واشنطن تتحرك لترتيب الملفات في سوريا

تواصل الولايات المتحدة تحركاتها لترتيب الملفات العالقة في سوريا ولبنان، مؤكدة دورها المحوري في إدارة المشهد السياسي في الشرق الأوسط.

في هذا السياق، برز الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الرئيس السوري أحمد الشرع و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بقيادة مظلوم عبدي، حيث تشير المعلومات إلى أن الولايات المتحدة لعبت دوراً أساسياً في المفاوضات بين الطرفين، سعياً لمنع أي مواجهة عسكرية وإيجاد حلول تضمن مصالح جميع الأطراف.

ويعدّ هذا الاتفاق مكسباً مهماً للإدارة السورية، إذ تسعى واشنطن لإظهار قدرتها على تقديم “هدايا” لدمشق، من بينها تخفيف العقوبات وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.

إلا أن هذه التنازلات لن تكون مجانية، حيث تبقى التساؤلات قائمة حول طبيعة الشروط السياسية التي ستفرضها واشنطن مقابل هذه التسهيلات.

بالتوازي مع ذلك، تعمل الولايات المتحدة على رعاية اتفاق مماثل بين دمشق والطائفة الدرزية في السويداء، على غرار الاتفاق مع “قسد”.

ويتضمن كلا الاتفاقين إعادة توحيد القوى العسكرية، تفكيك الفصائل المسلحة، وتشكيل مجلس عسكري يمهد لإنشاء جيش وطني موحد، مع ضمان عدم نشوب صراعات جديدة سواء في شمال شرق سوريا أو في جنوبها، وتجنب تكرار السيناريو الدموي الذي شهدته مناطق الساحل السوري.

وتشير هذه التحركات إلى أن واشنطن تدفع باتجاه نموذج جديد للحكم في سوريا يقوم على اللامركزية، حيث يبقى القرار الاستراتيجي والسياسة الخارجية بيد دمشق، بينما تُمنح المكونات المحلية صلاحيات أوسع في إدارة شؤونها الداخلية.

ومع ذلك، لا تزال الأثمان السياسية الكبرى التي ستُفرض على دمشق على المستوى الإقليمي والدولي غير واضحة بعد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى