
هجمات طعن جماعي وقنبلة يدوية في غرونوبل
شهدت فرنسا في النصف الأول من عام 2025 سلسلة هجمات عنيفة استهدفت المدنيين بشكل عشوائي، تنوعت بين طعن بسكاكين في أماكن عامة ومدارس، وقذف قنبلة يدوية في مطعم، ما أسفر عن سقوط ضحايا وإصابات، وأعاد فتح النقاش حول الأمن العام ومكافحة العنف في الشوارع والمؤسسات التعليمية.
هجوم سكين في مولهاوس
في 22 فبراير الماضي، وقع هجوم بسكين في سوق عام بمدينة مولهاوس الواقعة شرق فرنسا، أسفر عن مقتل مدنيٍّ يبلغ من العمر 69 عاماً وإصابة سبعة أشخاص، من بينهم ضابط شرطة حاول التصدي للمهاجم قبل توقيفه في الموقع.
وكان الجاني، وهو مواطن جزائري عمره 37 عاماً، قد أعلن ولاءه لأيديولوجيات متشددة وهتف “الله أكبر” أثناء الاعتداء، ما دفع النيابة الفرنسية لفتح تحقيق إرهابي.
ثمّ شهدت مدينة نانت في 24 أبريل حادثة طعن جماعي داخل مدرسة ثانوية خاصة باسم “سيدة جميع العون”، حيث أقدم تلميذ يبلغ 15 عاماً على طعن زميلته حتى الموت وأصاب ثلاثة طلاب آخرين بجروح متفاوتة قبل أن تتمكن معلمة من السيطرة عليه والشرطة من اعتقاله.
وقد أثار الهجوم استياءً واسعاً، إذ حمّل كثيرون مسؤولية الحادث لغياب الرقابة الكافية داخل المدارس، وطالبوا بتشديد إجراءات الأمن في المؤسسات التعليمية لمنع تكرار مثل هذه الجرائم البشعة.
قنبلة يدوية في غرونوبل
في واقعة منفصلة تقع في 12 فبراير، أُلقيت قنبلة يدوية داخل مطعم في حي القرية الأولمبية بمدينة غرونوبل، ما أدّى إلى إصابة 12 شخصاً على الأقل بجروح، ست حالات منها وصفت بالحرجة، قبل أن يتم توقيف المشتبه به المتوارِي عن الأنظار لبضعة ساعات.
أكدت السلطات المحلية أنها لا تزال تحقق في دوافع الجاني، ونفت وجود صلة واضحة بعمليات إرهابية منظمة، معتبرة الحادث جريمة عنف فردية تتطلب تعزيز إجراءات الأمن في الأماكن العامة ذات الكثافة العالية.
في ضوء هذه الحوادث، شددت الحكومة الفرنسية على ضرورة رفع مستوى اليقظة وتنسيق عمل أجهزة الشرطة والداخلية لتعزيز الرقابة على الأماكن المزدحمة والمدارس والقاعات الترفيهية، إلى جانب مراجعة القوانين المتعلقة بحيازة السكاكين والمتفجرات الصغيرة.
كما دعا نواب وأسر الضحايا إلى سن تشريعات تصاعدية تُعزّز من عقوبات الاعتداءات الفردية، مع الاستثمار في الوقاية النفسية والاجتماعية لتجنّب تحول الأفراد نحو العنف المسلّح.
؟
مرهف مينو – باريس



