
فُصلوا تعسفياً بسبب مشاركتهم في الثورة.. إعادة أكثر من 14 ألف معلّم إلى وظائفهم
أعادت الحكومة السورية 14,646 معلماً إلى وظائفهم في وزارة التربية، بعد فصلهم تعسفياً خلال السنوات الماضية على خلفية مشاركتهم في الثورة السورية، وذلك في خطوة وُصفت بأنها بداية لمعالجة “الظلم الوظيفي” الذي طال آلاف العاملين في مؤسسات الدولة خلال العقد الماضي.
وأعلنت وزارة التنمية الإدارية، مساء الثلاثاء، عن القوائم الأولى من المفصولين الذين تم الانتهاء من دراسة ملفاتهم، مشيرة إلى أن الأسماء تشمل حصراً موظفين تابعين لوزارة التربية.
ودعت الوزارة جميع المعلمين الواردة أسماؤهم إلى مراجعة مديريات التربية المختصة في محافظاتهم، لاستكمال الإجراءات الإدارية اللازمة للعودة إلى العمل.
خطوة أولى لمعالجة آثار الفصل التعسفي
وكانت الوزارة قد بدأت، مطلع الأسبوع، تنفيذ إجراءات إعادة العاملين المفصولين بسبب مواقفهم السياسية ومشاركتهم في الاحتجاجات الشعبية، في إطار ما تصفه الحكومة بـ”مسار الإنصاف وإصلاح الخلل الإداري”.
وقال وزير التنمية الإدارية، محمد السكاف، في تصريح لوكالة “سانا” الرسمية، إن الوزارة تلقت 22,644 طلباً من العاملين في وزارة التربية وحدها، وتمت معالجة نحو 65% منها في المرحلة الأولى.
وأكد الوزير أن العمل جارٍ بالتنسيق مع باقي الوزارات والمؤسسات العامة لمراجعة ملفات المفصولين في مؤسسات أخرى، مضيفاً: “نؤكد التزامنا الكامل بإعادة الحقوق وإنصاف من تعرضوا للفصل لأسباب سياسية، وفق جدول زمني واضح”.
إجراءات قيد التنفيذ وتشريعات داعمة
وكانت وزارة التنمية الإدارية قد أصدرت في وقت سابق تعميماً دعت فيه جميع المفصولين بسبب مشاركتهم في الحراك الشعبي إلى تقديم طلبات رسمية لإعادة التوظيف، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات تأتي ضمن توجه حكومي لـ”تعزيز العدالة الإدارية وترميم الثقة بالمؤسسات الرسمية”.
وتُعدّ هذه الدفعة من المعلمين العائدين إلى وظائفهم الأكبر منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، وسط ترقب لموجات جديدة من قرارات مماثلة تشمل قطاعات أخرى مثل الصحة والعدل والنقل، حيث طالت عمليات الفصل عشرات الآلاف خلال السنوات الماضية.