
بعد أكثر من عقد من الحظر.. “غوغل” ترفع سوريا من قائمة العقوبات وتفتح أبواب الإعلانات الرقمية
في خطوة مفاجئة وذات دلالات اقتصادية وتقنية هامة، أعلنت شركة “غوغل” العملاقة عن رفع سوريا من قائمة العقوبات المفروضة من قبل مكتب مراقبة الأصول الأجنبية الأميركي (OFAC)، وذلك ابتداءً من 13 آب/أغسطس الجاري، مما يمهد الطريق لعودة خدماتها الإعلانية إلى البلاد لأول مرة منذ عام 2011.
وفي بيان رسمي، أوضحت الشركة أنها قامت بتحديث صفحة سياسات الإعلانات الخاصة بها، وشطبت سوريا من قائمة المناطق المحظورة، التي باتت تقتصر على شبه جزيرة القرم، كوبا، إيران، كوريا الشمالية، وما يسمى بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.
ماذا يعني هذا القرار؟
يعني هذا القرار إعادة تفعيل ثلاث منصات إعلانية رئيسية للمستخدمين داخل سوريا:
- إعلانات غوغل (Google Ads): تتيح للشركات والأفراد إنشاء حملات إعلانية للوصول إلى العملاء.
- غوغل آد إكستشينج (Google Ad Exchange): منصة لبيع وشراء المساحات الإعلانية الرقمية.
- مدير الإعلانات (Ad Manager): أداة للناشرين لإدارة مخزونهم الإعلاني.
طوال السنوات الماضية، كان من المستحيل استهداف المستخدمين داخل سوريا إعلانياً أو إنشاء حسابات إعلانية من عناوين IP سورية. وأكدت “غوغل” أن المعلنين والناشرين السوريين سيتمكنون من استعادة حساباتهم القديمة أو إنشاء حسابات جديدة بعد الخضوع لإجراءات تحقق يدوية وتقديم الوثائق اللازمة.
فرص وتحديات أمام سوق متعطشة
يفتح هذا القرار الباب أمام سوق محلية تضم أكثر من 22 مليون نسمة لدخول عالم التسويق الرقمي، بعد سنوات من العزلة التي فرضها الأمر التنفيذي الأميركي رقم 13338 وتوسعاته بعد عام 2011.
ورغم الفرص الواعدة، تواجه السوق السورية تحديات كبيرة، أبرزها:
- ضعف البنية التحتية: حيث لا تتجاوز نسبة انتشار الإنترنت في سوريا 34%، وفقاً للتقديرات الدولية.
- الوضع الاقتصادي: يعاني الاقتصاد المحلي من ضعف شديد، مما قد يحد من حجم الإنفاق الإعلاني.
- الاعتماد على الهواتف الذكية: يجعل الإعلانات عبر الأجهزة المحمولة هي القطاع الأكثر نمواً وجاذبية.
ويتوقع خبراء أن يسهم القرار في تنشيط السوق الإعلامية والإعلانية، ويتيح للشركات المحلية والدولية الوصول إلى شريحة جديدة من المستهلكين، مما قد يحفز موجة من التحول الرقمي في البلاد، تماشياً مع النمو الذي تشهده الأسواق المجاورة.
§
§



