
تصاعد العنف في مخيمات الشمال الفرنسي: إطلاق نار على مهاجرين وظروف إنسانية مأساوية
شهد مخيم “لون بلاج” شمال فرنسا تصاعداً خطيراً في أعمال العنف، مع إصابة مهاجرين اثنين بالرصاص خلال أربعة أيام فقط، في حوادث أثارت قلق المنظمات الإنسانية ونشطاء المجتمع المدني. الحادثان وقعا يومي 23 و26 أيار/مايو قرب مدينة دونكيرك، حيث أصيب أحد المهاجرين في قدمه، بينما نُقل آخر أفغاني الجنسية إلى المستشفى بعد إصابته في الفخذ، وفق تقارير محلية.
التحقيقات الأولية تشير إلى تورط مهربين في الحادثة، ما يعكس حالة التوتر والانفلات داخل المخيمات التي تضم أكثر من ألف مهاجر، وسط تدفق يومي لعشرات الوافدين الجدد، وفق منظمة “يوتوبيا 56”. وتوزع الجمعيات أكثر من 900 وجبة يومياً في ظروف معيشية قاسية يفاقمها الطقس المتقلب وقلة فرص عبور بحر المانش نحو بريطانيا.
هذا التصعيد ليس الأول من نوعه، ففي كانون الأول/ديسمبر الماضي قُتل خمسة أشخاص بالرصاص في المنطقة ذاتها، بينهم حراس أمن، فيما شهد آب/أغسطس إصابة ثلاثة مهاجرين سودانيين.
وتسود المخيمات أجواء من العنف المتكرر بين المهاجرين أو بين شبكات التهريب، خاصة في ظل غياب دعم حكومي واضح باستثناء تواجد أمني يقتصر على تفكيك الخيام بشكل شبه يومي. سياسة “صفر نقاط تثبيت”، التي تنفذها السلطات منذ 2016، أدت إلى انعدام الاستقرار كلياً.
في شهادات ميدانية، أكد مهاجرون سوريون أن الشرطة تقوم بمصادرة ممتلكاتهم الشخصية بشكل دوري، في وقت تفتقر فيه هذه المخيمات إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة.
يذكر أن أكثر من 13,500 مهاجر عبروا المانش منذ بداية العام 2025، فيما بلغ عدد من وصلوا إلى المملكة المتحدة في عام 2024 أكثر من 36,800 شخص، بزيادة 25% عن العام الذي سبقه. وتبقى الرحلة محفوفة بالمخاطر، حيث قُتل ما لا يقل عن 78 مهاجراً العام الماضي أثناء محاولتهم العبور.



