الرعب يعود إلى شوارع حمص : مسلحون يزرعون الخوف والرصاص في الأحياء السكنية

تعيش مدينة حمص في الآونة الأخيرة حالة من الخوف المتصاعد، بعد سلسلة من حوادث إطلاق النار العشوائي التي ينفذها مسلحون مجهولون يستقلون دراجات نارية، مستهدفين المدنيين في منازلهم أو أثناء جلوسهم على الشرفات.

هذه الهجمات المتكررة أثارت حالة من الذعر بين السكان، خاصة في ظل غياب أي رد أمني واضح من الجهات الرسمية، ما زاد من الإحساس بانعدام الأمان في أحياء المدينة.

#حمص – وقعت اليوم حادثة إطلاق نار في حي وادي الذهب – شارع بيت الطويل (شارع 18)، حيث أقدم شخصان ملثمان يستقلان دراجة نارية على إطلاق النار باتجاه مواطن وزوجته أثناء جلوسهما على شرفة منزلهما.
تم إسعاف المصابين إلى أحد المشافي، وقد دخلت الزوجة سحر إبراهيم (مدرسة لغة فرنسية) إلى غرفة الإنعاش، لكنها فارقت الحياة متأثرة بإصابتها البليغة، في حين أصيب الزوج في يده وهو بحالة مستقرة.

في أحدث هذه الجرائم، قُتلت المواطنة سحر إبراهيم، البالغة من العمر 35 عاماً، مساء السبت، برصاص مباشر أثناء جلوسها مع زوجها على شرفة منزلهما في شارع بيت الطويل بحي وادي الذهب.

سحر، وهي معلمة في مدرسة خاصة وأم لطفلين، فارقت الحياة متأثرة بإصابتها، بينما أُصيب زوجها في يده. شهود عيان أكدوا أن شخصين ملثمين على دراجة نارية اقتربا من المبنى، وأطلقا النار ولاذا بالفرار دون أن يتم التعرف عليهما.

وقبل أسبوعين فقط، وقعت حادثة مشابهة في حي فرن النازحين، عندما أطلق مسلحان النار على عائلة أيمن زيود أثناء جلوسهم في باحة منزلهم. الهجوم أسفر عن مقتل الزوجة لينا عواد وضيف العائلة الشاب مصطفى، فيما أُصيب رب الأسرة وابنه بجروح.

تكرار هذا النمط من الجرائم في أحياء متفرقة من حمص أثار تساؤلات واسعة حول خلفيات ودوافع هذه الهجمات.

إذ أشار متابعون إلى أن الضحايا في هذه الحوادث ينتمون للطائفة العلوية، ما فتح باب التكهنات حول احتمال وجود دوافع طائفية أو محاولات منظمة لإثارة الفتنة داخل المدينة التي تعاني أصلاً من انقسامات اجتماعية عميقة خلفتها سنوات الحرب.

الغريب أن الجهات الأمنية لم تصدر حتى الآن أي بيان أو توضيح رسمي بشأن هذه الحوادث، ولم تُعلن عن فتح أي تحقيقات، الأمر الذي عمّق مشاعر الغضب والقلق لدى الأهالي، الذين عبّروا عن استيائهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واتهموا السلطات بالتقصير أو حتى التواطؤ بالصمت.

في ظل هذه الأجواء المشحونة، بدأ سكان أحياء مثل وادي الذهب، الزهراء، والنازحين، بتجنب الجلوس على شرفاتهم أو التواجد في الأماكن المكشوفة، خوفاً من تعرضهم لهجمات مماثلة. وارتفعت الأصوات المطالبة بانتشار دوريات أمنية ومراقبة مشددة على الدراجات النارية المجهولة، إضافة إلى فرض قيود صارمة على حمل السلاح في المدينة.

يرى ناشطون محليون أن فلول النظام السابق، وعلى رأسهم أتباع المجرم بشار الأسد، هم من يقفون وراء هذه العمليات الإجرامية المنظمة، بهدف بث الرعب في نفوس المدنيين وزعزعة الاستقرار في المدينة.

ويؤكد هؤلاء أن هذه الممارسات ليست سوى جزء من سياسة ممنهجة يتبعها ما تبقى من أجهزة القمع القديمة، لإظهار أن الدولة عاجزة عن ضبط الأمن والسيطرة على الفوضى، في محاولة مكشوفة لتبرير عودتهم إلى المشهد الأمني والسياسي من باب “استعادة النظام”، رغم كونهم السبب الرئيسي في الفوضى وانهيار مؤسسات الدولة خلال السنوات الماضية.

؟

مصدر – حمص

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى