
منصة “تأكد” تكشف حملة رقمية مشبوهة تستهدف المحتوى السوري وتنتحل صفات رسمية لحذفه
كشفت منصة “تأكد” عن تجدد نشاط حملة رقمية مشبوهة تستهدف المحتوى السوري، من خلال استخدام أدوات الإبلاغ عن “انتهاك حقوق الملكية الفكرية” لحذف مقاطع مصورة توثّق تحسن الأوضاع الأمنية والمعيشية في البلاد. وذكرت المنصة أن عدداً من مديري الصفحات والحسابات الشخصية تلقوا خلال الساعات الماضية إشعارات من “فيسبوك” بحذف منشوراتهم، بناءً على بلاغات قدّمتها جهات تنتحل صفة وزارة الإعلام السورية وإذاعة “شام إف إم”، المعروفة بدورها في الدعاية الإعلامية لنظام الأسد.
وبالرغم من ظهور أسماء رسمية ضمن البلاغات، نفت وزارة الإعلام السورية مساء الاثنين، 24 آذار/مارس، أي صلة لها بتلك الشكاوى، مؤكدة أن البريد المستخدم وهمي ولا يتبع لجهة حكومية. وأكد بيان الوزارة أن هذه الأفعال “محاولات منظمة” يقف خلفها ما سمّته بـ”فلول النظام البائد” وبعض الشركات التي كانت تعمل تحت مظلته، بهدف تقويض الاستقرار وتشويه إنجازات الدولة الجديدة.
مديرو الصفحات المتضررة أعربوا عن خشيتهم من استمرار الحملة، التي أثرت على مدى وصول منشوراتهم وتفاعل المتابعين معها. وقال مدير منصة “كوزال” إنهم قرروا، إلى جانب منصات مستقلة أخرى، الامتناع عن نشر محتوى قد يؤدي إلى مخالفات جديدة، خاصة بعد أن تم حظر منشورات تحتوي على صور لرئيس المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، المصنّف ضمن قائمة “الشخصيات الخطيرة” بحسب سياسات “ميتا”.
من جهته، أكد ميلاد شهابي، مدير “وكالة الصحافة السورية”، أن الحملة طالت أيضًا صفحتهم، التي يتابعها أكثر من ربع مليون شخص، ما أدى إلى تراجع كبير في التفاعل، محذرًا من خطر إغلاقها الكامل.
وردًا على هذه التطورات، تقدّمت منصة “تأكد” ببلاغ رسمي لشركة “ميتا”، مرفقةً أدلة تثبت أن البلاغات ملفقة ولا صلة لها بالجهات الرسمية المزعومة، مطالبةً الشركة بالتدخل لوقف الحملة. ووصفت المنصة هذه الهجمات بأنها تكرار لأساليب استخدمها النظام منذ عام 2020، حين تم حذف مقاطع توثق احتجاجات في السويداء تحت ذريعة “حقوق الملكية”، في حملة تبين لاحقًا أنها منسقة من قبل شخص مرتبط بالاستخبارات الروسية والنظام السوري.
وتعيد هذه الحملة الرقمية تسليط الضوء على الأدوات التي لا تزال تُستخدم في محاولات التعتيم والتضليل، حتى بعد التحولات السياسية الأخيرة في البلاد، وتثير التساؤلات حول جدية منصات التواصل في حماية المحتوى المستقل، وحيادها في التعامل مع النزاعات السياسية الحساسة.
؟
؟
مصدر