
استئصال أذرع الأسد: وزارة الخارجية تنقل سفراء النظام السابق في روسيا والسعودية إلى دمشق
أعلنت وزارة الخارجية السورية امس، في خطوة ضمن خطة شاملة لإعادة هيكلة البعثات الخارجية، عن نقل سفيري الجمهورية في روسيا والسعودية إلى الإدارة المركزية في دمشق، وذلك بموجب قرار وزير الخارجية السوري.
وفقًا لمصادر وكالة “سانا”، فإن القرار يشمل نقل “بشار الجعفري”، سفير النظام السابق في روسيا، و”أيمن سوسيان”، سفير سوريا في المملكة العربية السعودية، إلى دمشق، حيث سيظل القائمون بالأعمال في كل من السفارتين يتولون مهامهم بشكل مؤقت حتى صدور التعيينات الرسمية من مرسوم رئاسي خلال الفترة المقبلة.
وقد جاء هذا الإجراء في إطار التحركات الدبلوماسية التي أطلقتها الحكومة السورية الجديدة، والتي تسعى لتأكيد هويتها السياسية وإعادة هيكلة السلك الدبلوماسي بما يتوافق مع رؤية الدولة الجديدة بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024.
- انتقادات دبلوماسية لاستمرار تعيينات النظام السابق في الخارجية السورية
- ابرزها باريس وبرلين .. سفارات الاسد أوكار نفوذ قديم تهدد سوريا الجديدة
وأوضح مصدر أمني أن القرار يأتي بعد مفاوضات داخلية دقيقة مع الجهات المعنية، ومن المتوقع أن يُساهم في إزالة الأثر الدبلوماسي للنظام السابق من البعثات الخارجية، خاصةً وأن “بشار الجعفري” كان من أبرز أسماء النظام السابق، إذ برز خلال فترة عمله كسفير للسوريين في موسكو حتى سقوط النظام، في حين يتمتع “أيمن سوسيان” بخبرة طويلة شغل خلالها مناصب دبلوماسية مرموقة في الاتحاد الأوروبي وبلجيكا قبل توليه منصبه في السعودية.
ورأى بعض الدبلوماسيين السابقين أن استمرار الاحتفاظ بدبلوماسيين معينين من عهد الأسد يشكل عقبة أمام تجديد صورة الدولة السورية الجديدة، مشيرين إلى أن هؤلاء المسؤولين يتلقون رواتب تفوق بين 8,000 إلى 15,000 يورو شهريًا، مما يزيد من حدة الانتقادات حول الولاء الشخصي على حساب الكفاءة المهنية.
وتعتبر هذه الخطوة جزءاً من سلسلة التحركات الدبلوماسية التي قام بها الرئيس أحمد الشرع منذ توليه السلطة في يناير 2025، والتي تضمنت زيارات رسمية إلى السعودية وتركيا والأردن، بهدف إعادة بناء علاقات الدولة مع المجتمع الدولي وتخفيض العقوبات المفروضة عليها في مرحلة ما بعد الصراع.
ومن المتوقع أن يُحدث هذا الإجراء تغييرًا في ملامح البعثات الخارجية السورية، حيث ستعمل الإدارة الجديدة على إعداد كوادر دبلوماسية مؤهلة تمثل سوريا المستقبلية بدلاً من أدوات النظام السابق.
؟
مصدر