
الصحافة الفرنسية ترصد بقلق بالغ أحداث السويداء وتداعياتها
تتابع الصحافة ووسائل الإعلام الفرنسية عن كثب وبقلق بالغ التطورات الأخيرة في محافظة السويداء جنوب سوريا، مسلطة الضوء على الأبعاد المختلفة للأزمة من الاشتباكات الطائفية الدامية، إلى التدخلات الإقليمية، وصولًا إلى الوضع الإنساني الكارثي والتحديات التي تواجه السلطة السورية الجديدة.
؟
عنف طائفي غير مسبوق ووقف إطلاق نار هش
أبرزت وسائل إعلام فرنسية مثل “فرانس 24″ و”ليبراسيون” و”لو فيغارو” ضراوة الاشتباكات التي اندلعت منتصف يوليو 2025 بين الدروز والبدو في المنطقة. ووفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أسفرت هذه المواجهات عن مقتل المئات، بينهم مدنيون ومقاتلون من الطرفين، بالإضافة إلى عمليات إعدام ميدانية. وقد أعلنت الرئاسة السورية عن وقف إطلاق نار شامل وفوري في محاولة لاحتواء الموقف، إلا أن القتال استمر بشكل متقطع، مما يعكس هشاشة الاتفاق.
؟
التدخل الإسرائيلي: حماية أم تأجيج للصراع؟
لعبت إسرائيل دورًا محوريًا في الأحداث، حيث شنت غارات جوية على مواقع للجيش السوري، بما في ذلك مقر قيادة وزارة الدفاع في دمشق، معلنة أن هدفها هو حماية الأقلية الدرزية. وأشارت التحليلات في الصحافة الفرنسية إلى أن هذا التدخل يأتي في سياق استراتيجية إسرائيلية أوسع تهدف إلى إعادة تشكيل المنطقة ومنع استقرار السلطة الجديدة في دمشق. وقد أثار هذا التدخل انقسامًا داخل المجتمع الدرزي نفسه، حيث رحب البعض به بينما رفضه آخرون خوفًا من جر المنطقة إلى حرب أوسع.
؟
موقف فرنسي داعم للحوار ومندد بالعنف
أدانت فرنسا بشدة “التجاوزات” والانتهاكات التي ارتكبت ضد المدنيين في السويداء، ودعت إلى وقف فوري لأعمال العنف. وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية على ضرورة احترام وقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، مشددة على أهمية التزام السلطات الانتقالية بالتحقيق في الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها.
؟
أزمة إنسانية كارثية
وصفت التقارير الوضع الإنساني في السويداء بأنه “كارثي”. حيث تعاني المدينة من انقطاع المياه والكهرباء والاتصالات، ونقص حاد في المواد الأساسية والغذاء والدواء. وقد حذرت منظمات دولية مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الهجرة الدولية من التدهور السريع للوضع، مع نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص بسبب العنف. وقد تمكنت أول قافلة مساعدات إنسانية من الدخول إلى المدينة المنكوبة بعد أسبوع من الاشتباكات.
؟
تحدٍ كبير للسلطة الجديدة
تعتبر أحداث السويداء، بحسب تحليل “فرانس 24″، التحدي الأبرز الذي يواجه السلطة السورية المؤقتة بقيادة أحمد الشرع منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد. فالأزمة تكشف عن صعوبة بسط سيطرة الدولة على كامل الأراضي السورية، والتعامل مع الانقسامات المجتمعية العميقة والمجموعات المسلحة المتعددة. كما أن الضغوط الدولية والتدخلات الإقليمية، وخاصة من إسرائيل، تزيد من تعقيد الموقف وتضعف قدرة الحكومة على إدارة الأزمة.
بشكل عام، تعكس تغطية الصحافة الفرنسية صورة قاتمة للوضع في السويداء، وتنظر إليها كاختبار حقيقي لقدرة سوريا على تجاوز الانقسامات الطائفية والمضي قدمًا نحو الاستقرار بعد سنوات طويلة من الحرب الأهلية.
؟
؟
لم نتدخل في رأي الصحف ولم نعدل عليها بل قمنا بترجمة المصطلحات بشكل دقيق حتى لو خالفت سياسات نشرنا
؟
؟
مرهف مينو – باريس



