!”
من الزحام والاختناق إلى التنقل الفوري
المشروع يعتمد على فكرة بسيطة لكنها ثورية. شبكة من الأنفاق فائقة التطور ستمتد تحت دبي، وستحمل كبسولات كهربائية تنقل الركاب بسرعة لا يمكن مقارنتها بأي وسيلة نقل تقليدية. لا إشارات مرور، لا حوادث، لا ازدحام. ادخل النفق.. وفجأة تجد نفسك في مكان آخر.
الحكومة الإماراتية كشفت عن بعض تفاصيل المشروع، حيث سيتم بناء شبكة بطول 17 كيلومترًا، تشمل 11 محطة، وتستوعب أكثر من 20 ألف راكب في الساعة. هذه ليست تجربة تجريبية، بل خطة جادة لخلق وسيلة نقل أسرع وأذكى من أي شيء شهدته المدن من قبل.
الصفقة شهدت اهتمامًا رسميًا على أعلى المستويات، حيث ظهر ولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم في صورة خلال توقيع الاتفاقية، مما يعني أن المشروع ليس مجرد فكرة على الورق، بل خطة سيتم تنفيذها قريبًا.
لماذا تحت الأرض وليس في السماء؟
في السنوات الأخيرة، كثرت الأفكار حول السيارات الطائرة، لكن إيلون ماسك يرى أن هذه الفكرة مليئة بالمشاكل التي تجعلها غير عملية. وعندما سُئل عن السبب وراء تفضيل الأنفاق على السيارات الطائرة، قدم إجابة بسيطة ولكنها مقنعة:
وأوضح أن المركبات الطائرة ستكون صاخبة بشكل لا يُطاق، وستحوّل المدن إلى أماكن خانقة من الضجيج. كما أن أي خلل بسيط قد يؤدي إلى كارثة، بينما الأنفاق توفر بيئة محمية، لا تتأثر بالعوامل الجوية، ولا تشكّل خطرًا على حياة الناس.
ذهب ماسك إلى أبعد من ذلك، قائلاً إن “الأنفاق هي المكان الأكثر أمانًا حتى في أسوأ الكوارث العالمية، بما في ذلك الحروب النووية”.
من لاس فيغاس إلى دبي.. ولكن على مستوى آخر
المشروع ليس فكرة خيالية تمامًا، فشركة بورينغ كومباني سبق وأن نفذت مشروعًا مشابهًا في لاس فيغاس، حيث بنت شبكة أنفاق تحمل سيارات تسلا بين مراكز المؤتمرات والفنادق الكبرى. لكن ما يجري في دبي مختلف تمامًا من حيث الحجم والطموح، حيث يهدف المشروع إلى ربط المدينة بأكملها وليس مجرد عدد محدود من المحطات.
في لاس فيغاس، استغرقت الشركة عامين فقط لبناء أنفاق امتدت لعدة كيلومترات، مما يعني أن تنفيذ المشروع في دبي قد يتم بوتيرة سريعة أيضًا، ليصبح قريبًا حقيقة يعيشها سكان وزوار المدينة.لم يقتصر حديث ماسك خلال القمة على وسائل النقل فقط، بل تطرّق إلى مستقبل الذكاء الاصطناعي والروبوتات، كاشفًا عن مشروع جديد لتطوير روبوتات بشرية ستغير شكل الاقتصاد بالكامل.
وفقًا لماسك، فإن تسلا تعمل على تصنيع 60 ألف روبوت سنويًا بحلول عام 2026، وهذه الروبوتات ستكون قادرة على تنفيذ المهام الخطيرة والمتكررة، من تنظيف النفايات إلى تقديم الرعاية الاجتماعية.
إطلاق مشروع دبي لوب ليس مجرد خطوة نحو تطوير وسائل النقل، بل قد يكون بداية لنهاية الطرق التقليدية كما نعرفها. فكرة السيارات، إشارات المرور، الطوابير الطويلة على الطرق السريعة، كل ذلك قد يختفي تمامًا خلال العقود القادمة!