
سوريون في فرنسا ينتقدون مبادرة “تأسيس الجالية” : غياب الشفافية واحتكار التمثيل
في خطوة أثارت موجة من الجدل بين أفراد الجالية السورية في فرنسا، عبّر عدد من السوريين عن رفضهم لطريقة طرح مشروع “تأسيس الجالية السورية”، معتبرين أن المبادرة تفتقر إلى الشفافية والتمثيل الحقيقي، وتعكس محاولات لإعادة إنتاج أنماط الإقصاء التي عانى منها السوريون في الداخل.
وجاءت ردود الفعل بعد منشور توضيحي نُشر على منصات التواصل الاجتماعي يرد على انتقادات متعددة، من أبرزها الاعتراض على عدم إشراك كافة شرائح السوريين في فرنسا بشكل علني وفعلي، وعلى غموض هوية القائمين على المشروع وآليات اختيارهم.

وانتقد المشاركون في النقاش وصف المبادرة بأنها “ليست جهة سياسية”، معتبرين أن أي كيان يسعى إلى تمثيل السوريين أمام المؤسسات هو بحكم الأمر الواقع جهة سياسية تؤثر في المشهد العام، حتى وإن لم تعلن ذلك.
كما أشاروا إلى أن الترويج للمشروع عبر مجموعات واتساب وصفحات فيسبوك لا يعد كافياً لضمان مشاركة عادلة أو لإضفاء الشرعية على المشروع.

وصرح أحد المعترضين بالقول: “نحن لا نرفض فكرة الجالية كمبدأ، بل نرفض الطريقة التي طُرحت بها، والتي توحي بوجود نية لاحتكار التمثيل من دون مشاورة حقيقية أو مساءلة للمنظمين”.
وفي السياق، تساءل أحد المشاركين قائلاً “بما أنك معذّب حالك وكاتب: السوريون في باريس، فيك تحطلنا عدد السوريين كاملاً في باريس حتى شملتن بالمنشور؟ وفيك تحط عدد السوريين اللي شاركوا بالانتخاب، عشان المصداقية، بس مو عشان شي تاني”.
فيما أشار آخر إلى أن المشروع يعاني من أزمة تمثيل حقيقية، قائلاً“موضوع تشكيل ما يسمى بالجالية… كيف ناس بتفرض رأيها علينا؟ واللي شفناه من منشورات وتعليقات سابقة، أغلب الناس اللي عايشين بهالبلد رافضين هاي الفكرة. كيف كم شخص ما منعرفهم، وبعمرنا ما شفناهم، بيفرضوا حالهم علينا وبيقولوا إنهم ممثلين السوريين بهالبلد؟”.
ودعا آخرون إلى تجميد أي خطوات تنظيمية رسمية حتى يتم فتح نقاش جاد وشفاف يشمل جميع أطياف الجالية السورية في فرنسا، بما يضمن تأسيس كيان جامع فعلاً لا يعيد إنتاج الإقصاء باسم العمل التطوعي أو المبادرات المجتمعية.
يأتي ذلك في ظل مساعٍ مستمرة لتشكيل أطر تمثيلية للسوريين في دول الاغتراب، وسط تحديات تتعلق بالثقة، والانقسامات السياسية، وغياب المرجعية الجامعة.
؟
مرهف مينو – باريس – مصدر



