
الكنائس السورية ترد بحزم على الشائعات .. تصريحات كاذبة من إيلون ماسك وإعلاميين أمريكيين
رفض رعاة الكنائس المسيحية في اللاذقية بشدة ما تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول فتح الكنائس لاستقبال العائلات والمدنيين السوريين، مؤكدين أن الظروف الراهنة في المدينة لا تستدعي اتخاذ مثل هذه الإجراءات.
في الوقت نفسه، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات من حساب رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك وعدد من الإعلاميين والمؤثرين الأجانب، تزعم وقوع مجازر بحق المسيحيين في الساحل السوري، وتدعي حدوث اضطهاد واسع النطاق يدفع بأبناء الطائفتين المسيحية والعلوية إلى النزوح نحو الكنائس.
أوضحت الكنائس المسيحية في اللاذقية في بيان رسمي أنها تظل دوماً على استعداد لتقديم الدعم والمساعدة حسب الإمكانيات المتوفرة، داعية الجميع إلى الرجوع فقط للمصادر الرسمية الكنسية وعدم الانجرار وراء الأخبار الملفقة.
كما تناول البيان الاجتماع الذي جمع ممثلي الكنائس مع وفد من إدارة الأمن العام في سوريا، حيث استمع الحاضرون إلى رسالة طمأنينة هدفت إلى نقل معاناة وهموم الشعب السوري إلى القيادة، ما عزز الثقة بين الأطراف.
اختتم البيان بالدعاء لحفظ البلاد من المخاطر والاضطرابات، متمنياً البركة والأمان بمناسبة حلول فترة الصوم الكبير المقدس.
في سياق متصل، شدد الأب سبيريدون طنوس على أن المسيحيين في سوريا جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني، مشيراً إلى أن مستقبلهم مرتبط بمصير كل سوري يناضل ضد استبداد وإجرام النظام السابق. وفي رسالة موجهة إلى إيلون ماسك، أكد طنوس أن المجتمع الدولي لا ينبغي أن يقلق بشأن حماية فئة واحدة فقط، بل يجب أن يسعى لإعادة بناء سوريا تشمل كل مكوناتها الدينية والشعبية.
من ناحية أخرى، عبّر الإعلامي تاكر كارلسون، المعروف بمواقفه الشعبوية والمعادية للعرب والمسلمين، عن استيائه مما وصفه بتجاهل الغرب للدور الذي لعبه بشار الأسد في حماية الأقليات الدينية، مشيراً إلى أن تراجع قوة الأسد أدى إلى زيادة استهداف المسيحيين، حيث انخفضت نسبتهم من 10% إلى 2% خلال الحرب المدعومة غربيًا.
وادعى كارلسون بأن رحيل الأسد قد يؤدي إلى مزيد من الاعتداءات على المسيحيين، بما في ذلك عمليات قتل وتدنيس لمقدساتهم، منتقداً ما وصفه بتجاهل الجرائم السابقة للنظام مثل استخدامه للأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة والمجازر المروعة بحق الأطفال والنساء. ورأى أن الدفاع عن الأسد لم يكن بدافع حماية الأقليات فحسب، بل لخدمة مصالح ضيقة تغذي الانقسامات الطائفية في سوريا وحول العالم.