
كينيث روث : على المحكمة الجنائية الدولية التحرك لمحاكمة مجرمي الحرب وفلول الاسد في سوريا
دعا كينيث روث، المدير التنفيذي الأسبق لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” والأستاذ الزائر في كلية برينستون للعلاقات الدولية، في مقال نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية، المحكمة الجنائية الدولية إلى التحرك لمنح نفسها اختصاصًا قضائيًا في سوريا، مشددًا على أن الشعب السوري يستحق عدالة حقيقية بعد أكثر من خمسة عقود من القمع.
واعتبر روث أن نظام بشار الأسد يُعد من بين الأنظمة الأكثر وحشية في العصر الحديث، مشيرًا إلى استخدامه السلاح الكيماوي والبراميل المتفجرة ضد المدنيين، إلى جانب ممارسة التجويع، والتعذيب، والإخفاء القسري، والإعدامات بحق معارضيه.
وأوضح أن سقوط الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي على يد “هيئة تحرير الشام”، التي تقود اليوم الحكومة الانتقالية برئاسة أحمد الشرع، أتاح نافذة أمل جديدة، رغم أن تحقيق العدالة لم يبرز بعد كأولوية واضحة للنظام الجديد.
وأكد روث أن النظام القضائي السوري، الذي كان أداة قمع بيد النظام السابق، غير قادر على ضمان محاكمات عادلة وشفافة، داعيًا إلى إعادة تأسيسه بالكامل.
وفي ظل صعوبة تحقيق عدالة محلية حقيقية حاليًا، اعتبر أن المحاكم الدولية هي الخيار الأجدى، لا سيما أن الجرائم المرتكبة في سوريا تندرج ضمن اختصاص القضاء الدولي.
وأشار إلى أن بعض الخطوات نحو العدالة قد تحققت، مثل محاكمة ضابط مخابرات سوري سابق في ألمانيا وإدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، إلى جانب دعوى فرنسية ضد بشار الأسد تتعلق باستخدام غاز السارين عام 2013، لكنه شدد على أن هذه المحاكمات الغيابية لا يمكن أن تكون بديلًا عن محاكمات حقيقية بحضور المتهمين.
وانتقد روث أداء المحكمة الجنائية الدولية، مذكّرًا بأن الفيتو الروسي والصيني في مجلس الأمن حال دون تحريك الملف السوري طوال فترة حكم الأسد، وأن زيارة المدعي العام كريم خان إلى دمشق بعد سقوط النظام لم تحقق أي نتائج تذكر.
ورأى أن أفضل السبل لتحقيق العدالة تتمثل بانضمام الحكومة الانتقالية إلى نظام روما الأساسي مع منح المحكمة اختصاصًا بأثر رجعي، ما سيبعث برسالة قوية عن الالتزام بسيادة القانون وحقوق الإنسان.
وأعرب عن مخاوف من أن هيئة تحرير الشام قد تتردد في اتخاذ هذه الخطوة خشية كشف انتهاكاتها السابقة، رغم أن هذه الانتهاكات لا تضاهي الجرائم المرتكبة تحت حكم الأسد، كما أشار إلى تردد بعض الدول مثل تركيا والولايات المتحدة في دعم مسار المحكمة الجنائية الدولية خشية تعرض تدخلاتهما العسكرية للمساءلة.
واختتم كينيث روث مقاله بالتأكيد أن تحقيق العدالة في سوريا لا يزال ممكنًا رغم كل التحديات، لكنه يتطلب شجاعة سياسية وإرادة حقيقية، مشددًا على أن الشعب السوري الذي تحمل سنوات طويلة من القمع والمعاناة يستحق أن يرى الجناة، بمختلف انتماءاتهم، يحاكمون أمام قضاء نزيه وعادل.
؟
مصدر