تعيين الشبيح “لؤي فلوح” سفيراً لسوريا في باريس يثير غضب السوريين

أصدر مجلس الوزراء السوري قراراً بتعيين الدكتور لؤي فلوح، المعروف بتصريحاته الممجدة للنظام البائد ومواقفه الرافضة للثورة السورية، سفيراً للجمهورية العربية السورية في باريس.

وتأتي هذه الخطوة بينما ما تزال أصوات السوريين والثائرين تتعثر خلف جدران الانتظار الطويل، ما أثار استياء قطاع واسع من السوريين.

وقد أثار إعلان التعيين موجة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر معلقون أن اختيار شخصية طالما اتهمت الدول الداعمة للثورة بـ“تمويل الإرهاب” لا يعبّر عن رغبة حقيقية في إصلاح قنوات التواصل مع المجتمع الفرنسي أو إعادة بناء الثقة مع السفارات السورية في الخارج. وتساءل ناشطون: “كيف يمثل سفير يدين الثورة ويطعن في مطالب شعبها من انتفض ضد القمع والإرهاب؟”

……………………………….

ويُذكر أن الدكتور فلوح يشغل حالياً منصب أستاذ جامعي وعضو في مجلس أكاديمي موالٍ للنظام، وقد وردت عنه عدة تصريحات شديدة اللهجة ضد تركيا ودول غربية اتهمها بدعم “الإرهاب” في سوريا. وهذه ليست المرة الأولى التي يلقى فيها مواقفه صدىً مثيراً للجدل بين السوريين داخل البلاد وخارجها.

 

وفيما يرى البعض أن التعيين يعكس معايير الولاء للنظام أكثر من الكفاءة الدبلوماسية، دعا آخرون إلى النظر في أسماء أكاديميين ودبلوماسيين مستقلين دفعوا ثمناً غالياً مقابل مواقفهم المناهضة للقمع والفساد. ويخشى منتقدون أن يكرّس هذا التعيين نموذج “المكافآت السياسية” بدلاً من ترشيح وجوه تحظى بثقة الشارع وثقة المجتمع الدولي.

……………………………….

وكانت سوريا قد شهدت خلال السنوات الماضية تغييراً متكرراً لسفرائها في عدة عواصم، ما انعكس سلباً على استقرار التمثيل الدبلوماسي وقدرة البعثات على بناء علاقات مؤثرة. ومع تعيين الدكتور فلوح في باريس، تبقى مطروحاً سؤال ما إذا كان سيستطيع تجاوز ماضيه المليء بالتصريحات المثيرة للجدل، أم أن “التاريخ لا يرحم والشعوب لا تنسى”، كما عبر عن ذلك معارضون في تغريداتهم.

مواقفه

يُعدّ لُؤي فلوح (مواليد 21 ديسمبر 1964 في درعا) واحداً من أبرز الدبلوماسيين المقربين من النظام السوري، وهو الذي حمل منصة الدفاع عن سياسات المجرم بشار الأسد في المحافل الدولية مراراً وتكراراً. وفيما يلي عرض لأبرز مواقفه الداعمة للقيادة السورية:

  • أداء اليمين أمام الأسد
    أدى اليمين الدستورية أمام بشار الأسد في 26 يناير 2023، وبذلك استلم منصبه مندوباً دائماً لسورية لدى منظمة اليونسكو بباريس، مسجّلاً ولاءه الرسمي للنظام  .

  • نقل تحيات الأسد للبابا
    خلال تقديم أوراق اعتماده كسفير مفوض فوق العادة لدى الفاتيكان، نقل فلوح إلى قداسة البابا فرنسيس “تحيات وتقدير”  الأسد، مؤكداً اهتمام القيادة السورية بدعم دور الفاتيكان في “الاستقرار الإنساني” متجاهلا جرائم الاسد .

  • اتهام تركيا بدعم الإرهاب
    في 20 ديسمبر 2019 أمام مجلس الأمن، اتهم فلوح النظام التركي بأنه “يواصل دعم التنظيمات الإرهابية في إدلب” و”الاعتداء على الأراضي السورية”، مطالباً بإنهاء الوجود العسكري غير الشرعي على الأراضي السورية .

  • موقفه من العقوبات الغربية
    دعا في جلسات اليونسكو وغيرها إلى رفع “الإجراءات القسرية أحادية الجانب” عن سوريا، معتبراً أن هذه العقوبات “اعتداء على سيادة الدولة” و”تعطيل لجهود إعادة الإعمار” المزعومة .

  • رفضه لاستخدام السلاح الكيميائي
    أكد أمام مجلس الأمن في جلسة مناقشة انتشار أسلحة الدمار الشامل أن موقف دمشق “ثابت في رفض وإدانة استخدام الأسلحة الكيميائية”، مُشدّداً على حرص سوريا على “منع انتشارها” متجاهلا استخدام الاسد للكيماوي وجرائمه.

  • دعوة المهجرين للعودة
    في تصريحات للتلفزيون السوري، حمّل فلوح داعش وجبهة النصرة مسؤولية الإرهاب، ودعا “آلاف السوريين المهجرين” إلى العودة إلى أماكن سكنهم في جضن الاسد، معتبراً أن الحكومة السورية “أنجزت أمنها واستقرارها” هناك .

  • تأليب ضد الدول الغربية
    شنّ فلوح هجوماً لاذعاً على الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا واعتبر مواقفها “تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية السورية” ودعماً للعصابات الإرهابية، مطالباً المجتمع الدولي بـ”وقف استغلال مجلس الأمن كأداة ضغط”.

من خلال هذه المواقف، يبرز الدكتور لؤي فلوح كأحد أبرز من يوظف المنابر الدولية للدفاع عن نظام المجرم بشار الأسد، مطلقاً الاتهامات على خصومه الإقليميين والدوليين وتبنّياً كاملاً لخطاب السلطة في دمشق.

؟

مرهف مينو – باريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى