
ألمانيا تكشف عن اتصالات مع سوريا لإعادة لاجئين “مجرمين”.. وغراندي يحذّر من الترحيل القسري
برلين – كشف وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبرينت، عن وجود اتصالات مباشرة مع السلطات السورية بهدف التوصل إلى اتفاق لإعادة بعض اللاجئين السوريين المصنّفين كمجرمين إلى بلادهم، في خطوة تثير جدلاً واسعاً بشأن مستقبل اللاجئين السوريين في ألمانيا.
وأوضح دوبرينت في تصريحات لمجلة فوكس الألمانية، أن “المباحثات مع دمشق لا تزال في مراحلها الأولى”، مشيراً إلى أن “سوريا لا تزال تمثل تحدياً كبيراً أمام عمليات الترحيل حالياً، إلا أن الحكومة تعمل على تفعيل آلية لإعادة من يشكلون خطراً أمنياً”.
وتأتي هذه التصريحات بعد مبادرات سابقة لوزيرة الداخلية السابقة نانسي فيزر، التي بدأت بالفعل مسار الاتصالات مع دمشق قبل مغادرتها منصبها.
تعليق برنامج التوطين وتحذيرات أممية
بالمقابل، عبّر المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، فيليبو غراندي، عن قلقه من النهج الألماني الجديد تجاه اللاجئين السوريين، خاصة بعد قرار الحكومة الألمانية تعليق مشاركتها مؤقتاً في برنامج إعادة التوطين التابع للمفوضية.
وقال غراندي في مقابلة مع صحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ، إن دفع اللاجئين السوريين إلى العودة في ظل الظروف الحالية داخل سوريا “خطير وغير واقعي”، مضيفاً: “اللاجئون في أوروبا لا يعودون، لأن ظروف العيش هناك أفضل. لا يجب أن نفرض ضغوطاً عليهم للعودة، لأن ذلك قد يخلق أزمات جديدة”.
كما أبدى أسفه لتعليق برنامج إعادة التوطين، مشدداً على أن “القرار كان مقلقاً، خاصة أن البرنامج يستهدف لاجئين في أوضاع استثنائية، كأولئك الذين يواجهون تهديدات بسبب ميولهم الجنسية أو انتماءاتهم الاجتماعية”.
ويبلغ عدد الحاصلين على “الحماية الثانوية” في ألمانيا نحو 388 ألف شخص، وفق بيانات رسمية، وهم لا يتمتعون بكامل الحقوق الممنوحة للاجئين المعترف بهم بموجب اتفاقية جنيف.
دعم تنموي بدلاً من المساعدات
وفي سياق حديثه عن الأوضاع في سوريا، أشار غراندي إلى حالة سيدة من مدينة درعا عبّرت عن رغبتها في بناء مستقبلها كطاهية، لكنها لا تحتاج سوى “ثلاجة”، داعياً المجتمع الدولي إلى إعادة النظر في طبيعة المساعدات المقدمة لسوريا، والتركيز على دعم تنموي واستثماري بدلاً من الإغاثة فقط.
مصدر


